يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

 الأمن الصحي والاستشفائي مهدّد.. والأوضاع مأساوية 
12/05/2021

 الأمن الصحي والاستشفائي مهدّد.. والأوضاع مأساوية 

فاطمة سلامة

تنسحب الأوضاع "المأساوية" على مختلف مؤسسات وقطاعات البلد. لم يكف المواطن أمنه الغذائي المهدّد لينسحب الأمر على أمنه الصحي الذي بات في مهبّ الريح. قبل أشهر بدأت أوضاع هذا القطاع تسوء شيئاً فشيئاً، أما اليوم فبات في قلب الأزمة. الضحيّة الأولى والأخيرة هي صحّة المريض في بلد بات فيه الاستشفاء حكراً على الأغنياء. فكيف سيتمكّن رب أسرة من إدخال ولده المريض الى المستشفى وهو بالكاد يستطيع تأمين قوت يومه؟ وكل ذلك وسط أسعار مرتفعة وتكاليف عالية ومستلزمات مقطوعة وظروف تنذر بأن الآتي أعظم.  
 
 عراجي: الواقع الصحي والاستشفائي مأساوي

 
رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي يوجز في حديث لموقع "العهد" الإخباري الواقع الصحي والاستشفائي في لبنان فيصفه بالمأساوي. سبق أن حذّرنا من الوصول الى هذا الوضع -يقول عراجي- إلا أن التحذيرات لم تنفع. يحار عراجي من أين يبدأ من المستلزمات الطبية المهددة وسط رفض تسليمها بعد امتناع مصرف لبنان عن تزويد المستوردين بالاعتمادات الكافية، أم من شركات الدواء التي تزوّد الصيدليات بالأدوية بنظام القطارة؟ الوضع مأساوي -يكّرر عراجي- الذي يلفت الى أنّ الأطباء منذ حزيران 2019 وحتى اليوم لم يتقاضوا قرشاً رغم أنهم عملوا وسط أجواء جائحة كورونا والرعب والظروف الضاغطة. السبب المذكور يأتي من ضمن الأسباب التي دفعت العديد من الأطباء الى الهجرة يضاف اليه أنّ معاينة الطبيب باتت زهيدة. فبعد أن كانت تتراوح بين 50 الف و50 دولاراً باتت وسط تحليق الدولار تساوي نحو 4 دولارات، وفي حال أراد أن يتقاضاها الطبيب فسيحتاج الى واسطة وأخذ ورد.

 الأمن الصحي والاستشفائي مهدّد.. والأوضاع مأساوية 


 

المستشفيات ترفض استقبال المرضى

ويشدّد عراجي على أنّ كلفة المستشفيات باتت عالية جداً على المرضى. وقد حاولت المستشفيات الخاصة رفع الأسعار من 3 الى 4 أضعاف، فيما عقدنا اجتماعات كثيرة مع المستشفيات والجهات الطبية المختلفة والجهات الضامنة التي لا تحتمل الزيادة للوصول الى حل ما في هذه القضية. وهنا يلفت عراجي الى أنّ المواطن هو الضحية، وثمّة مواطنون بالكاد يستطيعون تأمين فروقات الطبابة على حساب وزارة الصحة، فيما ترفض المستشفيات استقبال المرضى.

الطب في لبنان للأغنياء فقط 

يشدّد عراجي على أنه أمام هذه الأوضاع فالواقع مأساوي بالتأكيد. لا يخفي أنه حاول المستحيل للتخفيف من حدة الأزمة والوصول الى حل، لكنّ المستشفيات أصرت على رفع أسعارها، وها هو المريض لا يقدر على الدخول الى المستشفى. يسأل عراجي: كيف سيتمكّن المريض من تأمين "بطارية" لقلبه في حال كان مضطراً؟. لذلك، يشدّد عراجي على أنّ الطب في لبنان يتجه ليكون للأغنياء فقط فالمستشفيات باتت تقتصر على هذه الطبقة.

هارون: فوضى تهدّد القطاع الاستشفائي 

نقيب أصحاب ​المستشفيات الخاصة​ المهندس ​سليمان هارون يعتبر في حديث لموقعنا أنّ فوضى تسود القطاع الصحي والاستشفائي في لبنان تجعله مهدداً. ارتفاع الأسعار لا يقتصر على المستلزمات الطبية الغالية جداً بل إنّ الأمر ينسحب على أسعار المواد التي تستخدم في الفندقية كالطعام، الغسيل، فضلاً عن أدوات التنظيف والمعقّمات. أسعار هذه السلع زادت بشكل رهيب، فيما تجد المستشفيات صعوبة في الحصول عليها. وفق هارون، فإنّ بعض مستوردي المستلزمات الطبية يمتنعون عن تسليم البضاعة لأنهم لا يعرفون على أي أساس سيتم التسعير، وما اذا كان ثمّة دعم أم لا.

 الأمن الصحي والاستشفائي مهدّد.. والأوضاع مأساوية 

يستحيل أن تتمكّن المستشفيات من الاستمرار

وفيما يلفت هارون الى أنّ ثمّة موجة غلاء رهيبة اجتاحت هذا القطاع وتزيد يوماً بعد يوم خاصة وسط الحديث عن رفع الدعم، يُشدّد على أنّ المستشفيات يستحيل أن تتمكّن من الاستمرار وسط الوضع الحالي والتسعيرات المتعدّدة والشروط المتنوّعة وغياب الرقابة. ويلفت هارون الى أن مصرف لبنان غيّر من آليته لجهة الاستيراد بحيث اشترط الموافقات المسبقة، إلا أنّ المشكلة ليست بالآلية بل بعدم توفر الأموال، والواضح -برأي هارون- أنّ الأموال لدى مصرف لبنان غير متوفرة لاستمرار الدعم ما يؤدي عملياً الى رفع دعم مقنّع وهذا ما يحصل اليوم على الأرض، فالتاجر يمتنع عن تسليم البضائع بالسعر المدعوم، بينما مصرف لبنان يقول إنّ الدعم لا يزال مستمراً، فيما التاجر يقول إنه لم يتقاض الأموال بعد. 

أسعار الجهات الضامنة لم تعد تتلاءم مطلقاً مع الأسعار الواقعية

ويؤكّد هارون أننا وسط سيناريو صعب وفوضى عارمة في التسعير، فيما الجهات الضامنة لديها الأسعار الرسمية التي لم تعد تتلاءم مطلقاً مع الأسعار الواقعية. ولدى سؤاله عن الحل وسط عدم وجود موارد للجهات الضامنة تخوّلها تغطية مسألة رفع الأسعار، يوضح هارون أنه لا يمكن حل الأزمة الاستشفائية والصحية بمعزل عن أزمة البلد بأكمله. اذا لم تتشكّل الحكومة ويتلقي لبنان قروضاً من الخارج لدعم الاقتصاد اللبناني لا يستطيع القطاع الاستشفائي أن يقف على رجليه في ظل إفلاس الدولة اللبنانية والجهات الضامنة الرسمية، ووسط تراجع مستوى الخدمات الاستشفائية كماً ونوعاً.

المستشفيات

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة