يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

الدولار يغلق أسواق طرابلس: لا عيد ولا أضاحٍ
19/07/2021

الدولار يغلق أسواق طرابلس: لا عيد ولا أضاحٍ

محمد ملص

للمرة الأولى تغلق أسواق طرابلس قبيل عيد الأضحى المبارك، وللمرة الأولى منذ سنوات تغيب بهجة العيد وما يرافقها من حركة لشراء حاجات العيد قبل حلوله بأيام.

 احدى عشرة جولة من الاقتتال بين جبل محسن وباب التبانة، اضافة إلى مئات الأحداث الأمنية التي طالما كانت تعكر صفو المدينة وفرحها بالعيد وصولًا إلى الإغلاق العام الذي تسبب به فيروس كورونا، كل ذلك لم يستطع اغلاق اسواق المدينة وسرقة العيد وبهجته من الطرابلسيين خلال سنوات، لتتحول أسواق المدينة اليوم من مناطق تعج بالحياة حتى ساعات الصباح الاولى، الى أشبه بمدينة تعيش في احدى ليالي الشتاء القارس، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي.

الأزمة الاقتصادية تظهر واضحة هنا في طرابلس، الحركة الاقتصادية معدومة، وتكاد لا تتخطى 3 بالمئة، حتى محلات الملابس ما عادت تستهوي الأمهات والأولاد. كلفة اللباس للولد الواحد تخطت الـ 800 ألف ليرة، هذا عدا عن باقي تفاصيل الحلي والألعاب والأحذية التي لطالما كانت تستهوي الأطفال، وهي باتت اليوم من الكماليات. ارتفاع الدولار قضى على كل تلك الفرحة. لم يعد بمقدور محمود. ط وهو أب لخمسة أولاد أن يشتري ثيابًا جديدة لأطفاله، ووجهته، كما كثيرين من أبناء طرابلس، باتت نحو الثياب المستعملة أو ما يعرف بـ"البالة". يشير في حديث مع موقع "العهد" الى أنه لم يعد بمقدوره "شراء بنطال جينز من النوعية المتوسطة لابنه (16 عاماً)، فقد بات سعره يتخطى 300 ألف، أما الحذاء وما يتبعه من تفاصيل فالحديث يطول ... الله يكون بعون هالناس الفقيرة".

الدولار يغلق أسواق طرابلس: لا عيد ولا أضاحٍ

أصحاب المحال التجارية من جهتهم يقفون مكتوفي الأيدي. "نخسر أموالنا أمام أعيننا دون أن نستطيع فعل شيء، واذا بعنا قطعة ليس بمقدورنا شراء أخرى" يقول علي، وهو صاحب محل لبيع الثياب في السوق العريض، ويتابع: "الأفضل لنا أن نغلق محلاتنا ونجلس في البيت، الحفاظ على البضاعة أفضل من الخسارة". إلا أن علي يؤكد في حديثه لموقع "العهد" أنه "ليس الدولار وحده هو ما دفعنا الى الاغلاق، أزمة المازوت واطفاء مولدات الاشتراك رتبت علينا تكاليف اضافية بالاضافة الى الحركة الاقتصادية المعدومة كلياً، كل ذلك تكدس ليدفعنا نحو الانهيار والاغلاق النهائي لمحلاتنا، نحن لم نعد نستطع الاستمرار في مصالحنا".

وكما أزمة شراء الملابس، انسحبت الأمور على باقي تفاصيل العيد، وخصوصاً الحلويات، حيث تراوح كيلو الشوكولا في محلات طرابلس بين  150 ألف و200 ألف ليرة، أما المعمول بالفستق فقد غاب كلياً من محال الحلويات، وارتفعت أسعار المعمول بالجوز والمعمول بالتمر لتصبح بين 180 الف و250 الف ليرة لبنانية. أما أسعار اللحوم فقد ارتفعت بشكل جنوني حيث تخطى كيلو لحم البقر 180 ألف ليرة فيما أصبح كيلو لحم الغنم بـ  240 ألف ليرة، وهو ما منع كثيرين من القيام إحدى أهم شعائر العيد، وهي الأضحية، فقد بات سعر الخاروف الواحد والذي يبلغ 50 كيلو يتخطى 6 ملايين ونصف المليون ليرة لبنانية.

لا شك أن العيد هنا في طرابلس لن يكون كسابق الأعياد، والأكيد أن معظم الطرابلسيين سيضطرون إلى تمرير فترة العيد بأقل الخسائر الممكنة، فقدرتهم المادية والشرائية باتت ضعيفة جداً، وجل همهم بات تأمين الأساسيات وقوت يومهم وعيالهم. لعل هذه الأيام المباركة تكون سبباً في أن يفرج الله هموم اللبنانيين ويعود عيد الأضحى المبارك عليهم بحال افضل..

طرابلسالدولار

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل