طوفان الأقصى

الخليج والعالم

سوريا: مدن الرستن وداريا وحمص تضجّ بالحياة بعدما خطفها الإرهابيون لسنوات
16/03/2021

سوريا: مدن الرستن وداريا وحمص تضجّ بالحياة بعدما خطفها الإرهابيون لسنوات

سبع سنوات عجاف عاث الإرهابيون فسادًا ودمارًا في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، لكنّها اليوم تضج بالحياة ، وبعد تخليصها منهم، كيفما تولي وجهك ترى وتسمع ضجيج ورشاتها ومخابزها ومدارسها ومتاجرها. منهمكة في استعادة مكانتها كخزان للإنتاج في الريف الشمالي في ظلّ توأمة بين العمل الأهلي والجهود الحكومية في أجواء الأمن والإستقرار التي وفّرها الجيش السوري بتطهيرها من الإرهاب.

كاميرا سانا جالت في مدينة الرّستن ورصدت واقع الحياة فيها والتقت عدداً من الأهالي حيث أكّد محمد الرجب أحد سكان المدينة أنّ مدينة الرستن تنعم اليوم في الأمان وأنّ الأهالي عادوا إلى أعمالهم التي أجبروا سابقًا خلال وجود المجموعات الإرهابية على تركها، مضيفًا أنّ سمات الراحة والأمان بادية على وجوه الأهالي والتي افتقدوها خلال الأيام العصيبة التي شهدتها المدينة خلال وجود الإرهابيين فيها.

المزارع محمد الحبيب يعمل اليوم في حقله على خدمة أشجار الزيتون قال إنّه مع عودة الأمان إلى مدينتنا عاد الفلاحون إلى أرضهم التي منعوا عنها طيلة فترة وجود التنظيمات الإرهابية يزرعون بجد لينتجوا محاصيلهم التي هي مصدر رزقهم، مؤكدًا تمسكه بأرضه ودعا كل من هجر للعودة إلى بلده.

في مدارس المدينة تشهد العملية التعليمة استقرارًا حيث تمّ ترميم أغلب المدارس وعاد الطّلبة لمتابعة تحصيلهم العلمي وتشير الطالبة هدى عمار إلى أنّها هاجرت من المدينة مع ذويها وأنهم عادوا إليها ورمّموا منزلهم وهي اليوم تتابع تحصيلها العلمي وقد حصلت على جميع مستلزمات الدراسة من المدرسة.

سوريا: مدن الرستن وداريا وحمص تضجّ بالحياة بعدما خطفها الإرهابيون لسنوات

داريا تنهض من جديد ومشهد الحياة يبدو مختلفاً

مشهد مختلف سمّته التّحسن يتجسّد أمامك عند كل زيارة لمدينة داريا الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من العاصمة دمشق. أكثر من أربع سنوات مرت على هذه المدينة بعد تحريرها من الإرهاب الذي عاث فيها تخريباً ودماراً لكن أهلها أعادوها بناء ونشاطاً وعملاً.

الشوارع والمحال والمطاعم والمدارس والمؤسسات الخدمية تضجّ بحركة مستمرة على مدار اليوم ترسم تفاصيل الحياة الطبيعية للمدينة وفق تأكيدات قاطنيها، إذ أشار أحمد مراد صاحب ورشة لتصليح السيارات وقال بدأت العمل منذ ستة أشهر وحركة العمل في داريا تشهد تحسناً وتطوراً وأغلب الحرف استعادت نشاطها، فيما بين سمير محمد كعدان صاحب محل لبيع الخضار أنّ الوضع من حسن لأحسن.

وأثناء قيامها بإختيار احتياجاتها من الخضار أوضحت المواطنة ربا عليان أنّها عادت منذ سنة ونصف السنة بعد تحسّن الواقع الخدمي والتعليمي في داريا، لافتة إلى أنّ المحال التجارية والصيادلة والأطباء استعادوا نشاطهم هذا ما أكّدته أيضاً إنصاف اللّحام لافتة إلى أنّ داريا تحتاج إلى سيارات نقل أكثر.

حركة النقل بين داريا ودمشق شهدت تحسناً بدورها وفق السائق نصر ناصيف الذي قال: إنّ الحركة عادت بشكل جيد في جميع القطاعات وكل يوم تلاحظ تطوراً في أحد المجالات، فيما لفت أحمد البغدادي إلى أنّ المدينة تنهض من جديد بعد توافر مجمل الخدمات الأساسية حتى النقل بات أفضل علماً أنّ هناك نحو مئة سرفيس يعمل بين دمشق وداريا.

سوريا: مدن الرستن وداريا وحمص تضجّ بالحياة بعدما خطفها الإرهابيون لسنوات

حمص: جهود مضنية لإعادة الخدمات

خلّف الإرهاب قبل إندحاره عن حمص أضرارًا جسيمة في كلّ القطاعات والمرافق الخدمية، ما استدعى جهودًا مضاعفة من الجهات المعنية لإعادة ترميم وتأهيل المؤسسات المتضررة وتأمين الخدمات المطلوبة.

الخدمات الفنية في حمص كانت أمام مسؤوليات كبيرة في التّعامل مع مخلّفات الإرهاب في مختلف المناطق والتّعامل مع التدمير والتخريب الذي طال كل مناحي الحياة، وفي هذا السياق أوضح المهندس أمين العيسى مدير الخدمات الفنية أنّ المديرية ساهمت بإعادة تأهيل المناطق المتضررة وترحيل الأنقاض وفتح الطرق وإجراء أعمال الصيانة والترميم، إضافة إلى معالجة الأنفاق التي كان يستخدمها الإرهابيون في تحركاتهم وردمها وإزالة النفايات والأنقاض وصيانة الطرقات.

سوريا: مدن الرستن وداريا وحمص تضجّ بالحياة بعدما خطفها الإرهابيون لسنوات

وفي تصريح بين العيسى أنّ حجم الأضرار بقرى تلكلخ والقميري والحصرية والشويهد بريف تلكلخ كان كبيرًا جدًا، وكان هناك سعي حثيث لإعادة الحياة الطبيعية عبر تأهيل الطرقات والممرات والمدارس والأبنية الحكومية حيث لعبت الورشات التابعة لمديرية الخدمات الفنية دورًا كبيرًا في تنفيذ هذه الأعمال.

وعن المشاريع الحيوية التي نفّذتها المديرية لتحسين الواقع الخدمي بعد إعادة الإستقرار للمحافظة قال رئيس دائرة الطرق المهندس إياد عبد الكريم إنّه تمّ تنفيذ مشروع طريق المصيدة.. ومشروع إعادة تأهيل جسر الخشب بمنطقة القصير وتأهيل طريق زيدل فيروزة وطريق عزير عين الشعرا والجنطلية المصرية وطريق الدار الكبيرة الخالدية والطريق الرئيسي في الدار الكبيرة.. وطريق الغنطو تلبيسة. والغنطو الحلموز.. إضافة إلى تأهيل الطريق العام اتوتستراد حمص حماة إلى المكرمة… وطريق الرستن باتجاه دير فول والفرحانية الغربية بريف حمص الشمالي… وصيانة طريق صدد مهين القريتين.

الإرهاب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم