طوفان الأقصى

خاص العهد

شتّان ما بين إيران
21/08/2021

شتّان ما بين إيران "الصديق الوفي" وأميركا "العدو الأوّل"

ماذا قدّمت إيران للبنان؟ وماذا قدّمت أميركا للبنان؟. سؤال بات جدير بالطّرح وسط جوقة التآمر والتّشويش التي تُطلقها واشنطن وأدواتها على سفينة المحروقات الإيرانية. إلّا أنّ الإجابة عن السؤال لا تحتاج للكثير من الشّرح والتّفسير. إطلالة سريعة على بعض الحقائق تكفي لينضَح كلّ إناءٍ بما فيه. تجربة لبنان مع الولايات المتّحدة الأميركية وعلى مدى عقود مضت لم تحصد سوى الخيبة والإذلال. واشنطن تلك دعمت ربيبتها "إسرائيل" في عدوانها على لبنان لارتكاب المجازر وانتهاك سيادته. واشنطن تلك مارست أقصى درجات الحصار على الشّعب اللّبناني ومنعت عنه التّحرك خارج دائرة الإقتصاد الرّيعي والمديونيّة ليصل إلى ما وصل إليه اليوم. 

واشنطن تلك منعت الجيش اللّبناني من التّسلّح بأسلحة ذات قيمة وحرمته من عروضات مهمّة منها روسيا وإيران. واشنطن تلك عاثت فسادًا في استقرار لبنان الأمني ودعمت المجموعات الإرهابية لقتل المدنيين الأبرياء على الطرقات. واشنطن تلك تعبث باستقرار لبنان السياسي وتحرّض أدواتها بين الحين والآخر لمنع تشكيل الحكومة. واشنطن تلك تعمل على سلب حقوق لبنان النفطية لمصلحة كيان العدو بعدما نصّبت نفسها وسيطًا غير عادل. واشنطن تلك تمارس منذ مدّة عدوانًا وحربًا اقتصادية لا مثيل لها أوصلت لبنان إلى الدّرك الأسفل في مختلف المجالات. 

والحقيقة لو أردنا إدراج مكائد أميركا للبنان لاحتجنا إلى مجلّدات ربما. أمّا إيران فتاريخها يتحدّث عن صديق صادق صدوق لم يجلب يومًا سوى الخير للبنان. دعمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبكلّ قدراتها المقاومة لمحاربة "إسرائيل". مكّنتها من إرساء معادلات عسكرية يحسب العدو بموجبها ألف حساب قبل ارتكاب أي حماقة. على الدّوام، كانت عروضات إيران "الخيّرة" جاهزة لمدّ يد العون للبنان وفي أحلك الظروف. لإيران عروضات مفيدة للإقتصاد اللّبناني في مجالات الطّاقة والدّواء وغيرهما لكنّها للأسف كانت تسقط في مستنقع المناكفات السياسية التي غذّتها في الكثير من الأحيان "الفيتو" الأميركية. واليوم، تقف إيران موقفًا تاريخيًا مع الشعب اللّبناني بإرسالها سفينة المحروقات في وقتٍ يذوق فيه اللبنانيون الأمرّين جراء تحكّم "الكارتيلات" بهذه المادة الحيوية المرتبطة بكلّ النواحي المعيشية، الأمر الذي يتناغم مع العدوان الإقتصادي الأميركي الجائر منذ ما يقارب العامين. 

واكيم: فارق كبير جدًا بين من يريد خنقنا ومن يمدّ لنا حبل الخلاص

النائب السابق ومؤسّس "حركة الشعب" نجاح واكيم يرى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ المقارنة بين ما قدّمته كلّ من إيران وأميركا للبنان تبدو سهلة وواضحة. برأيه، ثمّة فارق كبير جدًا بين من يريد خنقنا ومن يمدّ لنا حبل الخلاص. أميركا تقطع عنّا حتّى الهواء وتمارس وأتباعها الإقليميين والدّوليين سياسة ظالمة جدًا لخنق لبنان والشعب اللبناني في لحظة حرجة جدًا طالت أزماتها كلّ شيء بَدءًا من الكهرباء والمستشفيات والأفران. أمّا إيران -مشكورة جدًا- مدّت لنا يد المساعدة الأمر الذي أحرج الأميركي ودفعه إلى التّحرك ولو شكلًا بقضية الغاز المصري. 

شتّان ما بين إيران "الصديق الوفي" وأميركا "العدو الأوّل"

إيران أتت بمبادرة نبيلة جدًا

وفي معرض حديثه، يشدّد واكيم على أنّ إيران هي الصديق الوفي للبنان، أمّا أميركا فيصفها بالعدو الأوّل للبنان ولكلّ شعوب العالم. إيران لم تأخذ مقابل مساعدتنا شيئًا بل قدّمت عرضًا لاستيراد النفط بالليرة اللبنانية. وفق قناعات واكيم كل ما يأتي من إيران نضعه تحت عنوان واحد هو مساعدة الشعب اللبناني.  أمّا الأميركي فهو مزعوج من هذه المساعدة وهذا ما نقرأه في كلام أتباع واشنطن الذي قاموا بجوقة منذ أن أعلن سماحة السيد نصرالله عن قضية استيراد المحروقات الإيرانية. حينها سوّقوا أنّ الإيرانيين لا يمتلكون المازوت والبنزين، واليوم بعد أن حُمّلت المحروقات في الباخرة نراهم يهاجمون بكلّ وقاحة وخفّة هذه المساعدة التي يحتاجها كلّ لبناني سواء في المنزل، المستشفى، المحلات التجارية، الأفران وما إلى هنالك. وهنا يشدّد واكيم على أنّ إيران أتت بمبادرة نبيلة جدًا ومدّت يد العون للشعب اللبناني وفي المقابل نرى "أوركسترا" أميركية قذرة وسخيفة. 

ويسترجع واكيم بعضًا من الحقائق التي تبيّن تاريخ كلّ من الدولتين مع لبنان، لافتًا إلى أنّ إيران أبدت استعدادها لتسليح الجيش اللبناني الذي يشكو من ضعفه، فيما يمنع عنه الأميركي "الخرطوشة" في الوقت الذي تقدّم فيه واشنطن لكيان العدو كلّ وسائل العدوان على لبنان. وهنا يذكّر واكيم كيف عرضت إيران على الدولة اللّبنانية تسليح الجيش لكنّها لم تتجرأ على القبول بينما وافقت المقاومة، ولولا هذا الدّعم لما كان لدينا مقاومة على هذا القدر من القوة والجهوزية لردع "إسرائيل". لولا قوّة الرّدع التي تمتلكها المقاومة في وجه "إسرائيل" لما كان هناك إمكانية لوصول البواخر إلى لبنان. تلك البواخر ستصل وفق معادلة "تضربون باخرة نضرب لكم باخرة". 

وفي الختام، يشدّد واكيم على أنّ أميركا هي العدو وأتباعها مجرّد عملاء صغار، أمّا إيران فهي الصديق ومن ينظرون إلى إيران على أنّها صديق ويمدّون لها أيديهم هم الوطنيين.

واشنطن

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة