يوميات عدوان نيسان 1996

منوعات ومجتمع

رواية
22/06/2021

رواية "المنذور" بين النهايات المحسومة والإبداع

نجاح العرسان(*)

الرواية التاريخية عندما تكون قصة حقيقية وواقعية بأبطالها واماكنها وزمان حدوثها تصبح المراهنة على نجاحها أمراً صعبا لأن المادة الاساس التي يقوم عليها السرد تكون معروفة والنهاية محسومة بالنسبة للقارئ، وهنا تغيب الدهشة واللهفة للأحداث، وهنا تظهر براعة الكاتب في قبول التحدي وكتابة هذه الرواية او القصة. وأزعم أن رواية (المنذور) للشاعر والروائي الشيخ فضل مخدر كانت رهاناً صعباً ونجح الكاتب ببراعته في تحويل احداث الرواية التاريخية وبيئتها الاجتماعية في الوقت ذاته، بأسلوبه السردي المميز، الى رواية تجعلك تتواصل معها ولا تنقطع عنها إلى نهايتها، ويضيف من خلال السرد أحداثا لا تؤثر على البنية التاريخية وواقعية القصة ولكنها مدهشة بما فيها من الترقب والحزن وسعي البطل الى نهايته بثقة وثبات وعزيمة نابعة من ايمانه المطلق بأنه "منذور" لهذا العمل، وهو رسالته التي لا بد أن يتمها فتجعل من بطل الرواية والذي يتمثل بشخصية "زبيب" "المنذور" يدخل اليك ويلامس روحك فتتمنى ان تتغير النهاية المحسومة والمحتومة كما تحب انت.

عندما تتواصل معها، فلن يعجبك ان تكون النهاية كما يريد الكاتب وهي الحقيقة التاريخية، وهنا كان ذكاء الكاتب أن جعل للقارئ الأمل في أن النهاية لن تكون كما رأى البطل في حلمه، رغم التأكيد المستمر للبطل انه سيموت في اليوم الموعود، وعندما تقترب نهاية الرواية يضيف لك مفاجأة اخرى فتظن أن املك قد تحقق ولكن يدهشك مرة اخرى بما يحصل. ولا أريد ان أتوغل أكثر في الأحداث وأترك للقارئ متعة التواصل مع الرواية. "المنذور" رواية تستحق بحق القراءة بما يتوافر فيها من مكنة عالية للكاتب واقناع لمن يتجول بين سطورها حتى عندما تتحدث عن عالم آخر لا نراه ولا نتواصل معه. أنا هنا لست بمقام الناقد الروائي لكنني أضع رأيا انطباعيا بسيطا أعبر فيه عن متعتي في قراءتها.

(*) كاتب وإعلامي وشاعر عراقي


الرواية: المنذور

اسم الكاتب: الشيخ فضل مخدر

صادر عن : الملتقى الثقافي اللبناني

أدبروايةثقافة

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل