طوفان الأقصى

خاص العهد

كيف يختفي المدعوم من الأسواق اللبنانية؟
23/03/2021

كيف يختفي المدعوم من الأسواق اللبنانية؟

هبة العنان

البضاعة المدعومة التي أصبحت عبئًا على أصحاب السوبرماركات كما يزعمون، يبحث عنها المواطن اللبناني يوميًا ليؤمّن غذاء يومه الأساسي بعد أن بات على حافة الفقر نتيجة الارتفاع الجنوني لسعر الدولار. تهافُتٌ وتضارُبٌ بين المواطنين من أجل الحصول على غالون زيت أو كيس من السكر المدعوميْن في التعاونيات هو المشهد اليومي الذي اعتدنا رؤيته على مواقع التواصل الاجتماعي، كل ذلك دون أن نلمس تحرّكًا جديًا شامًلا من قبل المعنيين يوقف الاستغلال الجاري لآلام الناس.

لا يمكن أن تُفقد المواد المدعومة من السوق خلال ساعات لمجرد زيادة الطلب عليها، خصوصًا أنه يتم إنتاج وتوزيع هذه المواد وفق شروط ومعايير معينة، ما يؤكد وجود تجار وسماسرة يستغلّون الأوضاع الصعبة لتحقيق أرباح هائلة على حساب حاجة الناس وجوعهم.

عند مراجعة المعنيين بدءًا من وزارة الاقتصاد لا أحد يجيب. كذلك الحال بالنسبة لنقابة السوبرماركات والتعاونيات. حتى أن نقابة مستوردي المواد الغذائية خارج السمع. الوضع نفسه مع جمعية حماية المستهلك. الكلّ منشغل على الرغم من أن لا مأساة أو معاناة سوى الهمّ المعيشي اليومي.

الأحوال المتردية دفعت بناشطين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل شكاوى المواطنين جراء الحرمان والعسر الذي يعيشونه في يوميّاتهم. أحمد رمال الناشط والمواكب لحركة المواد الغذائية في الأسواق اللبنانية وأحد مديري صفحة "وفّر عجبيتك" على "فيسبوك" أوضح أن "ما يجري في السوبرماركات هو نتيجة أعمال عدة تمارسها تجعل هذه البضاعة مفقودة، منها سحب وتخزين المواد وعدم بيعها للناس من أجل رفع أسعارها فيما بعد، أو إفراغها من أكياسها وإعادة تعبئتها وبيعها على أنها غير مدعومة بأسعار عالية".

وذكر رمال في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن بعض الموظفين النافذين في السوبرماركات يتفقون مع اشخاص من جنسيات غير لبنانية من أجل شراء البضاعة وإعادة بيعها في الدكاكين الصغيرة (الميني ماركت)، فيما لا زلنا نرى الكثير من المواد المدعومة تباع في دول خليجية وأوروبية، وأضاف أن "هناك سوبرماركت تعمل على تغيير أسعار هذه المواد (المحددة بحسب وزارة الاقتصاد) بحسب ارتفاع سعر الدولار، أي أنها تُخضعها لقواعد تطبق على المواد غير المدعومة".

رمال تابع أن "أرباحا كبيرة يجري جنيها من جيب الناس، من خلال سرقة المواد المدعومة"، مشيرًا إلى أن "التجار والسماسرة يعيدون بيع المواد بأضعاف أسعارها، مستغلّين الفوضى وانعدام أي رقابة على عملهم من قبل المعنيين، ودون شعور بالمسؤولية تجاه ما يمر به الناس".

ماذا يقول أصحاب السوبرماركات؟

في المقابل، يبرر مدير المستودعات في سوبرماركت "رمال الأصلي" عبد الله رمال انقطاع المواد المدعومة في السوق بـ"الارتفاع الهائل للطلب عليها، إذ لا تكفي البضاعة الموجودة سوى 3 % من الطلب"، موضحًا أن "كل 100 زبون يقابلهم فقط 3 غالونات زيت، لذلك في أكثر من فرع لم نستطع تفريغ حمولة شاحنات من المواد المدعومة بسبب التهافت الكبير".

ونفى رمال في حديث لـ"العهد" أن "يكون قد جرى تخزين أي بضاعة في أي من فروع السوبرماركت"، مؤكدًا أن "كل البضاعة الموجودة يجري توزيعها مباشرة بعد استلامها"، وقال: "عملية التخزين أو إعادة التغليف والبيع تكلف أكثر مما تنتج في حال جرت، لذلك ليس من مصلحة أي سوبرماركت اللجوء إلى هذه الأساليب"، على حدّ تعبيره.

رمال لفت إلى أن "عناصر من اتحادات البلدية تتعاون معنا من أجل توزيع المواد المدعومة بسبب التهافت الكبير وما يحدث نتيجة ذلك من مشاكل"، نافيًا "حصول أيّ اتفاق ضمني مع أجانب من أجل توزيع المواد وإعادة بيعها"، وقال: "لا نبيع أي مواد إلا على العلن وعلى الصندوق (الكاش)".

وتوقّع رمال أن "نصل إلى مرحلة يرفض فيها أصحاب السوبرماركت تسلم أي بضاعة مدعومة وبيعها، لأنها باتت تشكل عبئا عليهم"، مضيفا "عرضنا أن يجري توزيعها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية، لكن لم يجرِ بحث الاقتراح".

إقرأ المزيد في: خاص العهد