يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

الصين تُقلق بايدن.. الولايات المتحدة تنوي المواجهة
10/06/2021

الصين تُقلق بايدن.. الولايات المتحدة تنوي المواجهة

توقف الكاتب "توماس رايت" في مقالةٍ نُشرت بمجلة "ذا أتلانتيك" عند قلق الرئيس الأميركي جو بايدن من تحوّل الصين الى قوة منافسة للولايات المتحدة ومن أنَّها قد تتفوق عليها. 

وأضاف الكاتب أنَّ عقيدة بايدن تستند الى هذه الرؤية وأنَّه يرى الولايات المتحدة و"ديمقراطيات أخرى" في تنافسٍ مع الصين و"أنظمة سلطوية أخرى"، مبينًا أنَّ الصراع يحتدم في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي قد يعطي الصين فرصةً لتجاوز الولايات المتحدة في بعض المجالات. 

وقال إنَّ إدارة بايدن تعمل مع الكونغرس على تمرير مشروع قانون "حدود لا نهاية لها" (Endless Frontier) من أجل مواجهة الصين وخاصةً على الصعيد التكنولوجي، مشيرًا إلى أنَّ إدارة بايدن تضع أولويةً على علاقاتها مع الدول الآسيوية الحليفة في مقابل العمل الدبلوماسي الثنائي مع بيكن، وتضغط كذلك على أوروبا كي تقوم الأخيرة بالمزيد في مواجهة الصين. 

وفي الوقت نفسه، لفت الكاتب إلى وجود بعض الشخصيات المعنية في السياسة الخارجية داخل الحزب الديمقراطي الذين يأملون أن يُخفِّف بايدن من حدة موقفه حيال الصين، مضيفًا أنَّ هؤلاء إنما يتخوفون من انجرار الولايات المتحدة إلى صراعٍ أيديولوجيٍ مع الصين شبيهٍ بالصراع الذي حصل مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.

وبحسب الكاتب، أتباع هذا المعسكر يرون أنَّ على واشنطن التعايش السلمي مع الصين، موضحًا أنَّ المقاربة هذه هي تقريبًا المقاربة نفسها التي تبناها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. 

ونقل الكاتب عن مسؤول في إدارة بايدن أنَّ هناك شخصيات داخل الحكومة الأميركية تتشارك مخاوف هذا المعسكر، إلا أنَّ حلفاء أميركا الأوروبيين وخاصةً ألمانيا غير راغبين في الدخول في مواجهة مع الصين. 

واعتبر الكاتب أنَّ المخاوف هذه تتجاهل أنَّ بايدن وضع اصبعه على تطورٍ جيوسياسيٍ هام يتمثل بتفكك النظام العالمي القديم ونشوء نظام جديد ينقسم بين "الديمقراطيات" من جهة و"الأنظمة السلطوية" من جهة أخرى. 

وبيَّن الكاتب أنَّ السؤال الأكبر هو حول الخطوات المقبلة، وأنَّ بايدن اتخذ خطوةً أولى مهمة تتمثل بالتشخيص الصحيح للتحدي الاستراتيجي، معتبرًا أنَّ أمام بايدن فرصةً لرسم إطارٍ لعهد جديد كما فعل "هاري ترومان" في بداية الحرب الباردة وجورج بوش الأب في نهايتها.

وتابع الكاتب أنَّ بايدن انطلق بقوة في آسيا حيث يخطِّط لتعزيز العلاقات مع المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، كما رأى أنَّ بايدن لم يُبدِ نفس الحماسة في انخراطه مع أوروبا، وأنَّ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لديها رؤية مختلفة تمامًا حيال الصين والتي تؤيد الانخراط معها، منبهًا إلى أنَّ تخطي هذه الخلافات لن يكون سهلاً. 

ورأى أنَّ ما يجعل مهمة بايدن معقّدة هو اختلاف التنافس الحاصل اليوم عما كان الوضع عليه خلال الحرب الباردة، وذلك بسبب "الاعتماد المتبادل بين الديمقراطيات والأنظمة السلطوية وخاصة الصين".

كذلك تحدث الكاتب عن تحدٍ آخر يتمثل بضرورة التوصُّل إلى اتفاقيات دولية مع بلدان أخرى تحظى بدعمٍ واسعٍ داخل الطيف السياسي الأميركي، منبهاً إلى أنَّ ذلك لن يكون سهلاً نظراً إلى حالة الاستقطاب داخل الكونغرس، وأنَّ هذه الاتفاقيات قد تشمل ردع الإكراه الاقتصادي أو حماية الديمقراطية وحقوق الانسان.

وشدد على أنَّ لدى بايدن عقيدةً حيث يرى أنَّ الولايات المتحدة في صراع مع الصين حول نظام الحكم، ولا يرتبط رد بايدن بنشر الديمقراطية عبر القوة أو حتى نشرها عمومًا، بل إثبات قدرة الديمقراطية على تحقيق النتائج سواء في الداخل او الخارج.

وخلص الى أنَّ السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان بإمكان بايدن حشد إدارته وبلده وحلفاء أميركا كي تصبح هذه العقيدة جزءا من السياسة الخارجية الأميركية. 

تعليمات لأوستن بشأن الصين ماذا فيها؟

هذا ونشر موقع "ديفانس وان" تقريرًا سلَّط الضوء على تعليمات أصدرها وزير الحرب الأميركي لويد أوستن شدَّدت على ضرورة أن يتطابق الكلام عن التهديد الذي تُشكِّله الصين مع الفعل. 

وأوضح الموقع أنَّ تعليمات أوستن جاءت بناءً على توصيات تقدم بها فريق العمل المختص بالصين لدى البنتاغون. 

كذلك نقل الموقع عن مسؤول عسكريٍ رفيع المستوى أنَّ فريق العمل المذكور وجد فجوةً بين ما يقال عن وضع أولوية على مواجهة الصين من جهة، والاهتمام والموارد المخصصة لهذه المواجهة في عدة مجالات من جهة أخرى. 

وأشار الموقع إلى أنَّ ما خلص إليه فريق العمل ينسجم وما قاله مسؤولون عسكريون كبار في قيادة منطقة المحيط الهادئ والهندي في الجيش الأميركي، حيث صرَّح هؤلاء قبل أشهرٍ أنَّ هناك فجوةً بين الكلام والفعل حيال الصين.

وتابع أنَّ أوستن أصدر تعليماته بتثقيف الجنود والمدنيين في البنتاغون بهدف إفهامهم أنَّ ملف الصين هو الأولوية القصوى، مبينًا أنَّ أوستن نفسه سيُشرف على عمليات البنتاغون المتعلقة بالصين بينما يجري تنفيذ توصيات فريق العمل المذكور. 

ولفت الموقع إلى أنَّ الجيش الأميركي ينظر في عملية إعادة تمركز قواته في المحيط الهادئ لتعزيز القدرة على ردع الصين.

وأردف الموقع أنَّ محاولة إقناع الحلفاء الأوروبيين باتخاذ موقفٍ أكثر تشددًا حيال الصين ستكون من أهم الملفات خلال جولة بايدن الأوروبية.

الصينأوروباجو بايدن

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل