طوفان الأقصى

لبنان

لبنان يبدأ بتخطي الهجمة السعودية.. وميقاتي يسعى لجلسة حكومية
04/11/2021

لبنان يبدأ بتخطي الهجمة السعودية.. وميقاتي يسعى لجلسة حكومية


ركزت الصحف اللبنانية على المساعي التي يبذلها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لعقد جلسة حكومية، مشيرةً إلى أن لبنان بدأ يتخطى الهجمة العبثية عليه، ولفتت الصحف إلى أنه من المقرر ان يزور ميقاتي الذي عاد من لندن، رئيس الجمهورية ميشال عون ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث عن صيغة حل للأزمة المفتعلة من قبل السعودية.

"الأخبار": حملة سعوديّة على ميقاتي ووزرائه

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" إن السعودية تريد رأس حكومة نجيب ميقاتي. حتى موعد الانتخابات، لا يبدو أن الرياض في وارد التخفيف من حربها الدونكيشوتية لـ"القضاء" على حزب الله، مع استعدادها لرفع سقف الضغوط، واستهداف مزيد من الوزراء في الحكومة الميقاتية. فبعد وزيري الإعلام والخارجية، أشارت تسريبات إلى امتلاك الرياض تسجيلات لوزير آخر في الحكومة يهاجم فيها السعودية والخليج.

واضافت الصحيفة "لم يحمل الرئيس نجيب ميقاتي من قمة المناخ سوى مزيد من الإرباك. الغربيون أجمعوا على دعم بقاء حكومته. لكن أحداً لم يعد رئيس الحكومة بالضغط على الرياض لتغيير موقفها من لبنان. فيما أخذت الضغوط السعودية بعداً جديداً بالهجوم على وزراء في الحكومة، يتقدمهم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، مع تسريبات عن امتلاك السعوديين تسجيلات صوتية لوزراء آخرين يهاجمون فيها المملكة ودول الخليج. وأكّدت هذا التوجه تغريدة للسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، من الرياض، قال فيها: «الأزمة تكمُن تحديداً في أن القديم يُحتضَر والجديد لم يولد بعد»، مضيفاً بما يُشبِه التهديد بأنه «في ظل هذا الفراغ، يظهر قدر هائل من الأعراض المرضية». وأوضحت مصادر على اتصال بالرياض أن السعودية في وارد مزيد من الضغوط التي ستتزايد مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية التي تنتظر منها نتائج تقلب المشهد على مستوى إدارة السلطة في لبنان".

وتجزم مصادر معنية بأن السعودية «تتحدث بصراحة أكثر من أنصارها» في لبنان. وهي تقول بوضوح إن «المطلوب هو رأس الحكومة مجتمعة لا استقالة وزير بعينه». وتشير المصادر إلى «التسريبات التي خرجت للتصويب على وزير الخارجية هدفت إلى التأكيد أن كل حكومة ميقاتي خاضعة لحزب الله ويجب مقاطعتها». وتعزز هذه القناعة معلومات عن «تسجيلات ستطال وزيراً آخر في الحكومة»، وإشاعات عن وجود «ملفات خاصة بوزراء آخرين»، بالإضافة إلى تهديدات يومية بفرض عقوبات جديدة على لبنان. وقد لوحظ في الأيام القليلة الماضية، توقف السفارة السعودية في بيروت عن منح تأشيرات لطالبي السفر إليها من اللبنانيين، وبث إشاعات بين أبناء الجالية اللبنانية في المملكة عن احتمال إلغاء إقامات أو منع التحويلات المالية إلى لبنان وغيره من العناوين بالتزامن مع حملة تعبئة يشارك فيها كل الإعلام السعودي. وفي بيروت، يكثر الكلام عن احتمال أن تطلب الرياض من نادي رؤساء الحكومات السابقين ممارسة ضغط على ميقاتي لدفعه إلى الاستقالة.

ولفتت الصحيفة إلى أن ميقاتي الذي يتحدث عن تعرضه لضغوط مباشرة من أوساط لبنانية قريبة من السعودية، يشير ضمناً إلى عدم رغبته في دخول مواجهة تنعكس سلباً على موقعه كممثل للطائفة السنية في لبنان. وهو قال لمتصلين به إنه لا يزال يرى ضرورة لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، وأبلغ الموقف نفسه إلى قرداحي الذي أكّد لرئيس الحكومة أن السعودية تريد ما هو أبعد من هذه الخطوة، وأن ما من ضمانة بأن الاستقالة ستقفل الباب أمام مزيد من الضغوط، وأنه مستعد لأي خطوة ضمن سياق عام وليس استجابة لضغط سياسي فقط. علماً أن رئيس الحكومة نفسه «مصدوم» لرفض أي مسؤول سعودي التواصل معه شخصياً أو هاتفياً. وهو تلقى رسائل سعودية سلبية تجاهه شخصياً. ويبدو أنه حتى «رحلة العمرة» التي كان يحضّر لها بالتعاون مع الفرنسيين، قد تتعرض للعرقلة أو تنحصر في أداء المناسك، من دون عقد أي اجتماع معه.

واشارت "الأخبار" إلى أنه مع عودته إلى بيروت، يبدو ميقاتي مصراً على خطوة أولى من جانب الشركاء في الحكومة تتمثل في استقالة قرداحي بما يسمح له بفتح باب المقايضة، وهي خطوة يبدو أنه لا يوجد في لبنان من يدعمها سوى أنصار الرياض. فيما الحل، برأي الرئيس ميشال عون، يتمثل بدعوة الحكومة إلى الانعقاد لمناقشة الأمر ضمن استراتيجية بناء علاقات واضحة مع كل الدول العربية والصديقة. إلا أن رئيس الحكومة لا يرغب في مواجهة في مجلس الوزراء قد تؤدي إلى إطاحة الحكومة. ومع تأكيده أنه لمس عدم ممانعة الرئيس عون لاستقالة وزير الإعلام، إلا أنه يلفت إلى أن هناك كتلة وازنة في الحكومة (حزب الله وحركة أمل وتيار المردة والنائب طلال إرسلان) لن توافق على الاستقالة قبل الحصول على ضمانات مسبقة بأنها ستفتح الباب أمام معالجة الأزمة، يسأل ما إذا كان في إمكان الحكومة الاجتماع «بحضور الجميع»، بعد قرار حركة أمل وحزب الله الامتناع عن حضور جلسات الحكومة إثر كمين الطيونة، ورفضهما المشاركة في الخلية الوزارية التي شُكلت بعد اندلاع الأزمة مع السعودية. علماً أن معلومات تحدثت عن موافقة الثنائي على المشاركة «في حال حُصِر النقاش بملف الأزمة مع الخليج».

ولفتت إلى أنه إلى ذلك، وصف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما تقوم به السعودية تجاه لبنان بـ«العدوان»، مطالباً الرياض بـ«الاعتذار من لبنان (...). يعملون بطريقة خاطئة لأن أحداً لا يستطيع ليّ ذراع حزب الله والشعب اللبناني، ولبنان ليس مكسر عصا، ولا نقبل أن تتدخّل السعودية بالحكومة». وعزا انزعاج الرياض إلى أنها «لم تستطع الهيمنة على القرار السياسي في ​لبنان​، رغم الأموال التي دفعتها لأتباعها في البلد»، كما أنها «لم تعد تحتمل خسائرها في المنطقة (...)، وتوقيت العدوان على لبنان له علاقة بمأرب​ وبالخسارة المدوّية في اليمن». وشدّد على أن «القوات اللبنانية نفّذت كمين الطيونة نيابة عن أميركا والسعودية، بهدف محاصرة حزب الله عبر محاولة إشعال الفتنة».

"البناء": دعوات لفكفكة الأزمة الحكومية

من جهتها، صحيفة "البناء" قالت إنه عشية العودة إلى مفاوضات فيينا بين إيران ودول الاتفاق النووي، وعشية التطورات العسكرية المتسارعة على جبهة مأرب في اليمن، تبدو الأزمة اللبنانية- السعودية مرشحة للجمود، حيث يحكمها سقف دولي يمنع تصعيدها من الجانب السعودي، تمثل بالتمسك الغربي وفي مقدمته الموقف الأميركي الداعي للحفاظ على الحكومة وحماية الاستقرار، وهو ما أجمع عليه كل الذين التقوا برئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قمة المناخ في غلاسكو، وقد انضم إلى هذه المواقف الغربية موقف روسي لافت أضاف للدعوة لحل الأزمة بالحوار دفاعاً عن الموقف اللبناني بالإشارة إلى أن كلام وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الذي اتخذته السعودية ذريعة للأزمة قد صدر قبل تشكيل الحكومة وتعيينه وزيراً، بينما تشير المعلومات الواردة من عدة عواصم خليجية إلى أن الرياض لا تملك عرضاً للحل تضعه بين أيدي الوسطاء، وهي تكتفي بالشكوى من موقف لبناني تعتبره خاضعاً لمشيئة حزب الله للقول إنها ضاقت ذرعاً ولا ترغب بعودة العلاقات قريباً مع لبنان.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في مواجهة هذه الأزمة يبدأ الرئيس نجيب ميقاتي اليوم جولة مشاورات تبدأ برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووفقاً لمصادر خاصة قالت لـ «البناء» إن ميقاتي يحاول صياغة خريطة طريق لمواجهة الأزمة تداول بعناوينها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تقوم على محاولة إعادة جمع الحكومة بعد التفاهم على صيغة لا ينظر إليها من دول الخليج بصفتها استفزازاً إضافياً، كحضور الوزير قرداحي لاجتماع الحكومة، وأن تبادر الحكومة في اجتماعها لتظهير عزمها على معاجلة الإشكاليات المثارة من الجانب السعودي والسعي لطلب مبادرات ووساطات للحوار حولها، لتوضع الحصيلة أمام وزير خارجية قطر الذي يتوقع وصوله إلى بيروت وفقاً لوعد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للرئيس ميقاتي، بينما تقول مصادر متابعة  لموقف ثنائي حركة أمل وحزب الله أن الثنائي لا يجد في الأفق فرصاً ناضجة لحلول في ظل السقوف العالية للموقف السعودي والتزام الدول الخليجية التي واكبت الموقف السعودي بموجب تضامن أعضاء مجلس التعاون الخليجي مع الموقف السعودي، كما أبلغ قادتها للمسؤولين اللبنانيين، بحيث يصبح إرضاء السعودي المستحيل هدفاً لا يتحقق باستقالة الوزير قرداحي كي يكون ثمة مشروعية وطنية لطلب ذلك منه، وتضيف المصادر أن الثنائي لم يتخل عن موقفه الذي يربط عودة الحكومة للاجتماع بالتوافق على حل لقضية المحقق العدلي طارق بيطار.

وقالت مصادر سياسية متابعة للملف الحكومي والأزمة مع السعودية  لـ"البناء" إن ما أنجزه الرئيس ميقاتي في الخارج مهم وكبير ولا يجوز استهلاكه بمساع لا جدوى منها لعقد الحكومة بصورة عاجلة، ولا بالسعي لحل مستحيل راهناً مع السعودية، داعية للاستناد إلى هذا الدعم الخارجي لتفعيل عمل اللجان الحكومية والتساكن البارد مع أزمتي القاضي بيطار والتصعيد السعودي، خصوصاً أن اللجان الحكومية تعمل على ملفات التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتحسين التغذية الكهربائية وستحتاج هذا الشهر وربما الشهر المقبل لتظهير النتائج، وخلال هذه المدة ستتكفل التطورات بتحريك الأمور إلى الأمام، فيكون مصير القاضي بيطار قد حسم إما بتنحيته في الدعاوى القضائية أو بإعادة قراره الاتهامي ونهاية مهمته، كما ستكون الأزمة مع السعودية قد تحركت تحت تأثير ما هو أهم منها، سواء في تطورات مرتقبة في جبهة مأرب اليمنية، أو في عودة مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا، وقالت المصادر إن ملء الوقت اللازم لنضوج الحلول باللجوء إلى الجامعة العربية عملاً بالمادة الخامسة من ميثاقها لفض النزاعات عن طريق الوساطة أو التحكيم يمكن أن يشكل الخيار الأمثل بإعداد لبنان لمراجعة سياسية قانونية يتوجه بها إلى الأمانة العامة للجامعة العربية طلباً لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب، يطرح فيه خلافه مع السعودية ويحرك موفديه إلى العواصم العربية طلباً لتأييد طلبه بالوساطة أو التحكيم في الخلاف مع السعودية، بحيث تنضج دعوته بالتزامن مع تبلور ظروف مناسبة لتقدم الحلول.

الصحيفة لفتت الى انه حتى الساعة، يبدو أن الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية خارج الحل، فكل الوساطات والدعوات والاتصالات مع الرياض لتليين موقفها تجاه لبنان باءت بالفشل، ربطاً بمساعي كويتية وقطرية لم تتوقف إلا أنها تربط الأمر بضرورة أن يستقيل الوزير جورج قرداحي أو تتم إقالته من قبل مجلس الوزراء، وهذا الأمر وفق المعلومات لا يزال محل رفض من حزب الله الذي تقول مصادره لـ «البناء» إن إقالة قرداحي لا يمكن التسليم بها على الإطلاق لأنها ستكون بمثابة الخنوع للأوامر السعودية وهذا الأمر مرفوض، ولو حصل سوف يرتب تبعات على المستوى الداخلي. وتعتبر المصادر أن المسألة أكبر من تصريح قرداحي، بخاصة أن العبارة التي أغضبت الرياض تكاد تسمع كل يوم من مسؤولين أمميين ودوليين، مذكرة بأن النائب السابق وليد جنبلاط وصف الحرب في اليمن بالعبثية فلماذا لم تقم الدنيا وتقعد ضده، بالتالي فإن المسألة أعمق بكثير من تصريح وزير وهي تتصل بأبعاد إقليمية يمنية، خاتمة بالقول لقد أصبحنا في مرحلة التصفيات والأمور في المنطقة سوف تتضح خلال الأشهر المقبلة وعندها سوف يتغير التعاطي الخليجي مع لبنان.

إلى ذلك، لفتت معلومات "البناء" إلى أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من المرجح أن يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الساعات المقبلة وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري للتشاور في عقد جلسة لمجلس الوزراء وكيفية معالجة الأزمة مع دول الخليج. مع إشارة مصادر مطلعة إلى أن من المستبعد أن يجتمع مجلس الوزراء لإقالة قرداحي إذا لم يقدم هو استقالته.

وقالت انه كان الرئيس عون تابع من خلال سلسلة اتصالات لمعالجة الأوضاع التي نشأت عن قرار عدد من دول الخليج سحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها مغادرة أراضيها، ورصد ردود الفعل الغربية والدولية ودرس السبل الآيلة لمعالجة الوضع المستجد، لا سيما في ضوء اللقاءات التي عقدها الرئيس ميقاتي مع عدد من القادة العرب والأجانب على هامش «مؤتمر المناخ» في غلاسكو. واطلع الرئيس عون على التقارير الواردة من البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج التي تناولت أوضاع اللبنانيين في عدد من الدول الخليجية.

واضافت ان وزير الخارجية عبدالله بو حبيب وضع الرئيس عون في صورة التطورات الجارية بعد الأزمة مع السعودية ودول الخليج وأعاد التأكيد أن موقف لبنان واحد حيال ضرورة قيام أفضل العلاقات وعدم جواز تأثّر هذه العلاقات بأيّ مواقف فرديّة». أضاف «لبنان يعتبر أن أيّ إشكالية تقع مهما كان حجمها بين دولتين شقيقتين مثل لبنان والسعودية لا بدّ أن تُحلّ من خلال الحوار والتنسيق بروح من الأخوة فكيف إذا كانت المشكلة صدرت عن شخص… ما حصل في الأيام الماضية يجب أن يقف عند حقّ تغليب المصلحة العربيّة المشتركة وعدم صبّ الزيت على النار، لا سيما أنّ لبنان لم يكن يوماً ولن يكون معبراً للإساءة إلى أيّ دولة».

وفي السياق، استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا وزير العدل القاضي هنري خوري وتداول معه الأوضاع العامة والمضاعفات المتأتية عن الإجراءات التي اتخذها عدد من دول الخليج بحق لبنان. وأوضح خوري أن «الاتصالات مستمرة لمعالجة ما استجد ويفترض أن يتبلور الموقف بعد عودة الرئيس ميقاتي من لندن مساء».

إلى ذلك، لا تخفي أوساط سياسية بارزة لـ "البناء" أن ثمة من سارع إلى التقاط الأنفاس بعد الحملة على الوزير قرداحي، للبدء بالمعركة الانتخابية، مستفيداً من الدعم السعودي، وتتخوف المصادر من لجوء السعودية إلى دعم المتشددين من قوى سياسية على حساب الاعتدال في بيروت وطرابلس.

وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: إن «القوات اللبنانية تستفيد من الحرب والفتنة ولكن حزب الله لا يرى بذلك مصلحةً للبنان، والقوات هي الجهة الوحيدة التي تتقاضى مخصصات من السعودية».

ودعت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إلى إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين لبنان ودول الخليج لتحسين ظروف اللبنانيين. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، التقى على هامش المؤتمر حول المناخ في غلاسكو، بنظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وبحث الوزيران التطورات في لبنان وسورية. وأكدت الخارجية الأميركية أن حزب الله يهتمّ بمصالح إيران أكثر من اهتمامه بمصالح اللبنانيين، متهمة الحزب بأنه أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم أزمات لبنان.

وكان السفير السعودي وليد بخاري غرد رداً على تصريحات نسبتها «عكاظ» إلى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ونفاها الأخير قائلاً «تكمُنُ الأزمةُ تحديداً في أن القديمَ يُحْتَضَرُ وَالجديدَ لم يُولدْ بعد وفي ظلِّ هذا الفراغِ يظْهَرُ قَدرٌ هائلٌ من الأعْراضِ المَرَضِيَّة».

وقالت الصحيفة انه كانت وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول إيراني مقرب من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، تعليقهم على الأزمة العاصفة بين السعودية ولبنان قولهم «إن تحرك الرياض يظهر أن السعوديين يخسرون أمام إيران على الجبهة الدبلوماسية ويحتاجون إلى بعض النفوذ. وبينما أظهرت الأزمة أن السعودية قادرة على «عزل لبنان»، فإنها لن تكون قادرة على عزل حزب الله».

ولفتت الى انه في المواقف، دعا المطارنة الموارنة إثر اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي «المسؤولين في الدولة إلى الإسراع في ترميم العلاقات مع دول الخليج، وإزالة أسبابها، وعودة حركة التصدير والاستيراد معها. وشددوا «على أن ظروف البلاد المأسوية كانت تقتضي أن تتألف حكومة في منأى عن التسييس، مهمتها الأساسية استجابة الشروط الدولية الموضوعة لمساعدة لبنان، لا سيما البدء بتنفيذ الإصلاحات على كل صعيد. وبينما تمسك المطارنة بإجراء الانتخابات في مواعيدها، أكدوا أن خلاص البلاد الوحيد يكمن في تعزيز حضور الدولة الأمني والاجتماعي، وعملها على إحقاق الحقوق وسيادة العدالة، من خلال تحرير القضاء من التسييس والتطييف، وإطلاق يده في التحقيقات العائدة إلى تفجير مرفأ بيروت من جهة، وتلك العائدة إلى أحداث الطيونة.

هذا وأفيد أن وكلاء الدفاع عن النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل تقدما بطلب رد الغرفة 12 في محكمة الاستئناف المدنية التي تنظر بطلب الرد الثاني المقدم من قبلهما، وذلك بعدما ردت الطلب الأول شكلاً لعدم الاختصاص.

واشارت الصحيفة إلى أنه ​من المتوقع أن تحدد شركة ألفاريز آند مارسال​ تاريخ البدء بعملية ​التدقيق الجنائي بعد الانتهاء من دراسة إجابات مصرف ​لبنان​ على 133 سؤالاً كانت طرحتها، ووفق المعطيات فإنها ستعمل على استقدام فريق من الخبراء والمدققين للبنان، لتتمكن خلال 12 أسبوعاً من إعداد تقرير أولي يتضمن واقع الحال في ​البنك المركزي​ والأرقام، وهذا الأمر سيستمر حتى لو انتهى مفعول القانون المتعلق بالسرية المصرفية​.

واشارت إلى أنه ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعاً لهيئة الرئاسة والمكتب السياسي والهيئة التنفيذية واللجان الانتخابية في حركة أمل، وأعطى توجيهاته للهيئات الحركية ولنواب كتلة التنمية والتحرير للمباشرة بإعداد الدراسات اللازمة واقتراحات القوانين الضرورية، لا سيما المتعلقة بإلزام الحكومة والمصرف المركزي والمصارف تثبيت وحفظ حقوق المودعين لودائعهم، ووضع التشريعات الكفيلة بإعادتها لأصحابها بحسب المسؤولية والدور، وإسقاط كل عمليات التقادم بمرور الزمن أو غيره، والضغط الجدي مع الحكومة لوضع قانون البطاقة التمويلية موضع التنفيذ.

وعرض وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي مع رئيسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بلدان الشرق الأوسط إيزابيل سانتوس في تحقيقات انفجار مرفأ بيروت، وفي الانتخابات النيابية المرتقبة وكيفية ادارتها، فضلاً عن موضوع هيئة الإشراف على الانتخابات، وأفيد بأن الاتحاد الأوروبي سيعمل على إرسال نحو 200 مراقب للعملية الانتخابية.

وقالت إنه معيشياً، وبينما يستعد موظفو القطاع العام لإضراب اليوم احتجاجاً على أوضاعهم المعيشية، سجّلت أسعار المحروقات ارتفاعاً إضافياً أمس. وأوضح ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، تعليقاً على شكاوى المواطنين من عدم توافر مادة المازوت في بعض المحطات، أنه «يتم دفع ثمن المازوت للشركات المستوردة ولمنشآت النفط التابعة للدولة اللبنانية بالدولار، أما تسعيرة جدول الأسعار، فلا توازي سعر دولار السوق». وقال «لا يمكننا تحمل الخسائر الناجمة عن جدول الأسعار».

وسجل سعر ربطة الخبز ارتفاعاً إضافياً، حيث بلغ سعر الربطة من الحجم الكبير 9500 ليرة. وللغاية، قرر وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام تشكيل خلية أزمة لمواكبة تطور تقلبات الأسعار في كلفة صناعة الرغيف للتصدي بأقصى درجة لمسألة ارتفاع ثمن ربطة الخبز والعمل على إبقائها بمتناول اللبنانيين، على أن تبقى اجتماعات الخلية مفتوحة لهذه الغاية.

"النهار": لا إقالة ولا استقالة ولا مجلس وزراء!

أما صحيفة "النهار" فقالت إنه لا يزال السباق على أشدّه بين محاولات بعض السلطة والحكومة في لبنان وضع حدّ لعاصفة الإجراءات السعودية والخليجية في حق لبنان، والمضي في هذه الإجراءات بلا هوادة، ما دامت المواقف الرسمية اللبنانية لا تتجاوز حدوداً كلامية، ولا ترقى إلى مصاف الاجراء البديهي الذي تطالب عبره ال#دول الخليجية باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي كنقطة انطلاق أولية لبدء معالجة الأزمة.

ولفتت إلى أنه من المقرر ان يزور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عاد من لندن مساء أمس، صباح اليوم رئيس الجمهورية ميشال عون ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري للبحث عن صيغة حل للأزمة الديبلوماسية التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج.

واضافت يبدو ان مطلب عقد جلسة لمجلس الوزراء لا يزال يصطدم برفض الوزراء الشيعة ومعهم الفريق الوزاري المتضامن مع وزير الاعلام جورج قرداحي، علما ان عقد جلسة لمجلس الوزراء هو مطلب رئيس الجمهورية، الا ان رئيس الحكومة غير متحمّس للدعوة انطلاقاً من عدم وجود اتفاق مسبق مما قد يسرّع في انفجار الحكومة من الداخل كما يخشى ميقاتي.

واشارت إلى أنه سيزور ميقاتي رئيس مجلس النواب بعد بعبدا للبحث معه في حل لمسألتين: اعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء بفصل التحقيق العدلي في انفجار مرفأ بيروت عن عمل السلطة التنفيذية، وصيغة المعالجة الممكنة لقضية وزير الاعلام جورج قرداحي الذي طالب باستقالته اولاً كمفتاح للحل كل من دخل على خط الوساطة لوقف الاجراءات الخليجية بحق لبنان.

وتابعت الصحيفة لكن وفق المعطيات الثابتة حتى البارحة، فإن الإقالة غير ممكنة، والاستقالة لم يقتنع بها بعد وزير الاعلام الذي يطالب بضمانات بأن الأزمة ستتوقف مع استقالته. كما ان الفريق الوزاري المتضامن معه يعتبر "ان معالجة مثل هذه المسألة لا تقتصر على الحكومة ولا تحل بجلسة لمجلس الوزراء، ولن تكون بالفرض ولا بالاستصغار. وهذه المسألة المستجدة لن تعطّل المطالبة المستمرة بمعالجة الخلل في مسار التحقيق العدلي في جريمة المرفأ".

واشارت إلى أنه تبعا لهذه المعطيات فحتى الآن كل الرسائل الايجابية التي صدرت عن المسؤولين اللبنانيين في اتجاه المملكة والعربية السعودية تقابل بصمت. حتى التسجيلات الصوتية المسربة لوزير الخارجية عبدالله بو حبيب لم يصدر عليها ردود فعل واعتبرها الجانب اللبناني بأنها تدخل في اطار حرية الرأي والتعبير ولا تمسّ أحدا.
#بوحبيب... مجددا

وقالت صحيفة "النهار" إنه مع ذلك حرص رئيس الجمهورية بعد استقباله عصر امس الوزير بو حبيب على تحميله موقفاً لاعلانه بشكل رسمي من منبر بعبدا، فنقل عنه بوحبيب "ان موقف لبنان واحد حيال ضرورة قيام افضل العلاقات مع السعودية وسائر دول الخليج والدول العربية". وقال وزير الخارجية: "لا يجوز تأثر العلاقات باي مواقف فردية ووجهة نظر الدولة اللبنانية محددة في ما يصدر عن أركانها وفي البيان الوزاري للحكومة"، مؤكداً ان "اي إشكالية بين دولتين شقيقتين مثل لبنان والسعودية لا بد ان تحل بالحوار والتنسيق وفق ميثاق جامعة الدول العربية."
وأعلن بو حبيب "أن لبنان يتطلع إلى اشقائه العرب كي يكونوا إلى جانبه في ظروف الصعبة، واي تباعد عنه ستكون له انعكاسات سلبية تؤذي التضامن والتعاون بين الاشقاء". وشدد على "ان لبنان ما كان يوما الا نصير الدول العربية الشقيقة كلها ولم يكن في يوم من الأيام ولن يكون معبرا للإساءة إلى أي دولة".
وتحدثت مصادر سياسية مطلعة عن دلالات معبرة للفوارق اللافتة التي ظهرت بين نبرة وزير الخارجية المتشددة اول من أمس في حديثه لوكالة رويترز والنبرة المهدئة والمرنة التي طبعت تصريحه أمس عقب لقائه رئيس الجمهورية اذ يعكس البيان الذي تلاه بعد اللقاء انزعاج رئيس الجمهورية وقلقه من تمادي الأزمة مع الدول الخليجية وبدء مرحلة جديدة من المقاربات سعيا إلى احتواء الداعيات والأضرار البالغة التي لحقت بلبنان واللبنانيين وستلحق بهم بعد جراء هذه الأزمة ما لم يسارع لبنان إلى محاولة وضع حد سريع لها.

واشارت الصحيفة إلى أنه كانت المعلومات الرسمية لبعبدا أوضحت ان الرئيس عون تابع هذا الملف من خلال سلسلة اتصالات لمعالجة الأوضاع التي نشأت عن قرار عدد من دول الخليج سحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين لديها مغادرة أراضيها، ورصد ردود الفعل الغربية والدولية ودرس السبل الايلة لمعالجة الوضع المستجد، لا سيما في ضوء اللقاءات التي عقدها الرئيس ميقاتي مع عدد من القادة العرب والأجانب على هامش "مؤتمر المناخ" في غلاسكو واطلع الرئيس عون على التقارير الواردة من البعثات الديبلوماسية اللبنانية في الخارج التي تناولت أوضاع اللبنانيين في عدد من الدول الخليجية.


مواقف خارجية

واشارت "النهار" إلى أنه في هذا السياق وعلى خط الاتصالات الدولية لتهدئة الأزمة الناشئة، التقى وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، على هامش المؤتمر حول المناخ في غلاسكو، نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. وجاء في بيان للخارجية الأميركية، أن الوزيرين بحثا التطورات في لبنان وسوريا. في المقابل، اكدت الخارجية الأميركية أن" حزب الله يهتمّ بمصالح إيران أكثر من اهتمامه بمصالح اللبنانيين، متهمة الحزب بأنه أحد الاسباب الرئيسة لتفاقم أزمات لبنان".

وأعربت الولايات المتحدة، لاحقا عن أملها في أن تستعيد المملكة العربية السعودية وحلفاؤها من الدول الخليجية العلاقات مع لبنان، فيما عبَّرت عن تفهمها لمخاوف الرياض. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: "نعتقد أنّ العلاقات الديبلوماسية، قنوات الاتصال بين لبنان وشركائه، يجب أن تبقى مفتوحة".

ولفتت "النهار" إلى أنه في المقابل غرّد السفير السعودي في لبنان وليد بخاري في تصريح على حسابه الخاص عبر "تويتر" وكتب: “تَكْمُنُ الأزمة تحديدًا في أنَّ القديمَ يُحْتَضَرُ وَالجديدَ لم يُولدْ بعد.. وَفي ظلِّ هذا الفراغِ يظْهَرُ قَدرٌ هائلٌ من الأعْراضِ المَرَضِيَّة...! المُفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي".

وزعمت الصحيفة أنه في المقابل نقلت رويترز عن مسؤول إيراني كبير مقرب من مكتب الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي أن تحرك الرياض يظهر أن السعوديين "يخسرون أمام إيران على الجبهة الديبلوماسية ويحتاجون إلى بعض النفوذ ". واعتبر المسؤول الإيراني انه بينما أظهرت الأزمة أن السعودية قادرة على "عزل لبنان" فإنها لن تكون قادرة على عزل "حزب الله".


المطارنة الموارنة

ولفتت الصحيفة إلى انه في المواقف الداخلية البارزة دعا المطارنة الموارنة إثر اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك بشارة بطرس الراعي "المسؤولين في الدولة إلى الاسراع في ترميم العلاقات مع دول الخليج، وإزالة أسبابها، وعودة حركة التصدير والإستيراد معها". وشددوا "على أن ظروف البلاد المأسوية كانت تقتضي أن تتألف حكومة في منأى عن التسييس، مهمتها الأساسية استجابة الشروط الدولية الموضوعة لمساعدة لبنان وإنه من المعيب حقا تحول التماسك الوزاري تعطيلا للسلطة الإجرائية وزيادة في شلل البلاد ونزيفها. وإن أبسط موجبات المسؤولية الوطنية الترفع عن الخلافات السياسية والإقبال على العمل الدؤوب تنفيذا للبيان الذي نالت الحكومة الثقة على أساسه". وبينما تمسك المطارنة باجراء الانتخابات في مواعيدها، أبدوا "استياءهم وحزنهم البالغين أمام الأحداث المفاجئة والمستغربة التي كانت منطقة عين الرمانة - الطيونة مسرحا لها. وتقدموا بالتعازي من أهالي الضحايا والتمني بالشفاء العاجل للجرحى، وأكدوا أن خلاص البلاد الوحيد يكمن في تعزيز حضور الدولة الأمني والاجتماعي، وعملها على إحقاق الحقوق وسيادة العدالة، من خلال تحرير القضاء من التسييس والتطييف، وإطلاق يده في التحقيقات العائدة إلى تفجير مرفأ بيروت من جهة، وتلك العائدة إلى الأحداث المشار إليها، من جهة أخرى، بعيدا عن فوضى الإتهامات الشعبوية والإتهامات المقابلة لها، وعن امتهان الكرامات وتركيب الملفات في حق الذين يستدعون أو يساقون إلى التحقيق".

السعوديةالحكومة اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة