طوفان الأقصى

لبنان

أجواء ملبدة في ملف تشكيل الحكومة..تدخل أميركي فرنسي وحديث عن توجه الحريري للاعتذار
08/07/2021

أجواء ملبدة في ملف تشكيل الحكومة..تدخل أميركي فرنسي وحديث عن توجه الحريري للاعتذار

ركزت الصحف اللبنانية اليوم على ملف تشكيل الحكومة، والزيارة المرتقبة للسفيرتين الأميركية والفرنسية إلى العاصمة  السعودية الرياض ما يبرز التدخل السافر في شؤون البلاد والانتقاص من سيادتها، ولم يتضح المشهد الحكوميّ في ظل الساعات الأخيرة قبل إعلان الرئيس المكلّف موقفه النهائيّ. 

"الأخبار": شيا وغريو إلى الرياض: لانتزاع موافقة على بديل للحريري؟

قالت صحيفة "الأخبار" إنه بعدَ اللقاء الذي جَمَع وزراء خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وفرنسا جان إيف لودريان والسعودية الأمير فيصل بن فرحان في إيطاليا «للضغط على الأفرقاء اللبنانيين لتأليف حكومة باتت مهمتها محصورة بإدارة الانهيار، تغادر اليوم السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إلى المملكة العربية السعودية برفقة نظيرتها الفرنسية في لبنان آن غريو لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين».

وبحسب بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت «ستبحث شيا خلال اجتماعاتها في المملكة خطورة الوضع في لبنان، وتؤكد أهميةالمساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي».

ولفتت الصحيفة إلى أنه بالمضمون ذاته أعلنت السفارة الفرنسية عن زيارة غريو، مشيرة إلى أن الأخيرة ستشرح خلال لقاءاتها بـأنه «من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات صدقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات الشعب اللبناني. وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل. كما ستشدّد أيضاً على ضرورة المساعدات الإنسانية الفرنسية المقدّمة مباشرة للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي التي ستستمر فرنسا والولايات المتحدة بدعمها».

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة التي تتزامن مع وصول لو دريان إلى الرياض اليوم للقاء بن فرحان وولي العهد محمد بن سلمان، لبحث عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، قالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن زيارة السفيرتين مرتبطة بشقيّن: الأول، موضوع الحكومة والبحث عن بديل للرئيس المكلف سعد الحريري، والثاني بطلب المساعدة للجيش اللبناني.

وفي التفاصيل تروي المصادر بحسب صحيفة "الأخبار" أن اسم الرئيس نجيب ميقاتي لا يزال يتردّد لتولّي المهمة، وأن هذا الأمر سبَق وأن فاتحت شيا به السفير السعودي في بيروت وليد البخاري خلال اللقاء الذي جمعهما أخيراً، لكنها لم تأخذ جواباً واضحاً منه حول موقف بلاده من الفكرة. لذا «تقرر أن تذهب شيا وغريو إلى الرياض لإقناع السعوديين بها»، حيث ستلتقي السفيرتان هناك بالبخاري الذي غادر بيروت يومَ الأحد الماضي، إضافة إلى المسؤول عن الملف اللبناني نزار العلولا، وقد يحصل لقاء جامع مع وزير الخارجية السعودي.
وكشفت المصادر أن «الفكرة سبَق وأن طرحت سابقاً في إيطاليا لكن الموقف السعودي لم يكُن مشجعاً»، إلا أن «ميقاتي الذي ينسق مع الأميركيين والفرنسيين أمر تكليفه، كانَ يُصرّ على أن يحظى قبل الإجماع الداخلي عليه برضى السعوديين لأن الموقف السعودي هو الأساس، بخاصة بعدَ أن وصلته معلومات بأنهم غير متحمسين له».

وفيما اعتبرت مصادر مطلعة على ملف الحكومة بأن «فكرة تكليفه ولدت ميتة رغمَ كل هذه الحركة»، لفتت إلى أن «الكلام الذي صدر عبر وسائل إعلام لنفي الخبر، بعدَ تسريب رواية تسمية ميقاتي، أزعج بعبدا لأنه طاول ما سمّاه زمن التسويات».

واضافت الصحيفة "أما الأمر الثاني الذي ستناقشه السفيرتان خلال الزيارة فهو «مشاركة المملكة العربية السعودية في تأمين مساعدات للجيش اللبناني»، إلا أن «المملكة لا تزال ترفض القيام بأي خطوة تجاه لبنان، لأنها تعتبره ساقطاً في يد حزب الله، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية السعودي بوضوح خلال اجتماعه مع نظيريه الفرنسي والأميركي" وفقَ ما قالت المصادر.

وبحسب الصحيفة يفتَح الحديث عن المساعدات للجيش اللبناني باباً لنقاش آخر حول مستقبل البلد وما يرسمه اللاعبون الإقليميون والدوليون، وهو ما دفَع ببعض المعنيين اعتبار رواية تكليف ميقاتي «مجرد قشرة»، وأن المداولات هي في مكان آخر بين رأيين: أحدهما أميركي يعتبر بأنه يجب ترك لبنان لمصيره المشؤوم من دون تأليف حكومة. فتبقى حكومة حسان دياب موجودة وهي الحاكمة شكلياً، بينما يصار إلى دعم الجيش بالمال والمؤن للحفاظ على الأمن ويكون قائد الجيش جوزيف عون الحاكم بأمره، من الآن حتى حصول الانتخابات التي يحكى أنها ستحصل في آذار المقبل أي قبل شهرين من موعدها. وفي هذا الوقت تكون البلاد قد استوت اقتصادياً مما يؤلب الرأي العام أكثر فأكثر على السلطة السياسية، وتحديداً حزب الله وحلفائه.
وفيما يعارض المصريون هذا التوجه، معتبرين أن من الضروري تشكيل حكومة لأن «انهيار البلد سيمكن حزب الله من السيطرة عليه»، تتوجس غالبية القوى السياسية من ملف تفجير المرفأ والقرارات التي اتخذها القاضي طارق البيطار، مرجحة أن تكون «جزءاً من حملة الضغط على القوى السياسية، مع التأكيد على مسؤولية المتهمين بالتقصير، كون التقرير النهائي سيصدر قبيل أشهر من الانتخابات وسيؤكد تورط «الطبقة السياسية» في جريمة العصر، مما سيجعل فرص مجموعات المجتمع المدني أكبر لتشكيل لوائح انتخابية قوية»، ولعل ذلك ما لمح إليه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبلَ أيام حين قال إنّه سمع «بأنّ دولاً ستصرف مليار دولار على أندية المجتمع المدني المتعددة في مرحلة الانتخابات النيابية المقبلة».

"البناء" الحريري يضع اعتذاره بتصرف السفيرتين الأميركيّة والفرنسيّ

صحيفة "البناء" قالت من ناحيتها إن الوقائع المتصلة تتعزّز بعزم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الاعتذار، وتريثه بالإعلان، بعدما تحدثت مصادر متابعة للملف الحكومي عن أن طلب التريث جاء للحريري من باريس وواشنطن، نقلته السفيرتان الأميركية دوروتي شيا والفرنسية آن غريو، اللتان تبلغتا قرار الحريري، وأبلغتاه تكليفهما السفر الى الرياض للقاء وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان لمناقشة الاعتذار معه، وتنسيق الخيارات البديلة مع السعودية، واستكشاف ما إذا كان ممكناً الحصول على جواب سعودي يدفع الحريري لإعادة النظر بقراره، الذي بني بصورة رئيسيّة على الفيتو الذي وضعه ولي العهد السعودي على تولّيه تأليف الحكومة، رغم ربط الحريري للاعتذار بالأسباب اللبنانية المتعلقة بخلافاته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ووصفت المصادر الوضع بقولها، إن الاعتذار بات بعهدة السفيرتين بانتظار عودتهما من الرياض، فيوم الجمعة سيكون حاسماً سواء لجهة مضي الحريري بالاعتذار او تراجعه عنه لحساب التأليف. وقالت المصادر إن التحرك الفرنسي الأميركي الذي يشكل إساءة علنية لمفهوم السيادة اللبنانية كان يمكن الاستعاضة عنه بتشاور عبر الفيديو بين وزراء الخارجية في فرنسا وأميركا والرياض دون الإعلان عنه، كتتمة لمباحثات الوزراء قبل أسبوع، لكن الإصرار على تكليف السفيرتين والإعلان عن مهمتهما تعمّد القول للبنانيين إنهم باتوا تحت الوصاية، وإن قرارهم السياديّ بات في أيدي العواصم الغربيّة، وذلك تمهيد نفسي وإعلامي لخطوات لاحقة، ربما يتم تظهيرها بإعلان السفيرتين عبر زيارة الشخصية التي سيتمّ تسميتها بدلاً من الحريري لتشكيل الحكومة اذا تثبت الاعتذار، للقول للبنانيين هذا هو رئيس حكومتكم الذي تعتمده السفارات، وليس مَن يسمّيه النواب، وكل هذا من دون أن تقدم هذه العواصم غير الكلام للبنانيين وتشبعهم بالنصائح والتأنيب، وتمنع عنهم بالمقابل قبول أية مساعدة تعرضها عواصم أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يتضح المشهد الحكوميّ في ظل الساعات الأخيرة قبل إعلان الرئيس المكلّف موقفه النهائيّ. وأشارت مصادر مطلعة لـ"البناء" إلى أن الحريري «أجرى منذ وصوله إلى بيروت مروحة اتصالات مكثفة لحسم موقفه النهائيّ. ومن المتوقع أن يتبلور الاتجاه خلال الـ 48 ساعة المقبلة بعدما عقد اجتماعات مع كتلة المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين». واعتبرت المصادر أن «خيار الاعتذار احتمال قويّ، لكن يجري البحث بمخارج للاعتذار لا تترك تداعيات على المستويات الاقتصادية والأمنية في الشارع ولا تجرّ الى الفوضى». ولفتت إلى أنه «فور إعلان الاعتذار سندخل مرحلة جديدة غير واضحة المعالم، لكنها شبيهة بمرحلة تكليف الرئيس حسان دياب وقد يتمّ تأليف حكومة نسخة عن حكومة تصريف الأعمال برئاسة شخصية يوافق عليها الحريري مهمتها وقف الانهيار والحد من الأزمات وإجراء الانتخابات النيابية».

وذكرت "البناء" أن البحث انطلق في الكواليس منذ عودة الحريري إلى بيروت بسلة أسماء لتكليفها بالتأليف، حيث يدعم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عدة أسماء أبرزها النائب فيصل كرامي والنائب فؤاد مخزومي ويزيد عليهم رئيس الجمهورية ميشال عون الدكتور عبد الرحمن البزري. وهذه الشخصيات بحسب المصادر «لا تحظى بموافقة الحريري الذي لم يطرح أي اسم بديل حتى الساعة رغم أن جهات عدة منها الرئيس بري حاولت استمزاج رأيه، بهذا الأمر لكنه لم يزك أحداً».

وتشير أجواء عين التينة لـ"البناء" الى أن «لم يحدد موعد للحريري لزيارة بري حتى الساعة»، وتلفت الى أن «الحريري سيأخذ وقته في مشاوراته مع كتلته النيابية ونادي رؤساء الحكومات لاتخاذ الموقف النهائي على أن يبلغ رئيس المجلس به».

وحذّرت المصادر من تداعيات ما بعد قرار الحريري الاعتذار لا سيما أن وضع البلد سيئ للغاية وهو يحتضر وكأنها الدنيا بألف خير عند بعض السياسيين الذين يعطلون تأليف الحكومة ولا ينظرون إلى معاناة الناس وما ينتظرهم في طالع الأيام.

وبحسب ما قالت مصادر أخرى لـ"البناء" فإن السيناريو المتوقع هو أن الحريري يعمل مع فريق عمله الضيق على إعداد تشكيلة حكومية جديدة وفق رؤيته ومع إصراره على مواصفاتها ويزور بعبدا ويقدمها لرئيس الجمهورية وإن رفضها سيعلن الحريري في مؤتمر صحافي اعتذاره ويحمل عون المسؤولية أمام الرأي العام والشارع الذي سيشتعل فور الاعتذار لا سيما في مناطق نفوذ تيار المستقبل وتعم الفوضى، وبالتالي يكون الحريري رمى الكرة النار في ملعب بعبدا وكسب دعم طائفته».

ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار بعد اجتماع الكتلة أن «الرئيس الحريري وضعنا في الأجواء غير المشجعة لعملية تأليف الحكومة، فالمشاكل ما زالت نفسها، وقرار التعطيل المتخذ من قبل الثنائي عون باسيل ما زال هو هو، ويعكس القرار السياسي الموجود لديهم بعدم القبول بسعد الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل الحكومة او حتى رئيس حكومة وهذا ما عبروا عنه منذ زمن». وقال في تصريح إلى أن «الجميع يتذكر موقف رئيس الجمهورية قبل يوم من الاستشارات الملزمة، حيث لم يكن ينقصه الا أن يقول بالعربي المشبرح إنه لا يريد سعد الحريري وأن يطلب من النواب الا يسمونه. هذا الأمر جعل الحريري يعيد النظر بالخيارات الموجودة امامه، ومنها الاعتذار، لذلك يقوم بمشاوراته واتصالاته، فقد التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وتشاور معه كما رأس اجتماع الكتلة التي أبقت اجتماعاتها مفتوحة، وسيعقد لقاءات مع قياديي تيار المستقبل للاستماع الى آرائهم».

وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس قد زار بعبدا في أول تحرّك بعد عودته من روما، حيث التقى رئيس الجمهورية وبعد اجتماع مطوّل جمعهما، دعا الراعي الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن «بالتعاون بين عون والرئيس المكلف وفق الدستور، لان السفينة تغرق»، مشيراً الى ان «الكل مستعد للمساعدة واولهم الفاتيكان، الا ان على اللبنانيين ان يبادروا اوّلاً وذلك يكون من خلال مسارعتهم الى تأليف حكومة». مشيراً الى أنه «لا أحد معني بلبنان أكثر من رئيس الجمهورية بسبب الصفة التي يحملها».

وفي سياق ردّه على أسئلة الصحافيين، قال الراعي «لا أتعجب أن يكون هناك مخطط يستهدف لبنان، لكن هل يجب ان نفتح الباب او النافذة للسارق أم يجب ان نتحصن؟»، مشدداً على أهمية أن نتحصن كي لا يتم هذا المخطط. وتوجّه البطريرك الراعي للرئيس المكلف بالقول «عجّل بأسرع ما يمكن بتأليف الحكومة مع عون وفق روح الدستور لأن لبنان يقع ضحية هذا التأخير». وختم «ما اوصلنا الى هنا هو عدم وجود حكومة، فغياب الحكومة يخرب الاقتصاد ويزيد البطالة والهجرة ويؤدي الى إقفال المؤسسات، فالحكومة هي السلطة الإجرائية ومن دونها البلد يموت».

وقالت الصحيفة إنه في سياق ذلك، أعلنت السفارتان الاميركية والفرنسية في بيروت في بيانين منفصلين ان «السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا ستغادر إلى المملكة العربية السعودية برفقة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو لعقد اجتماعات مع مسؤولين سعوديين في الثامن من شهر تموز الحالي. كما ستبحث السفيرة شيا خطورة الوضع في لبنان وسوف تؤكد على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. هذا، وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، سوف تواصل السفيرة شيا العمل على تطوير الاستراتيجية الدبلوماسية للدول الثلاث التي تركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة.

وعلى وقع التسريبات الإعلامية حول نية الحريري الاعتذار في وقت قريب، ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء متخطياً 18 ألف ليرة بعدما استقر على مراوحة بين 17300 و17600 خلال الأسبوعين الماضيين.

ولاحظت أوساط سياسية ومالية الترابط بين التعقيد الحاصل في عملية تأليف الحكومة وبين تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية إذ تفجرت الازمات دفعة واحدة وفي توقيت واحد، مشيرة لـ"البناء" الى أنه «كلما وصلت مشاورات التأليف الى حائط مسدود واشتدت المفاوضات ارتفع سعر الصرف وتأزمت المشاكل أكثر»، واتهمت الأوساط جهات سياسية ومالية ونقدية وأمنية في الدولة اللبنانية بوضع العصي أمام الحلول لا سيما أمام ازمتي المحروقات والكهرباء وذلك للضغط في السياسة لصالح فريق الحريري ضد فريق رئاسة الجمهورية والنائب باسيل. وبحسب معلومات «البناء» فقد اتهم ممثل محطات الوقود علناً في احد الاجتماعات الرسمية مصرف لبنان بالتأخير بفتح وصرف الاعتمادات لتفريغ بواخر المحروقات الراسية في البحر منذ أيام عدة.

وفي سياق ذلك، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن «قضية البواخر الموجودة في المياه الإقليمية والراسية على الشاطئ لم تُحل حتى الآن، في انتظار أن يفتح مصرف لبنان الاعتمادات المالية المخصّصة لها تمهيداً لإفراغ حمولتها، الأمر الذي يساهم في نقص المخزون الموجود في خزانات الشركات»، متسائلاً «هل سيتم إعطاء الموافقات المسبقة للبواخر الجديدة، خصوصاً بعد الاتفاق الذي تم بين السلطة السياسية ومصرف لبنان والقاضي بإراحة السوق في موسم السياحة والاصطياف حتى نهاية أيلول المقبل لتشجيع المغتربين على القدوم إلى لبنان وصرف العملات الصعبة فيه!؟».

واجتمع الرئيس عون مع الرئيس دياب لمتابعة تنفيذ الإجراءات والتدابير التي اتخذت في الاجتماعات السابقة في شأن المحروقات والدواء إضافة الى مواضيع معيشية أخرى وتقرّر عقد اجتماعات لاستكمال تنفيذ التدابير المقررة وإزالة العقبات التي برزت خلال التنفيذ. وبقيت الطوابير على حالها امام محطات الوقود. وقد صدر عن المديرية العامة للنفط جدول تركيب أسعار المحروقات، وسجل ارتفاع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 1600 ل.ل. وصفيحة البنزين 95 أوكتان 1500 ل.ل. والمازوت 1100 ل.ل. وقارورة الغاز 4300 ل.ل.

أما في ما خصّ أزمة الكهرباء فذكرت "البناء" أن 5 بواخر فيول ترسو على الشاطئ اللبناني لم تُفرغ حمولتها بعد وتنتظر فتح اعتماد من مصرف لبنان والذي يحتاج الى موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة.

وبدأت ملامح أزمة رغيف، حيث رأى اتحاد نقابات المخابز والأفران في بيان أن «البلاد تمرّ حالياً في أزمة اقتصادية خانقة انعكست سلباً على كل القطاعات التجارية والإنتاجية والمالية، ومنها قطاع الأفران الذي بات بوضع لا يُحسد عليه بالنظر الى الأعباء الكبيرة التي يتحمّلها أصحاب الأفران والمخابز».

وأشار مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض إلى أن «قدرة المستشفيات على تحمّل الأعباء الحالية تتضاءل يوماً بعد يوم»، لافتاً إلى أن «مع الانقطاع القاسي في التيار الكهربائيّ يتم اللجوء الى المولدات لفترة تصل الى 21 ساعة في اليوم».

وعن متحور «دلتا»، قال «المشكلة إنه سريع الانتشار ويتفوّق على المتحورات الأخرى»، وأردف أن حالات الإصابة بمتحور «دلتا» تخطت الـ60 إصابة كلها وافدة من بلدان محددة، معتبراً أنه يمكن ضبط حركة الملاحة مع هذه البلدان.

ولفتت الصحيفة غلى أنه على صعيد أزمة الدواء، استنكر نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف «ما يشكو منه أطباء الأطفال في لبنان من عدم توافر اللقاحات الضرورية للأطفال في سنواتهم الأولى، بعد فقدانها بشكل تام في الصيدليات». وأوضح في بيان أن «فقدان اللقاحات هذه يشكل خطرًا داهمًا على جميع الأجيال الناشئة».
 
"النهار": لقاءات الرياض الثلاثية: سقوط الإعتراف بالسلطة؟

من ناحيتها، صحيفة "النهار" قالت إنه لم تكفّ الصدمة المهينة للسلطة عموماً التي ترددت أصداؤها بقوة أمس غداة "فضيحة السرايا" حتى برز تطور ديبلوماسي غير مسبوق ينطوي على معطيات ودلالات يعتقد انها على جانب كبير من الأهمية فاجأت بدورها كل اركان السلطة، كما جميع القوى السياسية، بحيث بدا الجميع في حالة غياب عن مجريات تطورات خارجية متقدمة تسعى بقوة الى منع انهيار لبنان. هذا التطور تمثل في المفاجأة التي اثارها صدور بيانين متزامنين أمس عن كل من السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو تعلنان فيهما انهما ستتوجهان معاً الى المملكة العربية السعودية لعقد اجتماعات اليوم مع مسؤولين سعوديين،  وان هذه الزيارة تأتي عقب الاجتماع الثلاثي بشأن لبنان لكل من وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن ووزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود الذي سبق ان عُقِد في 29 حزيران الماضي، على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في مدينة ماتيرا في إيطاليا. وهذه سابقة ديبلوماسية من حيث زيارة سفيرتين لدولتين كبريين دولة ثالثة بارزة في موقعها حيال لبنان للبحث في الازمة اللبنانية، الامر الذي دفع بعض الأوساط الى الاستنتاج بأن دولاً أساسية وعديدة بدأت تتعامل مع الواقع اللبناني كأن لا سلطة فيه بعدما سقطت كل معالم الثقة الدولية بهذه السلطة وبالطبقة السياسية.
 
  وأكدت السفيرة شيا انها "ستؤكد أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، فضلاً عن زيادة الدعم للجيش وقوى الأمن الداخلي. وبالشراكة مع نظيريها الفرنسي والسعودي، ستواصل العمل على تطوير الاستراتيجية الديبلوماسية للدول الثلاث التي تركز على تشكيل الحكومة وحتمية إجراء الإصلاحات العاجلة والأساسية التي يحتاجها لبنان بشدة". 
 
بدورها اكدت السفيرة غريو انها "ستشرح خلال لقاءاتها بأنه من الملحّ أن يشكلّ المسؤولون اللبنانيون حكومةً فعالة وذات صدقية تعمل بهدف تحقيق الإصلاحات الضرورية لمصلحة لبنان، وفقاً لتطلّعات الشعب اللبناني. وستعرب مع نظيرتها الأميركية عن رغبة فرنسا والولايات المتحدة في العمل مع شركائهما الإقليميين والدوليين للضغط على المسؤولين عن التعطيل. ستشدّد أيضاً على ضرورة المساعدات الإنسانية الفرنسية المقدّمة مباشرة للشعب اللبناني وللقوات المسلحة اللبنانية ولقوى الأمن الداخلي التي ستستمر فرنسا والولايات المتحدة بدعمها".
 
ويأت الصحيفة أن هذا التطور يتخذ أهميته من كونه يأتي امتداداً للقاء وزراء الخارجية للبلدان الثلاثة بما يعكس ان اتفاقاً او تفاهماً محدداً حصل في ذاك اللقاء وستحمل لقاءات السفيرتين الأميركية والفرنسية مع مسؤولين سعوديين اليوم معطيات جديدة حيال تنفيذ ما سيتفق عليه في شأن الازمة الحكومية اللبنانية، كما في موضوع مد لبنان بمساعدات حيوية تحول دون انهياره. حتى ان بعض الأوساط الديبلوماسية والسياسية ابرز أهمية بعيدة المدى للتنسيق الأميركي الفرنسي السعودي، اذ تجري الان بلورة جهد ثلاثي من خلال التنسيق مع السعودية الراعية الأساسية لاتفاق الطائف حيال الازمة اللبنانية الراهنة. ويتركز هذا الجهد على الضغط المتعاظم على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة، كما يتركز في الجانب الاخر على درس الجوانب الأكثر إلحاحاً في موضوع دعم القطاعات الأكثر حاجة للشعب اللبناني.
 
ولفتت إلى أنه ليس بعيداً من أجواء التحضيرات الفرنسية لعقد مؤتمر دعم ثالث للبنان قبل الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وصل امس الى لبنان منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان، في زيارة تستمر حتى الثلثاء المقبل، يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الزيارة، وفق بيان عن السفارة الفرنسية، الى "متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الحاجات من اجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريبا".
 
الحريري وكتلته 

وقالت الصحيفة إنه وسط هذه التحركات الخارجية البارزة استمر الملف الحكوميّ بعيداً عن دائرة الحسم خلافا للتسريبات الإعلامية التي ملأت المشهد الداخلي وأوهمت الرأي العام الداخلي بان الساعات المقبلة ستشهد اعلان الرئيس المكلف سعد الحريري اعتذاره عن التأليف. ولعلّ الجديد البارز حكوميّاً الذي يمكن الإضاءة عليه، يتمثّل في معلومات "النهار" من أجواء اجتماع الرئيس الحريري مع كتلته النيابية امس ، حيث وضعهم في الأسباب التي تحول دون ولادة الحكومة، مشيراً الى تعنّت فريق العهد الذي لا يريد حكومة، وفق التعبير الذي استخدمه مباشرة. ولفت الحريري أمام نواب كتلة المستقبل إلى أنّه وافق على التكليف لأنه قارب وضع البلد واستعدّ لخوض مهمّة وقف الانهيار، من ضمن تصوّر قائم على تأليف حكومة من اختصاصيين غير حزبيين. ورأى أن البلاد تتّجه فعليّاً مع كلّ يوم إضافي إلى مزيد من الانهيار، والشعب اللبناني يفتقد القدرة على التحمّل. وانطلاقاً من هذه الصورة، وضع الرئيس المكلّف على طاولة الخيارات أمام أعضاء كتلة "المستقبل" مجموعة أفكار ومقترحات سيعمل على دراستها، بما في ذلك خيار الاعتذار عن عدم التأليف الذي عاد ليبرز كاحتمال أساسيّ بين مجموعة الأوراق التي يحملها في يده، من دون أن يعني ذلك اتّخاذ قرار بالاعتذار حتى الآن.
 
واشارت إلى أنه فيما لا يبدو انطلاقاً من المعطيات التي ترويها مصادر "بيت الوسط" أنّ الحريري  في صدد التحضير لتقديم مسوّدة حكومية جديدة حتى الساعة الى رئيس الجمهورية، تؤكد معلومات أخرى انه من غير الوارد ان يقبل أي من رؤساء الحكومات السابقين وتحديدا الرئيسين نجيب ميقاتي وتمام سلام ان يتوليا مهمة تشكيل الحكومة مكان الرئيس الحريري في حال اعتذار الأخير، كما فهم انه ليس وارداً أقله حتى الان ان يغطي الحريري أي اسم محتمل لتأليف الحكومة في حال اعتذاره. 
 
باسيل: اكثر الخاسرين 
في المقابل أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لـ"النهار" أنّ "اعتذار الحريري عن عدم التشكيل هو خسارة بالنسبة الينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل، ومستعدون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار". ورداً على سؤال في شأن إمكان التفاهم مع الحريري إذا تشكلت الحكومة، قال باسيل: "في الماضي تفاهمنا مع الحريري على الكثير من المواضيع، وبإمكاننا اليوم الاتفاق، ولا شيء من جهتنا يمنعنا من التفاهم معه، وأنا جاهز كما في السابق للنقاش في كل الأمور وسنجد مساحة مشتركة تصبّ في مصلحة الجميع". 
 
وفي موضوع إصرار"التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية على تسمية الوزيرين المسيحيين، أكّد باسيل أن "الرئيس عون لم يطالب يوماً بتسمية اي من الوزيرين المسيحيين، والاقتراح المنطقي يقضي بموافقة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على اسمين من لائحة مقترحة عليهما تتضمّن أسماء اختصاصيين غير محسوبين على أي منهما، فيتفقان على الإسمين بما يؤدّي الى ان لا يحصل رئيس الجمهورية بأي شكل على الثلث الضامن، ولا تنحصر كذلك التسمية بالرئيس المكلّف. كما انّ موضوع الثقة قد تمّ معالجته، فلماذا الاعتذار ؟"

إقرأ المزيد في: لبنان