طوفان الأقصى

خاص العهد

مونة الجنوبيين.. الموسم يُصارع الغلاء
02/09/2021

مونة الجنوبيين.. الموسم يُصارع الغلاء

حسين كوراني

كما سائر مناطق لبنان، تأثّر الجنوب بالأزمة الاقتصادية التي عصفت بكافة قطاعاته. قطاع المونة لم يسلم بدوره من المعاناة بعد الارتفاع الفاحش في الأسعار الذي سببه انهيار العملة الوطنية مقابل الدولار. 

ولأن مونة الجنوبيين تعتمد على المحاصيل الزراعية بشكل أساس بحيث يصعب الاستغناء عنها في معظم وجباتهم اليومية، وهي تشكل مصدر رزق لعدد كبير منهم أيضًا، لجأ أبناء هذه المناطق هذه السنة الى تكثيف الزراعة.

من هذه المحاصيل، الزيتون وزيته ونبات الصعتر وورق العنب، بالإضافة الى الحبوب على أنواعها. فكيف كانت حالة هذا القطاع اليوم؟ وكيف يُسيّر الجنوبيون أحوالهم  ويتغلّبون على الغلاء؟ 

زيت الزيتون بالدولار!

مختار بلدة ياطر محمد محسن كوراني، مزارع زيتون وصاحب معصرة زيت أيضًا، يبيّن لموقع "العهد الإخباري" أن أحوال الزراعة هذه السنة كانت تعيسة وشاقة جدًا بسبب غلاء الأدوية والأسمدة وفلاحة الأرض، ما دفع بمعظم المزارعين الى ترك "كرومهم" من دون عناية، الأمر الذي أدّى الى تراجع نسبة ما تحمله الأشجار، وبالتالي حصول نقص على صعيد إنتاج الزيت وارتفاع في سعر التنكة الذي قد يتجاوز المليون ونصف مليون ليرة (أي ما يعادل 80 الى 90 دولارا) بعد أن كانت في العام الماضي 600 الف ليرة، ويلفت هنا الى أن ما يفاقم الأزمة هو التصدير للخارج الذي قد يوصل سعر الصفيحة الى 100 دولار.

الصعتر.. ذهب!

أم أحمد من بلدة زبقين، تعمل في بيع الصعتر، تشرح لـ"العهد" بدورها معاناتها في الحصول على هذه النبتة من الجبال والأودية، وتقول: "معظم الناس أخذت تسعى للحصول على الصعتر من الأراضي بسبب ارتفاع ثمن الكيلو ولقلّة توفر الأموال في أيديهم، ما جعلني أمشي كثيرًا في اليوم كي أقطف كيلو واحدا"، وتشير الى أن سعر كيلو الصعتر الورق هذه السنة 100 ألف ليرة، وجاهز للأكل 170 ألفًا، بعد أن كان قبل الأزمة (منذ سنتين) لا يتجاوز الـ 60 ألفًا".

أسعار الحبوب نار

أبو علي موسى من بلدة ياطر، مزارع وفلاح قديم منذ أكثر من ثلاثين عامًا، يتحدّث لـ"العهد" أيضًا عن مشقّته هذه السنة، فيوضح أن "ثمن الأسمدة والأدوية ارتفع أربعة أضعاف، وكذلك ثمن قطع غيار "الجرار الزراعي، وبالتالي ثمن الفلاحة زاد كثيرًا، ولكن رغم ذلك لجأ الجنوبيون لزراعة الحبوب من الحمص والفول والعدس والقمح بشكل كبير للتغلب على الوضع المعيشي القاتل"، ويضيف أن "ثمن كيلو الفول أو الحمص  أو العدس أصبح 20 ألف ليرة بعد أن كان لا يتجاوز الـ 6 آلاف قبل الأزمة، وثمن كيلو البرغل وصل الى 15 ألفًا بعد أن كان 4 آلاف".

كذلك يلفت أبو علي الى أن عدد المزارعين ارتفع خلال 2021 الى أكثر من ثلاثة أضعاف والمساحات المزروعة أيضًا، وهذا بدوره أدى الى عدم ارتفاع ثمن الحبوب كثيرًا عن السنة الماضية بالنسبة للدولار، فمثلًا كيلو الحمص والفول كان منذ سنة 12 ألفًا (أقل من دولارين)، واليوم أصبح 20 ألفًا (حوالي دولار واحد)، ويضيف أن هذه الخطوة أقفلت السوق أمام الاستيراد الذي كان معه ثمن كيلو هذه الحبوب يتجاوز 4 دولارات.

أمّا حسن قاسم من بلدة ياطر، وهو مزارع فاصوليا "عريضة"، فيوضح لـ"العهد" أن عدد المزارعين هذه السنة تضاعف، وأصبح الإنتاج يغطي كامل السوق والكيلو اليوم سعره 30 ألفًا (أقلّ من دولارين) بعد أن كان العام الماضي 15 ألفًا، وهذه الزراعة لا تتطلب جهدًا أبدًا سوى الماء ومبيدات كل أسبوعيْن مرة وهي مربحة جدًا أكثر من أيّة زراعة".

الزراعةغلاء الأسعار

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة