يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

28/05/2021

"الفطر الأسود" نادر الوجود في لبنان: هكذا يصبح مميتًا 

لم يكن ينقص العالم بعد فيروس "كورونا" وتداعياته غير المتوقعة، إلا أن يبدأ القلق والهلع من الإصابات بمرض نادر ومميت يُدعى "الفطر الأسود" (black fungus). تتأهّب وتتحسّب عدة دول لهذا المرض بعد تسجيل آلاف الإصابات والوفيات حول العالم. بعض البلدان عمدت الى استحداث غرف لعزل المرضى، فيما تدرس دول أخرى كيفية مواجهة هذا المرض. والجدير ذكره، أنّه تم الربط بين "الفطر الأسود" والإصابة بفيروس كورونا ما يُثير التساؤلات عن كيفية الحماية منه فيما لا يزال العالم يحارب "كوفيد 19".  فما هو "الفطر الأسود"؟ ما علاقته بفيروس كورونا؟ وهل يخشى لبنان من انتشاره؟. 

البزري: "الفطر الأسود" موجود في لبنان لكنه محدود الانتشار

رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا عبد الرحمن البزري يلفت في حديث لموقع "العهد" الإخباري الى أنّ الفطر الأسود هو عبارة عن مجموعة من الفطريات النادرة الحدوث. نحن في لبنان تعرّفنا على هذه الفطريات سابقًا لأنها موجودة في الطبيعة وبكل دول العالم. ويلفت البزري الى دراسة أجريت في لبنان منذ 20 عاما بيّنت تأثير تقلب المناخ على هذا النوع من الفطر. وقد ساهم أطباء لبنانيون في الدراسات التي تشير الى كيفية علاجه. 

"الفطر الأسود" نادر الوجود في لبنان: هكذا يصبح مميتًا 

ويوضح البزري أنّ لبنان تعرف على هذا النوع من الفطر لدى مجموعتين من الناس؛ أولاً لدى من يعانون من نقص شديد في المناعة بسبب أورام سرطانية، وثانيًا لدى من لديهم سكري غير منضبط. هؤلاء يعانون من هذا المرض. وهنا يشدّد البزري على أنّ "الفطر الأسود" هو مرض نادر الحدوث لكنّه يستغل صعف المناعة الشديدة الذي يحصل لدى من يعانون من أمراض خبيثة بالدم أو من يلجأون الى زرع نخاع عظمي، أو من يكون لديهم حمض "كيتوني" عال في السكري. وبحسب البزري، يتم تسجيل حالة أو اثنتين وأحياناً أربعاً في لبنان سنويًا.

العلاج بأخذ كميات كبيرة من مضادات الفطريات 

وفي ما يتعلّق بالعلاج، يلفت البزري الى أنّ علاج هذا المرض عادةً ما يكون بمضادات فطريات بكمية كبيرة، كما يتطلّب الشراكة بين طبيب الأمراض الجرثومية الذي يعطي مضادات فطرية وبين الجراح بعدما يدخل الفطر في الأوعية الدموية والشرايين ويُحدث تنخراً بالأنسجة يؤدي الى موتها. لذلك، أفضل طريقة لعلاجه هي إعطاء المضادات وإجراء عملية تنظيف جراحية والاستفادة من التشخيص المبكر. 

الفطر الأسود "مميت" في حال لم يتم الانتباه اليه في بداية الإصابة

ما علاقة الكورونا بالفطر الأسود؟ يلفت البزري الى أن قسمًا كبيرًا من أدوية الكورونا يعمل على إضعاف المناعة. كمية المضادات التي تستخدم تتحول الى "مثبطات" للمناعة يضاف اليها كميات "الكورتيزول" الكبيرة التي تؤثر في ذلك، فضلًا عن العلاقة التي لاحظناها سابقًا بين الأمراض الفيروسية والفطريات. ووفق البزري، فقد تأهلت الانفلونزا منذ القديم الى فطر يشبه الفطر الأسود قليلاً ويسمى "فطر الاسبرجلس". أما اليوم فقد بدأنا نرى هذا الفطر، لكن نسبته بقيت محدودة جدا حيث سجّلنا في لبنان حالات قليلة جدا منه في هذه المرحلة. وهنا يشدّد البزري على أنّ هذا النوع من الفطر مميت في حال لم يتم الانتباه اليه في بداية الإصابة. اذا لم يتم تشخيصه مبكرًا يؤدي الى الوفاة حتى مع أفضل الأدوية والجراحات. 

ينتقل عبر الأنف 

كيف يدخل الى جسم الإنسان؟ يلفت البزري الى أنّه يدخل الى جسم الإنسان عن طريق الاستنشاق من الأنف. ولأنّه ينسجم مع الشرايين يستغل أوعية دم الأنف للوصول الى الدماغ. لذلك، تتبيّن الإصابة بالعين ولكن لمن لديهم سرطانات دم ومناعتهم قليلة بدأت الإصابة تظهر في الرئتين. 

ليس معديًا.. لكن الدواء المعالج له قد يكون مفقوداً في لبنان

وفيما يكرّر البزري أنّ المرض نادر وفي حالات أندر ينتشر في الجسم، يلفت الى أنّه لا ينتقل بين المرضى خصوصًا أنه موجود في الطبيعة، ومع تراجع عدد الإصابات بالعناية الفائقة وتراجع عدد الإصابات بكورونا فإن خطره سيكون قليلاً. لكن ما يشغل بالنا فقط -يقول البزري- هو أنّ الدواء الذي نستعمله قد يكون مفقوداً نتيجة السياسة الصحية التي ندفع ثمنها. 

الواقع الوبائي جيد 

وفي سياق حديثه، يتطرّق البزري الى الواقع الوبائي في لبنان، لافتاً الى أنه جيد حيث خرجنا من الانتشار الوبائي، وانتقلنا من المرحلة الرابعة الى الثالثة، فيما تسود مؤشرات تقول اننا اذا حافظنا على المكاسب بإمكاننا الانتقال الى المرحلة الثانية خلال أسابيع ما ينعكس إيجابًا على حركتنا السياحية والاقتصادية ويخفّف الضغط على الواقع الصحي المنهك. ويشير البزري الى أننا كلما انخفضنا بنسبة الانتقال والانتشار المجتمعي للفيروس، كلما انتقلنا الى مرحلة أفضل وعدنا للشكل الطبيعي أكثر، ولكن هنا يدخل التحدي الشخصي الذي يحتّم على الفرد عدم الاسترخاء وعلى الوزارات التي ستلتزم ادارة الفتح والدورة الاقتصادية إنجاز تنظيم جدي خوفًا من الخلل الذي يحدث. 

ويلفت البزري الى أنّ الرقابة يجب أن تستمر وواجباتنا في لبنان أن نأخذ حذرنا في المطار لحماية المجتمع، خاصة وسط تسلل السلالة الهندية الى عدة بلدان، لأننا أظهرنا فشلنا في الداخل، وعليه يجب أن نكون جديين مع الخارج، وأن ينتقل الملف من الطيران المدني الى اللجان الصحية بعدما تبيّن أنّ كلمة الطيران المدني في المطار أقوى من اللجان الصحية. 

لقاح استرازينيكا فعال 

وعشية توسيع حملة التلقيح بـ"استرازينيكا"، ينصح البزري من لا مشاكل صحية لديهم أو تجلطات استشارة الطبيب والأخذ بنصيحته لجهة أخذ لقاح الاسترازينيكا، فهذا اللقاح فعّال، داعيًا للاستفادة من مناسبة أنّ المراكز مفتوحة يوم غد السبت، متمنيا أن يكون الاقبال جيدا على هذه الحملة التي ستتوزع على 23 مركزًا.
 

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة