موقع طوفان الأقصى

الخليج والعالم

عبد اللهيان: الرياض تسير ببطء بمفاوضاتها مع طهران
31/10/2021

عبد اللهيان: الرياض تسير ببطء بمفاوضاتها مع طهران

أعرب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن شعوره بأن السعودية تتحرك ببطء في المفاوضات الجارية مع إيران، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه نفس النهج لسلفه دونالد ترامب بخصوص إيران، وأنه لم يتّخذ أي خطوات عملية لرفع العقوبات عن طهران التي لديها شكوكًا جدية حول نوايا الأمريكيين.

وفي حوار خاص مع صحيفة إيران، الیوم الأحد، أكد عبد اللهيان عدم ربط مصير الشعب الإيراني والجمهورية الإسلامية بالاتفاق النووي، معلنا أن المصالح المشتركة هي أساس علاقات إيران مع الدول الأخری، وقال "قمنا بتصميم آلية ممتازة لتحقيق شعار التعاون الاقليمي، نحن لا نسكت في وجه أميركا التي تعمل على خلق الترهيب من إيران (إيران فوبيا) من خلال إعطاء معلومات كاذبة.

وأضاف "عندما نتحدث عن الاتفاق النووي علينا أن نقبل حقيقة أن وضع كافة البيض في سلة هذا الاتفاق لن يكون سياسة صحيحة، ولكن إذا نجح الاتفاق النووي، أي رفع العقوبات، فإن النتائج ستكون إيجابية، وإننا نتفاوض لتحقيق هذا الهدف، وأخيراً فإن الاتفاق النووي له تأثير كبير واتفاق فاعل".

ولفت إلى وجود عدة محاور تعتمد عليها الحكومة الإيرانية الجديدة في تبني السياسة الخارجية التي تتسم بالتوازن والدبلوماسية النشطة والذكية، لافتًا إلى أن التوازن يعني الاهتمام بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار وفي نفس الوقت لن نتجاهل إقامة العلاقات مع بقية دول العالم، وسنتابع دبلوماسية متوازنة مع كافة دول العالم بما فيها الدول الأوروبية كما لن ننسى العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية والدول الأفريقية.

ولفت إلى أن "اهتمامنا بتعزيز العلاقات مع بعض الدول وخاصة الجوار لا يعني تجاهلنا للعلاقات مع بقية دول العالم، وسنستخدم قدرة الصين كقوة اقتصادية في علاقاتنا كما سنستخدم روسيا كجار بما يتماشى مع سياستنا تجاه دول الجوار وآسيا"، مؤكدًا أننا ملتزمون بسياسة "لا شرقية.. لا غربية" ودفعنا الكثير للحفاظ على هذا الاستقلال.

الوزير الإيراني قال "إننا نناقش كيفية التفاوض واستئنافه"، متحدثًا عن "طريق واحد وبسيط للعودة إلى التفاوض وهو الموافقة على العودة إلى النقطة التى انسحب منها ترامب وباعتقادي، إذا كانت هناك إرادة جادة في أمريكا للعودة إلى الاتفاق النووي، لا نحتاج إلى كل هذه التفاوضات على الاطلاق.. يكفي أن يصدر الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً اعتباراً من الغد يعلن خلاله العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترامب؛ لكن المشكلة هي أننا نسمع هذه الإرادة والنية في رسائل الأمريكان لكننا لا نرى هذه الإرادة على أرض الواقع".

وتابع عبد اللهيان "نحن أحد الأطراف في المفاوضات وبقية الدول في الطرف الآخر، لكننا الطرف الرئيسي في ذلك ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا العمل لضمان أقصى قدر من الحقوق والمصالح لشعبنا".

وتطرق عبد اللهيان إلى العلاقات مع دول المنطقة قائلا "نحن نقبل الحوارات الإقليمية في الإطار الاقليمي ونعتقد أنه لا علاقة بين المفاوضات النووية والحوار الإقليمي.. لقد كان حضور إيران في اجتماع بغداد الإقليمي نوعا من إعلان الاستعداد والمشاركة الجادة للحوار في المنطقة"، مؤکدًا أن أي ربط للملف النووي بالقضايا الإقليمية هو تضليل للأطراف الأخرى في المفاوضات النووية.

وردا على سؤال حول أسباب عدم تحقيق مبادرة إيران حول التعاون الاقليمي، أوضح عبد اللهيان أن السبب الأول هو وجود وتدخل قوى أجنبية وغرس وإحياء فكرة لا أساس لها وهي "ايرانوفوبيا" في المنطقة، والسبب الآخر يتعلق بالثقافة السائدة في المنطقة، لأن طبيعة التفاعل مع دول المنطقة تختلف عن التفاعل مع بعض الدول الغربية.

وأوضح أن إبلاغ تفاصيل المفاوضات النووية إلى بلدان المنطقة ضروري، وفي هذا الصدد جرت لقاءات واتصالات هاتفية في الأيام الماضية مع تركيا وسلطنة عمان وقطر والعراق وباكستان واندونيسيا والصين وروسيا وجيراننا الشماليين وحتى دول في جنوب افريقيا.

وأضاف "بدأت المحادثات بيننا وبين السعودية.. لم يكن سلوك السعودية بنّاء تجاه إيران في السنوات الأخيرة، وهذا ما تم تسجيله في الذاكرة التاريخية لشعبنا"، وتابع "جرت محادثات مع السعودية بوساطة عراقية عقب قرار تم اتخاذه على المستوى الوطني وبالتنسيق مع جميع الادارات وأجهزة السياسة الخارجية المسؤولة عن تنفيذ السياسة الخارجية، لكننا نشعر بأن السعوديين يتحركون ببطء في هذا الصدد.

وحول تاثير المفاوضات النووية على علاقات إيران الإقليمية، قال وزير الخارجية الإيراني "علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث خلال المفاوضات وما إذا كانت الأطراف الأخرى لديها إرادة جادة بمواصلة المفاوضات، مؤكدًا أن طاولة المفاوضات هي نوع من مشهد الصراع والحرب الدبلوماسية، ويجب الدفاع عن مصالح البلاد.

وبخصوص سياسة الجوار التي أعلنتها إيران، قال عبد اللهيان "لا نريد المضي قدما في شعار التعاون مع جيراننا فقط، بل نرغب في توسيع علاقاتنا لتشمل الدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية معنا اليوم".

وردا على سؤال بشأن ما هو أصعب عقبة تعرقل استئناف المفاوضات في الوقت الراهن، أجاب عبد اللهيان "لا أرى أي عقبات في الداخل، مشكلتنا هي نوع اللعبة التي يرغب فيها الأميركان على وجه التحديد"، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يشير إلى نهج مختلف عما كان في عهد دونالد ترامب، ولكن عندما يتحدث عن إيران، يتضح أن لديه نفس النهج السابق وحتى الآن لم يتّخذ أي خطوات عملية لرفع العقوبات، لذلك لدينا شكوك جدية حول نوايا الأميركان ونعتقد أنهم لم يتخذوا إجراءات عملية بعد حتى في الجولات الست من المفاوضات.

وختم بالقول "هم يريدون استمرار جزء كبير من العقوبات التي فرضها ترامب على إيران، وهذا غير مقبول لدينا على الاطلاق، والآن علينا أن ندخل المفاوضات ونرى ما سيحدث بعد ذلك وما هي نوايا الأطراف الأوروبية".

السعوديةالجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة