يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

19/03/2021

"العهد" في مخيم "الهول": الجمعيات الخيرية السورية تستعيد بناتها من "داعش"

دمشق ـ محمد عيد
تمكن موقع "العهد" الإخباري بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية السورية من الدخول إلى مخيم "الهول" للاجئين، والذي يقطنه عشرات الآلاف من المهجرين الذين عاشوا لمدة طويلة من الزمن في بيئة "داعش" الجغرافية والفكرية قبل أن تسقط معاقل هذا الأخير تباعاً ويجد هؤلاء أنفسهم في خيم مزروعة في العراء لا يلوون إلا على بقية من تراث "داعش" الذي حاولت الجمعيات الخيرية السورية تبديده تباعاً عبر مد يد العون للقاطنين في المخيم وخصوصاً النساء منهم لتبدأ رحلة شاقة من عملية إعادة بناء الوعي التي يبدو أنها قد آتت أكلها الطيب حين دخلت النسوة سوق العمل الذي كان محظوراً عليهن في زمن "خلافة داعش" البائدة .
 
صراع الفكر

"العهد" في مخيم "الهول": الجمعيات الخيرية السورية تستعيد بناتها من "داعش"

القول بأن تراث "داعش" قد تبدد نهائيا في مخيم الهول للاجئين شرقي الحسكة ينطوي على الكثير من المبالغة، فعلى مستوى الشكل وجزء كبير من المضمون لا تزال النساء هنا أسيرات الخوف من النور المترتب على "تغيير السلوك" المرتبط بمعتقدات راسخة في النفوس، لكن الحكومة السورية التي لا تسيطر على المخيم الواقع ضمن "حيز" قسد لم تتملص من "دورها التوعوي" كما يقول  السيد عصام الحسين مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة الحسكة لموقع "العهد" الإخباري، مضيفاً أن الخطوة الأولى في بناء الثقة مع أهالي المخيم وخصوصاً النسوة منهن تكمن في "تعزيز ثقتهن بأنفسهن" من خلال اكتساب المهارات وتعلم الحرف تمهيدا لزجهن في سوق العمل حتى لو بقين ضمن المخيم وهو الأمر الذي "نجحنا فيه إلى حد بعيد".

سعيد الخضر رئيس مجلس إدارة جمعية اليمامة الخيرية في الحسكة شرح لموقع "العهد" عن تجربة الجمعية "المشجعة" في هذا السياق، وكيف تبدل توجس النسوة من التعاطي  مع "مجهولين خارج بيئة داعش" إلى انكباب على تعلم مهارات الخياطة والتطريز وعمل الإكسسوارات وغيرها من الأعمال التي تنحاز إليها النسوة بالفطرة.
 
يؤكد الخضر أن التعاطي مع "المجتمعات المغلقة" أمر بالغ الصعوبة لكن النتائج الأولية "فاقت التوقعات" فالإنسان كما يقول "عجينة" يجدر صقلها في "فرن" التجربة والفضيلة.

"العهد" في مخيم "الهول": الجمعيات الخيرية السورية تستعيد بناتها من "داعش"

فخورون بعملنا

بمهارة لافتة تطرز "أم خالد" قطعة القماش التي بين يديها بحبات الخرز تبدو السيدة النازحة من آخر معاقل "داعش" في دير الزور سعيدة بنتائج عملها وبالعملات الورقية التي دستها في جيبها حين باعته في السوق.
 
فرحتها المختبئة وراء خمارها الأسود كشفت عنها الكلمات وهي تتحدث لموقع "العهد" عن شعورها "بالفخر والثقة العالية بالنفس" التي أكسبتها إياها مهارات التعلم الجديدة التي نالتها على يد متخصصات في جمعية "اليمامة" الخيرية التي تقع مقراتها ضمن مناطق الحكومة السورية وتحظى بدعمها.

"العهد" في مخيم "الهول": الجمعيات الخيرية السورية تستعيد بناتها من "داعش"

تنسحب الفرحة كذلك على "أم أسامة" السيدة النازحة من ريف الرقة والتي "تداعب" آلة الخياطة كما يداعب رسام لوحة فنية امتد نشاط أم أسامة إلى خارج المخيم حين نجحت ومن خلال الجمعية في تسويق منتجاتها في غير مكان، سرها كثرة "التوصيات" بتفصيل "هذا الموديل أو ذاك" وأكسبها قدرة على "الابتكار والتجدد" كما أكدت لموقعنا.

في المخيم نساء فضلن بداية اكتساب مهارات القراءة والكتابة قبل الدخول في سوق العمل أو بالتوازي معه كما فعلت السيدة "حفصة" التي بدأت تكتب على اللوح بخط آخذ في الاستقامة وكانت الجمل التي تحض على فضل العلم خياراتها الأولى في بلورة الحلم إلى واقع.

ثمة نساء ادخرن المال لشراء نعجة أغنتهن بحليبها عن شراء الحليب واللبن والجبن وأخريات أخذن أجراً على رعاية المواشي التي تم شراؤها بالمال القادم حديثاً من سوق العمل.
 
هكذا استطاعت جمعيات نسوية سورية أن تكسب جولة في صراع "الوعي" مع "داعش"، والذي يخشى القائمون هنا على الجمعية من حصول "انتكاسات فيه" إذا لم تكتمل الشروط "الموجبة للتغيير الفكري" لا سيما وأن سلطة الدولة السورية حتى الآن على المخيم لا تتجاوز مد يد المساعدة الإنسانية والفكرية والتعويل كل التعويل على هذه الأخيرة كما يؤكد القائمون على الجمعية لموقع "العهد" الإخباري.

داعشالاردنمخيم الهول

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل