طوفان الأقصى

الخليج والعالم

قاليباف: الصهيونية هي العدو الأكبر للسلام والأمن في المنطقة
24/05/2021

قاليباف: الصهيونية هي العدو الأكبر للسلام والأمن في المنطقة

التأم في طهران المؤتمر الاستثنائي لاتحاد برلمانات منظمة التعاون الاسلامي لدعم الشعب الفلسطيني.

وخلال افتتاح جلسة لجنة فلسطين في اتحاد البرلمانات الاسلامية بطهران  برعاية رئيس مجلس الشورى الاسلامي الدكتور محمد باقر قاليباف، عُزف النشيد الوطني الفلسطيني إلى جانب النشيد الوطني الايراني.

قاليباف: الصهيونية هي العدو الأكبر للسلام والأمن في المنطقة

قاليباف تحدّث في الجلسة، فقال إن العدو الأكبر للسلام والأمن في المنطقة هو مشروع الصهيونية الخطير، وأضاف "ينبغي للولايات المتحدة وداعمي الكيان الإسرائيلي المزيف ألا يشكوا في أن أي إنسان حر في العالم، عندما يرى هذا المستوى من العناد والعداء ضد الشعب الفلسطيني والدعم الصارخ للظالم، فإن هذا المشهد يثير غضبه ويطلق صرخة العدالة"، وتابع "خلال العدوان العسكري الأخير الذي شنه الصهاينة ضد المدنيين الفلسطينيين والنساء والأطفال في غزة، ولجؤوا إلى القمع والعنف في المسجد الأقصى والضفة الغربية، كانت هناك نماذج عديدة لمثل هذه الاحتجاجات الشعبية والغضب العالمي ضد النفاق المؤسسي في الحكومات الداعمة للكيان الصهيوني خاصة في الدول الغربية. وهذا يدل على أن الضمير الإنساني حي في عالم اليوم".

قاليباف: الصهيونية هي العدو الأكبر للسلام والأمن في المنطقة

وفيما يلي كلمة قاليباف في المؤتمر:


 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

معالي السيد محمد قريشي نياس المحترم؛ الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
رؤساء وفود البرلمانات الإسلامية
السادة النواب والضيوف الكرام
سعادة سفراء الدول الإسلامية والمنظمات الدولية المقيمة في طهران

بادئ ذي بدء؛ أتقدم بأسمى آيات التهنئة للشعب الفلسطيني على انتصار المقاومة الموحدة والبطولية للشعب الفلسطيني في نضاله ضد مجرمي الكيان الصهيوني. كما أهنئ جميع الشعوب المسلمة وأحرار العالم الذين سطروا مشاهد نستلهم منها الدروس والعبر في دعم فلسطين والمسجد الأقصى. وبدوري أعرب عن بالغ سروري وتقديري لحضور ومشاركة نواب برلمانات الدول الإسلامية المحترمين والرفيعي المستوى في هذا الاجتماع.

آمل أن يتمكن هذا الاجتماع المهم من تحقيق جميع أهدافه السامية المتمثلة في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والدفاع عنها واستيفاء حقوقه، واعتماد الحلول المبدئية لوقف الظلم والجريمة والإبادة الجماعية والتمييز العنصري والتطهير العرقي، والمساعدة في إعادة إعمار ما خلفه العدوان.

شهد العالم في الأيام الأخيرة أن الكيان الصهيوني المزيف والقاتل للأطفال ارتكب أبشع الجرائم ضد إخواننا وأخواتنا في فلسطين المحتلة؛ وهي جرائم تدمي قلب كل إنسان حر.

عندما حدثت هذه الجرائم والقتل الوحشي كان البعض يحاول التقليل من بشاعة العلاقة مع هذا الكيان المحتل من خلال اتخاذ النهج الخاطئ في التوجه نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. ويأتي ذلك في الوقت الذي يستمر فيه احتلال الكيان الصهيوني لأكثر من سبعة عقود وقتل وطرد وتشريد ملايين الفلسطينيين؛ وتصميم وتنفيذ سياسة هادفة لتغيير الهوية الإسلامية والثقافية والديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة القدس الشريف وتدنيس مظاهر الحضارة الإسلامية في المسجد الأقصى والحصار الاقتصادي لقطاع غزة وحرمان أهالي هذه المنطقة من الوصول إلى مقومات الحياة الأساسية في رد واضح على هذا التصور الخاطئ في تطبيع العلاقات مع هذا الكيان المزيف.

زملائي الأعزاء؛

مما لا شك فيه أن من واجب كل من يؤمن بمبدأ الحق والعدالة أن يدعم مقاومة الشعب الفلسطيني لمواجهة صلبة ضد المعتدين المحتلين. وكذلك المساعدة في استعادة حقوق الفلسطينيين. إن القضية الفلسطينية قضية عالمية تتجاوز الانتماء إلى دين أو مذهب أو عرق معين. ودعم الفلسطينيين المظلومين ضد عدوان وجرائم المحتلين الصهاينة مسؤولية عالمية.

تقوم السنة الإلهية على هزيمة الظلم والظالم ونصرة "المظلومين المجاهدين". والشعب الفلسطيني مثال واضح لـ «المظلومين المجاهدين» لأنه لم يخضع لظلم المعتدي وسلك طريق الجهاد والمقاومة الشريفة.

أثبتت مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني مرة أخرى أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، ونرى أنه بنضال المجاهدين الفلسطينيين المخلصين تحطمت كل المعادلات الوهمية للكيان المزيف، بما في ذلك المزاعم حول عدم إمكانية اختراق القبة الحديدية واتضحت اليوم هشاشة الصهاينة وقرب زوالهم أكثر من أي وقت مضى.

إن مقاومة فلسطين الأخيرة التي امتدت إلى ‎١١‏ يوماً خلقت معادلة جديدة. حيث يتحدث اليوم كل مسلمي العالم بصوت واحد عن تحرير القدس الشريف؛ وهي القبلة الأولى للمسلمين وثالث أقدس المواقع الإسلامية، وتُعرف بها هوية فلسطين ومكانتها.

لحسن الحظ؛ نزل العديد من الشعوب والدول الإسلامية إلى الساحة في هذه المعركة وعبروا من خلال إقامة اجتماعات ومظاهرات عديدة عن غضبهم واستيائهم من ممارسات الصهاينة وجرائمهم. لا شك أن هذه ليست النهاية ولن تكون. فالقضية الفلسطينية دخلت مرحلة جديدة؛ مرحلة لن تعود إلى الوراء أبدا بعد انتصار عملية "سيف القدس".

زملائي الأعزاء؛

لسوء الحظ. فإن محاولة إزالة قبح تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال وجهود بعض رؤساء الدول لتطبيع العلاقات سمحت للصهاينة بوضع مخططات طموحة وصلفة لمستقبل فلسطين، كما تصور الصهاينة أنه في حال تنفيذ مخططاتهم الخبيثة سيفرضون سيطرتهم إلى الأبد على فلسطين ومنطقتنا. لكن الجميع يعرف الآن أن العدو الأكبر للسلام والأمن في المنطقة هو مشروع الصهيونية الخطير. إن الكيان الصهيوني مسؤول عن قتل وتهجير الفلسطينيين وتدنيس المقدسات الإسلامية في فلسطين على مدى العقود القليلة الماضية، ووقفت الولايات المتحدة إلى جانب هذا الكيان في كل هذه الجرائم.

ومن هنا نطرح سؤالاً: إلى أي معايير إنسانية وفكرية يستند داعمو هذا الكيان المزيف في دعمهم الصلف لهذا الكيان الفاسد الذي يقوم على الاغتيال وسفك الدماء والاعتداء، وتتوقف حياته على استمرار جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتمييز العنصري والإبادة الجماعية؟

ينبغي للولايات المتحدة وداعمي الكيان الإسرائيلي المزيف ألا يشكوا في أن أي إنسان حر في العالم، عندما يرى هذا المستوى من العناد والعداء ضد الشعب الفلسطيني والدعم الصارخ للظالم، فإن هذا المشهد يثير غضبه ويطلق صرخة العدالة. خلال العدوان العسكري الأخير الذي شنه الصهاينة ضد المدنيين الفلسطينيين والنساء والأطفال في غزة، ولجأوا إلى القمع والعنف في المسجد الأقصى والضفة الغربية، كانت هناك نماذج عديدة لمثل هذه الاحتجاجات الشعبية والغضب العالمي ضد النفاق المؤسسي في الحكومات الداعمة للكيان الصهيوني خاصة في الدول الغربية. وهذا يدل على أن الضمير الإنساني حي في عالم اليوم.

أيها الحضورالكرام؛
من خلال المقاومة والصمود الأخير:

1. أدرك العدو الصهيوني أنه لا حول له ولا قوة ضد الانتفاضة الشاملة للشعب الفلسطيني الصامد. إن قتل النساء والأطفال العزل والهجوم على المبنى الذي تجمعت فيه وسائل الإعلام والهجوم العسكري العشوائي على أهداف سكنية أظهر اختلال توازن الحكام الصهاينة المجرمين.

2. كانت قوة اليافعين والشباب والنساء الفلسطينيات، وحتى الشباب المحاصرين من قبل العدو الصهيوني في أراضي عام 1984 والذين يعيشون في الأراضي المحتلة، مظهراً آخر من مظاهر القوة والوحدة الفلسطينية في هذه المعركة.

3. أثبتت تجرية أهالي حي الشيخ جراح التاريخي أنه من الممكن منع زحف المحتلين بالوحدة والمقاومة. لا شك أن المقاومة تزداد قوة يوماً بعد يوم والمحتلون يزدادون ضعفاً ويتجهون نحو الانهيار والزوال.

4. أكدت التطورات الأخيرة في فلسطين أكثر من أي وقت مضى على ضرورة وحدة الدول الإسلامية وتعاونها لمواجهة غطرسة واحتلال الصهاينة، وأظهرت مرة أخرى أن فلسطين بضعة من العالم الإسلامي وأن نخوتنا الإسلامية لن تسمح بأن نترك الشعب الفلسطيني المظلوم وحيداً.

5. أن دعم المقاومة في غزة للمسجد الأقصى وسكان القدس المسلمين يظهر تضامن غزة ووحدتها مع القدس، حيث إن جميع الفلسطينيين سواء كانوا في غزة أو الضفة الغربية أو داخل فلسطين وخارجها، تركوا الخلافات والانقسامات جانباً ودعموا الشعب الفلسطيني في القدس وواجهوا الكيان المحتل عبر السير في طريق الوحدة.

6. أن إجراءات الكيان الإسرائيلي المزيف في فلسطين المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية وغزة، هي انتهاكات صارخة وواسعة النطاق ومنظمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي. على المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الإسلامية، ألا يلتزم الصمت تجاه هذه الجريمة. وينبغي للبرلمانات والحكومات الإقرار بأن أعمال هذا الكيان في فلسطين هي إبادة جماعية وتمييز عنصري وجرائم ضد الإنسانية، وتحميل الصهاينة تداعيات ذلك.


أيها الزملاء الكرام؛

الآن وقد تمكن أبناء فلسطين الشجعان، بمقاومة مخلصة ضد هجوم الصهاينة الشرس، من إرغام الكيان الإسرائيلي المزيف على الاستسلام والقبول بوقف إطلاق النار من خلال إثبات قوتهم وفي المقابل يأس العدو المعتدي وإحباطه، فمن الضروري أن تتخذ الدول الإسلامية بشكل عام والبرلمانات الإسلامية كممثلين عن الشعب بشكل خاص، إجراءات لدعم فلسطين، بما في ذلك:

أولاً، يُتوقع من الحكومات والبرلمانات الإسلامية أن تتجاوز الإعراب عن القلق والإدانة اللفظية وتتخذ إجراءات عقابية وفعالة ضد الصهاينة.

ثانياً، نولي اهتماماً للتعبير عن الغضب وإدانة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وضرورة التعويض عن الخسائر وتجديد الولاء للقضية الفلسطينية والقدس الشريف.

ثالثاً، نؤكد على ضرورة إجماع البرلمانات الإسلامية على اتخاذ أي إجراء ممكن يهدف إلى مساعدة سكان غزة وإعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي الأخير.

رابعاً، إلزام حكوماتنا بدراسة كيفية تقديم الدعم الفعال من أجل جمع الأموال واستثمار مساعدات الدول الإسلامية لإعادة إعمار غزة ومساعدة فلسطين والاهتمام بالدعم الخاص لأسر الشهداء والجرحى الفلسطينيين.

خامساً، دراسة السبل التشريعية والداعمة للمساعدة في تسريع القيام بالإجراءات الإنسانية وخاصة في مجال العلاج المناسب والعاجل للمصابين.

سادساً، على الحكومات والبرلمانات الإسلامية متابعة مسار محاكمة المجرمين الصهاينة. وينبغي أن لا تمر جرائم الصهاينة من دون عقاب. نؤكد على ضرورة توصية البرلمانات لحكوماتها لملاحقة المجرمين في المحاكم المستقلة والدولية.

أيها الضيوف الكرام؛

وختاماً، أؤكد على أنه لن يتحقق السلام العادل والمستدام في المنطقة إلا من خلال تحقيق الحقوق المشروعة والتاريخية لفلسطين وإنهاء الاحتلال الكامل لأرض فلسطين التاريخية، والإقرار بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعودة جميع اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس الشريف في إطار إجراء استفتاء عام بمشاركة السكان الأصليبين لفلسطين بما فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود.

أود أن أعلن أن دعم قضية فلسطين والقدس الشريف والوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والصامد لتحقيق هذه الأهداف هو جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتفتخر الجمهوربة الإسلامية الإبرانية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطبي ومقاومته المشرفة بكل ثقلها في جميع المجالات الممكنة. وستواصل القيام بذلك حتى التحرير الكامل لفلسطين والقدس الشريف.

أشكركم مرة أخرى على حضوركم القيم في هذا الاجتماع وعلى الحلول الفعالة والعملية التي ستقدمونها لدعم فلسطين والقدس الشريف، وأتمنى لكم طيب الإقامة في طهران.

شكرا جزيلاً

محمد باقر قاليباف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم