سمير مطوط: جواد الجنوب الثائر.. مُخطط أول عملية أسر في تاريخ المقاومة

سمير محمد مطوط (جواد)، اسم من تاريخ المقاومة الثمانينيّ. هو واحد من قادة المقاومة من الجيل التأسيسي، كانت له انجازاته وبصماته في تلك المرحلة التي آلمت الاحتلال الاسرائيلي وجعلته يتلقى ضربات موجعة.

الشهيد مطوط من مواليد الرابع من شهر كانون الأول عام 1964م. نشأ في حي السلم وسط أسرة ملتزمة دينيًا وعمل والده في محلٍ لبيع المواد الغذائية.

تميز الشهيد في طفولته بكثرة الهدوء، وحدَّة الذكاء، وهذه الصّفة برزت خلال المراحل الدراسية التي مرّ بها، إذ عُرِف بذكائه واجتهاده وتفوقه الدائم، وقد تابع علومه حتى حاز على البكالوريا الفنية في اختصاص الإلكترونيك عام 1983م، ثم تفرغ كليًا للعمل الجهادي.

التزم الشهيد بأداء الواجبات الدينية قبل سن التكليف، وكان يواظب على الصلاة في المسجد وهو لم يتجاوز الثمانية أعوام، وكان يثير إعجاب إمام الصلاة.

شارك في العديد من العمليات النوعية على تخوم الشريط الحدودي المحتل، أبرزها أول عملية أسر في تاريخ المقاومة في 17 شباط 1986 حيث تمكن المقاومون من أسر جنديين اسرائيليين في ما عرف بـ"عملية كونين". توّج القائد سمير مطوط مسيرته الجهادية بالشهادة في 6 شباط 1987 خلال عملية اقتحام موقع علي الطاهر النوعية. فبعد سقوط الموقع بيد المجاهدين انهمرت القذائف الإسرائيلية بغزارة، ما أدّى إلى استشهاده مع عدد من المجاهدين. وقد أُسر جثمان الشهيد، وتم استرجاعه في عملية التبادل التي حصلت عام 1996م (حصلت عملية التبادل بين الجنديين الاسرائيليين اللذين أسرهما الشهيد مطوط ورفاقه، بـ45 أسيرًا من معتقل الخيام، ورفات أجساد 123 شهيدًا)، بعد أربعين يومًا على وفاة والدته التي انتظرت جثماته طويلًا. وُوري في الثرى في جبانة الأوزاعي، المنطقة التي بدأت فيها انطلاقته الجهادية.

من وصية الشهيد:

"وصيَّة العبد الذليل الحقير سمير مطوط... والله لو تجزّأ جسدي ألف جزء وأكثر، ولو تقطّعت أوصالي ألف قطعة وأكثر، ولو تفتتت أعضائي ألف تفتيتٍ وأكثر، ولو، ولو، ولو... كان ذلك أهون عليَّ من العيش و"إسرائيل" باقية وجاثية فوق أرض أبي ذر الغفاري، أرض جبل عامل، أرض الشهداء، وفوق قِبلة المسلمين الثانية، القدس الشريف".

يوم الشهيد