يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

الولايات المتحدة تفتقد الجدية السياسية 
26/10/2021

الولايات المتحدة تفتقد الجدية السياسية 

رأى الكاتب في مجلة "فورين بوليسي" "ستيفن والت" أنَّ أي قوة عظمى لديها أجندة عالمية طموحة يجب أن تأخذ موضوع الدور القيادي على محمل الجد، مشدّدًا على ضرورة أن يركِّز مسؤولو السياسة الخارجية الأميركية على الأمور التي تخدم المصالح القومية الأميركية وليس على جمع الثروات، مبيّنًا أنَّ القوة العالمية "الجادة" من المفترض أن تنخرط مع الحلفاء والخصوم على حد سواء وفقًا لما تفتضيه الظروف، وأنّها يجب أن تحذر كذلك من قيام حكومات أجنبية بشراء النفوذ وأن تشكّك في النصائح التي تأتي من جهات أجنبية. 

وأضاف: "القوة العظمى الجادة من المفترض أن تركّز على إعداد استراتيجيات فاعلة ومتماسكة بدلًا من الدخول في جدلٍ حول التسمية المناسبة لهذه الاستراتيجيات، ويجب أن تحاسب وأن لا تعيِّن مسؤولين سابقين لهم تاريخ في الأحكام الخاطئة". 

واعتبر الكاتب أنَّ الموضوع الأهم ربما هو أنَّ القيادة السياسية في أيِّ قوة عظمى جادة من المفترض أن تُتقن رؤية المشهد الأكبر وأن تميِّز ما بين الملفات المهمة والهامشية. 

وأوضح أنَّ الولايات المتحدة اليوم وبحسب هذه المعايير تبدو وكأنها دخلت بعمق في حالة "عدم جدية"، مشيرًا إلى ما يقال عن انتشار قانون الشريعة الإسلامية في أميركا وإلى "الأكاذيب" حول سرقة الانتخابات وغيرها من الأمور.

الكاتب لفت إلى أنَّ المشكلة ليست جديدة وأنَّ "عدم الجدية" لعب دورًا أساسيًا في الإخفاقات الكبرى التي حصلت في السياسة الخارجية الأميركية خلال العقود القليلة الماضية. 

وتابع "هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر كانت جادة إلا أنَّ الرد الأميركي على هذه الهجمات لم يكن جادًا على الاطلاق، وإن إدارة جورج بوش الابن قامت بشنّ حرب غير مدروسة ضد الإرهابيين "ذوي التمدد الدولي". وأحد أسباب هذه الحرب تقوية السلطة التنفيذية"، مشيرًا إلى أنَّ نائب الرئيس الأميركي وقتها "ديك تشيني" ومَن حوله طالما ضغطوا من أجل ذلك.

كذلك اعتبر أنَّ أحد الأسباب الأخرى لهذه الحرب كانت ما يعرف "بعقيدة واحد في المئة" لـ"تشيني" والتي ترى أنَّ على الولايات المتحدة التعاطي مع أيِّ تهديدٍ حتى لو كان احتمال حدوثه واحدًا في المئة على أنَّه سيناريو حتمي. 

وتطرق الكاتب إلى غزو العراق الذي استند إلى إثارة الخوف والتقديرات البعيدة عن الواقع التي اعتبرت أنَّ الحرب على العراق ستكون سريعة وسهلة، فقال إنَّ "عدم أخذ موضوع قرار الحرب بجدية كان له عواقب خطيرة. والشخصيات المسؤولة عن "هذه الكارثة" لا يزال يُنظر إليهم باحترام وتقدير من قبل المؤسسة السياسية وغالبية وسائل الاعلام، كما جرت إعادة تعيين العديد منهم في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب". 

ولفت الكاتب إلى أن وسائل الإعلام الأميركية البارزة أجرت المقابلات مع عدد من الشخصيات المسؤولة عن الفشل الأميركي في أفغانستان بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء الحرب في هذا البلد وسحب القوات الأميركية منه، ذاكرًا أنَّ ذلك أعطى فرصة لهؤلاء الشخصيات بنفي مسؤوليتهم عن الفشل وإلقاء اللوم على آخرين. 

وبيَّن أنَّ البلد الجاد من المفترض أن يدرك أنَّ التهديدات المتكررة بتغيير النظام في دول مثل إيران ستحفّز هذه الدول على تطوير القدرات من أجل ردع التهديد الأميركي، وأن امتلاك القدرات النووية قد يكون من بين الخيارات التي ستتبناها هذه الدول. 

وبرأي الكاتب "ربما كان من الأجدر لواشنطن أن تكفّ عن محاولات التغيير في إيران والبقاء في الاتفاق النووي إذا كانت تريد بالفعل أن لا تطوّر طهران القدرات النووية". 

واعتبر أنَّ الولايات المتحدة إذا أرادت أن تتصرّف كدولة جادة فعلى الشخصيات القيادية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري بذل مساعٍ أكبر بكثير لمواجهة التهديد المتمثل بالتغير المناخي، وفي السياق شدَّد على ضرورة عدم المبالغة في حجم التهديد المتمثل بالإرهاب. 

وأردف الكاتب أنّ أداء أيِّ بلدٍ في الداخل هو أهم مما يقوم به في الخارج، وبالتالي فإن ما تشهده الولايات المتحدة اليوم من حالة استقطابٍ سياسيٍ حادة وانتشار نظريات المؤامرة وغيره إنما يثير قلقًا حقيقيا.
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانأفغانستانالأنظمة السياسية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل