يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

دمشق تسجل النقاط في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة
27/09/2021

دمشق تسجل النقاط في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة

محمد عيد

سجلت الدبلوماسية السورية نجاحًا ملحوظًا سواء عبر "الكلمة القوية" التي ألقاها وزير الخارجية فيصل المقداد أثناء اجتماعات الجمعية العامة أو من خلال اللقاءات التي قام بها مع عدد كبير من وزراء خارجية دول عربية وأجنبية، ما يترك انطباعًا ملحوظًا بنجاح سياسة دمشق ولو نسبيًا في ضرب "الفيتو" الأمريكي الذي يحظر على الدول التعاطي معها.
 
* نحو الخروج من المستنقعات

يرى عضو الوفد الوطني السوري إلى مباحثات جنيف الدكتور أسامة دنورة أنه أصبح من الواضح في الآونة الأخيرة أن مسعى الولايات المتحدة لفض الاشتباكات والحروب "المزمنة" في الساحات الاقليمية المختلفة يتعلق بضرورات التخلص من "المستنقعات"، وحشد القوى والامكانيات للتركيز على استراتيجية احتواء الصين.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت دنورة إلى أن البؤر التي تتواجد فيها القوات الأميركية - وإن بعديد محدود - مرشحة لأن تتحول إلى ساحات استنزاف حقيقية ربما تعمل على مشاغلة الاستراتيجية الأمريكية سياسيًا وعسكريًا وماديًا لعقد قادم من الزمن، مشددًا على ضرورة القراءة السليمة التي تقول إن فض الاشتباك لا يمكن أن يكون على المستوى العسكري وحسب، فالتراجع عن سياسة الخنق الاقتصادي والضغوط القصوى، وعن سياسة العزل الدبلوماسي تعتبر شروطًا لازمة ولا غنى عنها لتحقيق فض الاشتباك بما يحفظ ماء الوجه الامريكي ويفضي الى تفاهمات الحد الأدنى والضرورة لكي لا ينقلب المشهد وبالًا على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وهذا ما انعكس على ما يبدو تخفيفًا تدريجيًا لحدة "الفيتو" الأميركي المرفوع في وجه أي دولة عربية تحاول استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا.

* أهمية لقاءات المقداد

وأشار عضو الوفد السوري إلى مباحثات جنيف في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن "لقاءات المقداد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مثلت انعكاسًا وتبلورًا للواقع السياسي الجديد، فالاجتماعات التي تُجرى على هامش أعمال الجمعية العامة، والتي اعتادت أروقة الأمم المتحدة أن تكون بروتوكولية وشكلية، لم تكن كذلك بالنسبة للدبلوماسية السورية بل على العكس تمامًا، أحدثت خروقات متعددة في جدار العزل والمقاطعة الذي فُرض على سوريا منذ بدايات العقد الماضي واستمر حتى اليوم. ورغم أن الاجتماعات بدت كأنها تتم في أجواء حذرة أكثر من كونها دافئة، فإن رياح التغيير في المواقف العربية لا يمكن أن تخطئها العين لا سيما بعد أن أظهرت الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة لدى دول المنطقة أهمية استعادة منظومة الأمن الإقليمي ولو في حدود دنيا، وأهمية استعادة التنسيق السياسي والتشبيك الاقتصادي، فالمنطقة العربية اليوم تعيش المعالم الأولية لاستعادة الاستقرار على أنقاض موجة الربيع العربي.

وشدد دنورة على أن محاولات الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي توظيف العامل الاخواني - العثماني لخلط الاوراق وانهاك محور المقاومة قد باءت بالفشل، وبات من الضروري سحب السياسات الفاشلة التي عُمِّرت عقدًا من الزمن، وانتهت الى وضع يشهد تعاظم المخاطر على الأمن الاستراتيجي للكيان بدلًا من تقليصها والحد منها.

وختم عضو الوفد السوري إلى مباحثات جنيف حديثه لموقع "العهد" الاخباري بالقول إن "اللقاءات الأخيرة على هامش اجتماعات الجمعية العامة أثبتت أن سقوط جدار العزل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي المفروض على سوريا يسير ببطء نسبي، ولكنه يسير بانتظام، وهذا ما يدعو للاستنتاج أنه سيكون أكثر رسوخًا وأقل تقلبًا مستقبلًا، لأنه يُبنى على أساس من النضج التدريجي، كما أن هذا البطء النسبي في هذا المسار لا يعني أنه لن يشهد قريبًاً اجتيازًا لعتبات هامة قد تتمثل بلقاءات عربية على مستوى القمة مع سوريا، أو تبلور التفاهمات حول عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، الأمر الذي أصبح مطلبًا ومصلحة للعديد من الدول العربية على خلفية رغبتها باختتام حقبة اللااستقرار العربي.

 

الأمم المتحدة

إقرأ المزيد في: خاص العهد