يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

"الخيانة العظمى".. جنود آل سعود يتمرّدون؟
12/04/2021

"الخيانة العظمى".. جنود آل سعود يتمرّدون؟

علي الدرواني

أعلنت وزارة دفاع آل سعود، عن تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة من جنودها، وهم: الجندي الأول/ محمد بن أحمد بن يحيى عكام، والجندي الأول/ شاهر بن عيسى بن قاسم حقوي، والجندي الأول/حمود بن إبراهيم بن علي حازمي، بعد ثبوت إرتكابهم ما أسمته جريمة الخيانة العظمى، والتعاون مع العدو، وتم تنفيذ الحكم في قيادة المنطقة الجنوبية.

لم يمر الحدث مرور الكرام، فقد أثار العديد من التساؤلات التي تحمل في ثناياها الإجابة، وأبرزها: ‏ماعلاقة عمليات الإعدام بمحاولة بن سلمان تشديد قبضته على السلطة وإقصاء كل منافسيه داخل العائلة السعودية؟ هل للأمر علاقة بالجرائم المرتكبة في اليمن، لا سيما وأن الجنود من أفراد المنطقة الجنوبية؟ لماذا قد يتمرد هؤلاء الجنود على آل سعود، في هذا التوقيت من الحرب العدوانية على الشعب اليمني؟
ما هي طبيعة الخيانة المنسوبة إليهم، وهل بدأ الجنود بترتيبات للتمرد، أو الإنضمام الى (العدو) حسب التوصيف الرسمي السعودي؟
هل تواصلوا بالقيادة العسكرية اليمنية، وتم التنسيق معها في تحديد الأهداف للقوة الصاروخية والطيران المسير؟

ألا يمكن أن تكون الحرب العبثية التي يخوضها آل سعود من الأسباب التي قد تدفع بمثل هؤلاء الجنود الى فعل (الخيانة العظمى) لقيادتهم؟ وهل ضاق الجنود ذرعًا من هذه الحرب الظالمة؟ ألا يمكن أن تكون ضمائر لجنود من آل سعود قد استيقظت بعد ست سنوات من التوحش في اليمن والقتل اليومي لنسائه وأطفاله وخصوصًا في المناطق الحدودية التي تشهد جرائم يومية أو شبه يومية؟

ألا يحمل هؤلاء الجنود أي قيمة لدماء اخوانهم وأهلهم في اليمن؟ كيف يمكن أن يستمر السكوت عن قتل الجار المسلم بأنواع الأسلحة؟ ألا يسأل الجندي السعودي نفسه عن روابط الإيمان والعروبة بين الشعبين الشقيقين؟ أليس من المنطقي أن تتعاظم مشاعر رفض هذه الحرب التي يخوضها بن سلمان لتعزيز سيطرته على الحكم وإرضاء لأسياده في البيت الأبيض؟

ألا يعني التمرد والإنقلاب على آل سعود في أوساط جيشهم أن أموالهم لم تعد قادرة على شراء ضمائر الجنود، ولا سيما بعد انكشاف زيف الشعارات والأهداف التي رفعوها لحربهم وعدوانهم؟

أم أن هؤلاء الجنود قد أدركوا انقلاب الحرب وموازينها في غير صالح بلادهم وبدأت بتهديد أمنها ومستقبلها، وبدأوا يبحثون عن طريقة اخرى ولو حتى في حديث بسيط يجمعهم بينهم وبين أنفسهم؟

 ثم لماذا يقدم النظام السعودي على تنفيذ حكم القتل واعلان التنفيذ بهذه الطريقة؟ هل يوصل رسالة رعب وردع لمنع المزيد من حالات التمرد والتململ في صفوف قواته؟

ماذا كان بإمكان عدد بسيط من الجنود فعله لـ (الإضرار بالمملكة)، وهم لا يمتلكون أدنى صفة قيادية ولا رتبة عسكرية؟ وهل كانوا لوحدهم، أم كان معهم وبينهم قادة وضباط، فاعلين، يمكن أن يثيروا خشية آل سعود؟

هل تم إشهار قتل الجنود وإخفاء القتل لضباط وقادة؟ وهل العدد ثلاثة فقط؟

في المحصلة فإن الجنود السعوديين الذين تم اعدامهم بسبب (الخيانة) لآل سعود ليسوا إلا عينة لإنفضاض الناس من حول العائلة الباغية الظالمة في مملكتهم. وهي شاهدة على حالة التذمر داخل جيشهم، وما يرافقها من حالة الوعي بالجريمة التي يرتكبها قادتهم بحق أشقائهم في اليمن وارتداداتها على العكسية والسلبية على واقعهم وأمنهم واقتصادهم وشكل مستقبلهم.

 

السعوديةالعدوان الاميركي السعودي على اليمن

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة