يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

ليبيا.. الكيان الصهيوني وإدريس ديبي
16/02/2019

ليبيا.. الكيان الصهيوني وإدريس ديبي

تونس ـ روعة قاسم
ما زالت الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى تشاد بدعوة من الرئيس التشادي إدريس ديبي تثير القلق في صفوف عديد الأوساط الليبية و المغاربية. فتشاد دولة مجاورة لليبيا ورئيسها الذي امتهن خدمة المصالح الفرنسية في القارة الإفريقية وخصوصا في مالي وفي إفريقيا الوسطى يتدخل في الشأن الليبي سواء لخدمة الأسياد في باريس أو للمصلحة الذاتية.

لقد شارك ديبي في معارك عديدة مساندة لخليفة حفتر وبقيت ميليشيات دارفورية موالية له مرابطة في الجنوب الليبي تهدد الأمن والإستقرار في جنوب أكثر اضطرابا من بقية مناطق ليبيا بفعل الميليشيات الأجنبية التابعة لأكثر من دولة إفريقية مجاورة لليبيا. ولا تخفى أطماع ديبي في هذا الجنوب الجريح الخارج عن سيطرة حكومة فائز السراج في طرابلس لكن في الركاب الفرنسي باعتبار عدم قدرة ديكتاتور نجامينا على تجاوز فرنسا ومصالحها في ليبيا.

طينة واحدة

لذلك فإن ربط الكيان الصهيوني للصلة مع أحد رموز الفساد في القارة السمراء، أي إدريس ديبي، لم يأت من فراغ فهو مغر لهذا الكيان باعتباره من طينته يهوى التخريب و استهداف الآخرين ونهب ثرواتهم و ليس له أي رادع أخلاقي. كما أن عمالة ديبي وطاعته العمياء خدمة للمصالح الفرنسية، أحيانا على حساب المسلمين مثلما هو الحال في تدخله في إفريقيا الوسطى، تغري الكيان الصهيوني لتوظيفه للقيام بالمهام القذرة على غرار تلك التي ينجزها لباريس.

ولعل نفوذ ديبي المتزايد في الجنوب الليبي هو أكثر ما يغري الصهاينة الذين يدركون أنهم من خلاله تصبح لديهم القدرة على وضع موطئ قدم في بلد عمر المختار الغني بالثروات الطبيعية. وما هذه الزيارة المريبة لنتنياهو إلى نجامينا والتي سبقتها زيارة لديبي إلى تل أبيب إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد في العلاقات بين الطرفين والتي بدأت تثير الإنتباه و تلفت الأنظار منذ مدة ليست بالبعيدة.

عبور المجال الجوي

ولعل اللافت هو تمكن طائرة نتنياهو من عبور المجال الجوي الليبي بعد أن تم السماح لها بالعبور من قبل حكومة السراج على ما يبدو و لم يعترض حفتر الذي بيده الطيران الحربي والقدرة على التصدي لمن يخرق السيادة الليبية. فقد عبرت هذه الطائرة المجال الجوي الليبي بسلام دون أن يعترض سبيلها صاروخ أو قذيفة أو طائرة تعيق مسيرها.

فالحضور الصهيوني لافت في ليبيا اليوم حتى بات المجرم برنار هنري ليبي ضيفا مبجلا يستقبل بالأحضان في كل زيارة يقوم بها إلى هذا البلد المنكوب والمبتلى بحرب اهلية وأزمة لم تجد طريقها إلى الحل. ناهيك عن زيارات رموز المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمرسكيةعلى غرار جون ماكين و غيره.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل