يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

مستشار رئيس الحكومة السورية لـ
25/02/2019

مستشار رئيس الحكومة السورية لـ"العهد": سنواجه الوجود الأميركي على أراضينا

دمشق ـ محمد عيد

"إبقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جزء من قواته في سوريا وزجها مع قوات أجنبية أخرى ضمن ما يسمى قوات "إحلال السلام" هو تبديل لاحتلال بآخر ونحن سنواجه الاحتلال وفق القانون الدولي سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي أو القانوني"، هذا ما يؤكده مستشار رئيس الحكومة السورية عبد القادر عزوز لموقع "العهد" الإخباري.

- في أي سياق تضعون قرار واشنطن الأخير الإبقاء على عدد من جنودها على الأراضي السورية وزجها مع قوات أجنبية أخرى ضمن ما يسمى أيضاً بـ "قوات إحلال السلام"؟

- منذ البداية لم تكترث الحكومة السورية للتعليقات والتصريحات الأمريكية، رغم ما يعنيها من ضرورة خروج الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً بل حتى سياسياً من سوريا ومن كفها عن تعطيل المشهد. عدم الاكتراث كان مرده إلى حجم التضارب في تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الحكومة السورية لا يمكن أن تعلق بالثناء على قوة احتلال تسيطر على جزء من أراضي الجمهورية العربية السورية. وبالتالي فقد لاحظنا خلال الفترة الماضية أن الأفعال لم تبرهن ولم تشر إلى مصداقية تصريحات المسؤولين الأمريكيين. المعزوفة القديمة الجديدة عادت عندما بدأ الحديث عن إنشاء المنطقة الآمنة، فقد جاء هذا الأمر بالتزامن مع تصريحات افتراضية حول الانسحاب الأمريكي، وبالتالي كان واضحا أنها عملية توزيع أدوار وشكل من أشكال المناورة السياسية وعملية إحلال واستبدال ما بين قوة احتلال أمريكية وقوة احتلال أخرى سواء كانت فرنسية أو تركية أو غيرها.

- ماذا أنتم فاعلون إذاً؟
 
- الدولة السورية تتحوط لسيناريوهات محتملة لا شك وهي لديها القدرة والإمكانية والرغبة في أن تجهض أي محاولة إحلال واستبدال لقوة احتلال جديدة وأيضا لأي مشروع يتعلق بالمنطقة الآمنة، واليوم تعمل الدولة السورية بالتنسيق مع أصدقائها ومع أبناء المجتمع المحلي، الذين في غالبيتهم يؤيدون دولتهم الوطنية السورية ويرفضون أي محاولة احتلال تحت أي مسمى، خاصة الأطماع العثمانية التاريخية حول مشروع المنطقة الآمنة باعتبار أن هذا يكرس حالة انقسام وتقسيم واحتلال بحكم الأمر الواقع.
نحن نعلم جيداً أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير طبيعة المصالح التي تحكم الأطراف الإقليمية بما يحقق المصلحة العليا الأمريكية، ما يعني أنها تعمل على استمرار تلك المصالح بما يخدم المشروع الأمريكي الأكبر. والمشروع الأمريكي الأكبر يرى أن هذا النظام الإقليمي المقاوم ومن خلال استمراريته وتماسه وترابطه المبدئي وكذلك الجغرافي يقوض مشاريع الهيمنة والاستعمار وبالتالي هم يبحثون ـ كما أنشؤوا الكيان الصهيوني ككيان عازل يقوض الالتقاء ويقوض التنمية والنمو ـ عن كيان عازل انفصالي يقوض إمكانية التقاء هذا النظام الإقليمي المقاوم بشعوبه وإمكانياته وتصديه لمحاولة إجهاض أي شعور بإمكانية النهوض من جديد بأمتنا ومنطقتنا. نحن سنواجه هذا الوجود الأمريكي على أراضينا بالأدوات المشروعة وفق القانون الدولي سواء على المستوى العسكري أو الدبلوماسي أو القانوني.

- كلما اعتقد البعض أن "قسد" تقترب أكثر من دمشق انطلت عليها الخديعة الأمريكية مجدداً، وآخر فصول هذه الخديعة هو ضخ الروح فيها عبر التلويح الأمريكي بالبقاء في سوريا، ما هو موقفكم كحكومة سورية؟  

- لا شك بأن قادة الانفصال في قوات "قسد" هم بحكم تبعيتهم وعمالتهم ـ وقد اشار إليهم سيادة الرئيس في خطابه الأخير ـ دافعهم ليس الغيرة لا على الوطن ولا حتى على طموحات معينة، بل العمالة والدوافع الشخصية لديهم تأتي على حساب الوطنية. بالتالي هؤلاء لا مكان لهم لا في مستقبل سوريا ولا في التاريخ. هؤلاء الانفصاليون لا يمكن أن يكونوا على الإطلاق واجهة الحالة الوطنية الكردية التي نعتز بها جميعا. وبالتالي، عندما تسنح الفرصة في إطار إنضاج الحل والتسوية، لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أول الراغبين في بيعهم في سوق النخاسة كما أشار سيادة الرئيس.  ربما لدى قوات "قسد" الانفصالية وهم في إمكانية أن يضمن لها الأمريكي حداً أدنى من البقاء والاستمرارية، لكن المجتمع المحلي هناك كله اليوم في حالة استياء شعبي عام من ممارسات "قسد" ومن سلوكها خاصة الانفصاليين منهم.
 
- ماذا عن الموقف التركي من بقاء الاحتلال الأمريكي علماً أن أنقرة توحي بأنها تستعجل خروج القوات الأمريكية من شرق الفرات؟
 
- بالنسبة للجانب التركي، لا شك بأنه يعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أنه تابع وأجير رخيص له، فبالتالي لا تناقض على الإطلاق إلا ضمن التصريحات الإعلامية فقط.
الجانب الأمريكي وكل من له مصلحة في استمرارية الاحتلال والأطماع الاستعمارية يبحث عن ذرائع، تارة يقولون إن انسحابهم السريع يمنح فرصة بعودة تنظيم "داعش" الذي قدموا له كل الرعاية والحماية، وتارة يتحدثون عن مشروع منطقة آمنة في إطار الأمن والاستقرار، وتارة يربطون الانسحاب بنتائج العملية السياسية وفق الطريقة والمقاس الأمريكي وغير ذلك، كلها ذرائع بالنتيجة واليوم لا شك بأن نهج الأولويات يحكم قرار القيادة السورية بالتنسيق مع أصدقائها وتقدير الموقف أيضاً.

- هل من ضمن الأولويات عمل عسكري يستهدف القوات الأمريكية؟

- أعتقد اليوم بأن العمل العسكري على الجانب المرحلي يتركز في القضاء على قاعدة تنظيم "القاعدة" في سوريا، هذا فيما يتعلق بمحافظة إدلب، وعدم السماح لها بالسيطرة على أراض جديدة والعمل على احتوائها بشكل أساسي والعمل كذلك على التخلص من أي عمل عسكري إشكالي في محافظة إدلب عبر التدابير السياسية وعبر تكثيف اللقاءات والأدوات الدبلوماسية الرسمية وغير الرسمية.
بطبيعة الأحوال نحن آلينا على أنفسنا استعادة أراضينا بجميع الوسائل ووفق ما يتيحه لنا القانون الدولي وهذا عهد قطعناه ولم نسمع أن احتلالاً مهما طال أمده استمر فكل احتلال إلى زوال.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل