يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

الأزمة الاقتصادية تُهدّد العام الدراسي المقبل: فهل يكون التعليم
01/07/2021

الأزمة الاقتصادية تُهدّد العام الدراسي المقبل: فهل يكون التعليم "أونلاين"؟

فاطمة سلامة

لم يكن العام الدراسي الأخير على ما يُرام. الأزمة الصحية حالت دون التعلم الحضوري، فبات التعلم "أونلاين" أمرًا واقعًا فرضته أزمة "كورونا" التي لم تصمد معها المدارس على اتباع أسلوب التعليم "المُدمج" لفترة طويلة. ولا يخفى أنّ تجربة التعلم "أونلاين" كانت بمثابة تحد كبير في بلد تغيب فيه أدنى الخدمات والمقوّمات ما يجعل البيئة التعليمية مهدّدة. تلك البيئة تُواجه حاليًا خطرًا لا يقل قساوةً عن الأزمة الصحية. تحضر في هذا السياق الأزمة الاقتصادية والمالية التي تُهدّد التعلم الحضوري. ثمّة تكاليف ومصاريف قد لا تقوى المؤسسات التعليمية والأساتذة على تحملها. ارتفاع سعر صفيحة البنزين قد يقف حائلًا أمام وصول الأساتذة والتلامذة معًا الى المدارس ما يعني حُكمًا إما تعليق العام الدراسي أو التوجه نحو "الأونلاين". 

جباوي: لا عام دراسي قادماً وليلتزم كل أستاذ منزله

يُجمع كثر ممّن هم في الطاقم التعليمي أنّ أوضاع الأساتذة لم تعد تُحتمل. الرواتب باتت بلا قيمة والقدرة الشرائية متدنية جدًا. وفي ظل غلاء المحروقات قد يكون الأستاذ أمام خيارين؛ إما دفع كل ما يتقاضاه شهريًا بدل بنزين للوصول الى المدرسة، وإما ملازمة المنزل ليصبح التعليم عن بعد أمرًا واقعًا. 

الأزمة الاقتصادية تُهدّد العام الدراسي المقبل: فهل يكون التعليم "أونلاين"؟

لدى سؤال رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي نزيه جباوي عن توجهات الرابطة وما اذا كان التعليم في العام الدراسي المقبل سيكون عن بعد اذا استمرّت الأوضاع على ما هي عليه، يُجيب بالقول: "لنرَ ما اذا كان سينطلق العام الدراسي في الأساس". يتحدّث جباوي بكل صراحة لافتًا الى أنّ الأستاذ لم يعد يقوى على تحمل تبعات الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة. في ظل الوضع الاقتصادي والصحي الذي نعيشه وتحليق الدولار وعدم توفر المواد الغذائية وفقدان الأدوية، نقول "لا عام دراسي قادماً وليلتزم كل أستاذ منزله".

ويوضح جباوي أنّه يتلقى عشرات الاتصالات من أساتذة يشكون سوء الأوضاع. اليوم تلقيتُ اتصالًا -يقول جباوي- من أستاذ أكّد فيه أنّ سعر صفيحة البنزين تُباع في منطقته بـ140 ألفًا وعلى عينك يا تاجر، سائلًا: أين الدولة من الرقابة؟. وهنا يلفت جباوي الى أنّ الأساتذة للأسف بدأت تُهاجر وتُفتّش عن وسيلة تؤمّن بها أولادها، فأوضاعهم مزرية والرواتب باتت تتراوح بين 150 و200 دولار، فماذا يفعل الأستاذ اذا ما حدث عطل في سيارته؟ ماذا يفعل اذا اضطر للدخول الى المستشفى وسط طلب المستشفيات التأمين؟

يأسف جباوي فراتب الأستاذ لم يعد يكفيه بدل بنزين، موضحًا أننا أوقفنا العمل ونتفاوض حاليًا مع الوزارة على قضية الامتحانات لأننا فعلًا في مشكلة وهناك عقبات تحول دون إجراء الامتحانات الرسمية. 

عبود: أساتذة تركوا القطاع أو هاجروا للعمل في الخارج 

نقيب المعلمين في ​المدارس الخاصة​ ​رودولف عبود يلفت في حديث لموقعنا الى أننا قد نذهب مجبرين نحو التعلم عن بعد بسبب عدم توفر مادة البنزين، لافتًا الى أنّ هناك الكثير من الأساتذة لا يتقاضون أجرًا. ويشدد عبود على أنّ أوضاع الأستاذ في المدارس الخاصة تتفاوت بحسب المدرسة التي يعمل بها، فبعض المدارس لا تزال تحترم القوانين وتعطي الأساتذة حقوقهم، فيما تغيب الرقابة عن بعض المدارس التي لا تحترم القوانين ولا تعطي الأساتذة رواتبهم. 

الأزمة الاقتصادية تُهدّد العام الدراسي المقبل: فهل يكون التعليم "أونلاين"؟

ويلفت عبود الى أنّ عدد الأساتذة في المدارس الخاصة يبلغ 43 ألفا بين متعاقد ومتفرّغ، إلا أنّ المدارس اليوم أمام أزمة حقيقية، فأغلبيتها باتت بحاجة الى أساتذة بعدما بدأنا نفتقد الطاقم التعليمي. ثمّة أساتذة تركوا القطاع أو هاجروا للعمل في الخارج وهذا الأمر ستدفع ثمنه المدارس التي لم تعد تجد العدد الكافي لتغطية الصفوف.  

ويكرّر عبود كلامه بأنّ الأزمة الاقتصادية تهدّد المدارس ما قد يدفعنا الى التعليم "أونلاين" بسبب كلفة الحضور سواء على الأهل أو الأستاذ الذي قد يجد نفسه مضطرًا لدفع راتبه بأكمله بدل بنزين، آملًا أن تتشكّل الحكومة بأسرع وقت لإيجاد الحلول الممكنة.

التعلم عن بعد

إقرأ المزيد في: خاص العهد