يوميات عدوان نيسان 1996

 

آراء وتحليلات

02/11/2021

"طالبان" تهب أراضي "الهزارة" لعائلات انتحارييها

د. علي دربج - باحث ومحاضر جامعي

يومًا بعد يوم، تثبت حركة "طالبان" للعالم، أن التعويل على تغيرها لهو ضرب من الخيال. فعلى أرض الواقع، هناك فجوة بين ما يقولونه وما يفعلونه. إنها سمة سياسية من نوع ما أنهم قادرون على إشراك المجتمع الدولي بكلمات مهذبة، من خلال خلق انطباع بأنهم منفتحون على السياسة. لكن في النهاية، لا يزالون آلة عسكرية قوية تمارس الإقصاء والتكفير وحتى القتل، وليس لديهم حافز كبير لتقديم تنازلات والتخلي عن عقيدة الالغاء.  

في أعقاب سيطرة "طالبان" على أفغانستان بعد الانسحاب الاميركي من هذا البلد، صرح مقاتل من الحركة لأحد الصحافيين الأميركيين، قائلًا له "انظر، لقد قاتلنا وضحينا لمدة 20 عامًا، معظم أفراد عائلتنا ماتوا، لن نتقاسم السلطة، ليس لدينا نية في اعتدال نوع الحكومة". كان ذلك يعني ببساطة أن حلم العودة إلى التسعينيات لم يفارقهم للحظة.

 لم يمض وقت طويل، حتى صدقت كلمات المقاتل الافغاني، وهو ما ظهر في سلوك الحركة وتعاطيها الالغائي مع الاقليات خصوصًا الهزارة منهم، الذين لطالما عانوا من بطش "طالبان" واضطهادها، وآخرها حملة تهجيرهم من قراهم وسلبهم أراضيهم والتي يقودها سراج الدين حقاني، ابن جلال الدين حقاني، الذي أسس شبكة حقاني في الثمانينيات خلال المقاومة الأفغانية ضد الاحتلال السوفييتي، وأصبح حاليًا وزير داخلية أفغانستان الجديد.

يعتبر حقاني العقل المدبر للعديد من التفجيرات الانتحارية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وهو مدرج في قائمة المطلوبين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

أواخر شهر تشرين الأول الماضي، اقترح حقاني إعطاء مساعدة اقتصادية، عبارة عن أراض زراعية، لعائلات مفجري "طالبان" الانتحاريين. المثير في الأمر أن هذه الأراضي الزراعية ستُنهب من الأقلية الشيعية الهزارة. وبحسب منظمة هيومان رايتس ووتش، فإن حركة "طالبان" تطرد أعضاء أقلية الهزارة العرقية والدينية من قراهم في شمال أفغانستان الخصب من أجل الاستيلاء على ممتلكاتهم. وهنا يطرح السؤال نفسه، هل من نقاش بعد، أنه لا مجال للمراهنة على أن "طالبان" اليوم ستكون أكثر تسامحًا من تلك التي كانت في الماضي؟

الإرهابطالبانأفغانستان

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة