يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

غجر: متجهون نحو العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري
11/03/2021

غجر: متجهون نحو العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري

حذر وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر من "خطورة ما وصل إليه قطاع الطاقة في لبنان، جراء عدم توافر الأموال اللازمة لشراء الفيول المطلوب لتتمكن مؤسسة الكهرباء من الاستمرارية وتأمين التيار الكهربائي للمواطنين".

وبعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا بحضور الوزيرة السابقة ندى البستاني، دق غجر "ناقوس الخطر"، مشددا على أن "لبنان قد يذهب إلى العتمة الشاملة في نهاية الشهر الجاري في حال عدم منح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية لشراء الفيول، وما لذلك من عواقب كارثية على مختلف القطاعات، لا سيما الصحي والاستشفائي، في ظل الظروف الوبائية الحالية الناتجة عن جائحة "كورونا" واهمية تأمين الكهرباء بشكل دائم للمحافظة على جودة اللقاحات، إضافة إلى تأثير العتمة الشاملة على الأمن الغذائي والسلامة العامة كما على قطاع الاتصالات والانترنت".

وأكد غجر أن "الحل يكمن في تحمل النواب مسؤوليتهم والتوقيع على قانون معجل مكرر لإعطاء مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة مالية، تمكنها من شراء الفيول لتأمين الحد الادنى المطلوب من الكهرباء".

وقال: "يعلم الجميع مخاطر ومعنى أن يكون هناك بلد من دون كهرباء وماذا سيحصل جراء ذلك"، مضيفا أننا "اليوم في القرن الـ21 ونتحدث عن عدم قدرة بلد مثل لبنان، بلد موصوف بقدرات ابنائه العلمية واقتصاده وتطلعه الى الخارج، غير قادر على تأمين الحاجات الاساسية، أي الكهرباء، المحرك الاساس لمختلف القطاعات".

واعتبر غجر أننا "اليوم أكثر من اي وقت مضى بحاجة الى الكهرباء وخصوصا في القطاع الصحي"، متسائلا: "هل يمكن تصور مستشفيات من دون كهرباء؟ وأين ستصبح قيمة الفاتورة التي سيدفعها المواطن للمولدات التي قد تصل الى أكثر من قيمة اجره بشكل مضاعف او أكثر؟ فكل كيلوات ساعة لا ننتجه من مؤسسة كهرباء لبنان ندفع قيمته للمولد بسبب استعمال الديزل والمازوت بقيمة 30 % زيادة".

وأوضح أن "هذه المشكلة لا تقع فقط على عاتق المواطن، بل ايضا على مصرف لبنان الذي سيضطر إلى تصدير دولار أكثر إلى الخارج ليتمكن من دفع بدل المازوت"، مشيرا إلى أننا "بذلك ندفع زيادة من الأموال الـfresh dollars للخارج لتأمين بدل المازوت، ويتحمل المواطن بذلك فاتورة اكبر بمقابل خدمة سيئة".

غجر ذكر أننا "استنفدنا كل الإمكانات والسبل ووضعنا قيمة الـ1500 مليار ليرة في الموازنة العامة مع ملاحظاتنا عليه، وقلنا اننا بحاجة لمساهمة مالية، ونواب "تكتل لبنان القوي" قدموا قانونا مكررا معجلا من أجل إعطاء سلفة او مساهمة مالية لشراء الفيول"، مؤكدا أننا مصرون على أن تكون مساهمة، لا سيما أن مؤسسة كهرباء لبنان غير قادرة على سد قيمة السلفة المالية لاحقا لوزارة المالية".

وتابع: "في موازنة الـ2020 كان هناك سلفة بـ1500 مليار، ونحن بحاجة لهذه الأموال فقط لشراء الفيول لامداد المواطنين بالكهرباء"، موضحا أن "المشكلة اليوم تتلخص بعدم توافر الاموال اللازمة لشراء الفيول، ونحن استعملنا من موازنة عام 2020 حوالى 700 مليار من اصل 1500 مليار ليرة، وبقي حوالى 300 مليار، وجرى استعمالهم هذا العام خلال الاشهر الثلاثة الماضية لشراء الفيول".

ولفت الوزير غجر الى أن "الشحن الفوري spot cargo والمناقصات لا زالت على حالها ولكن نحن بحاجة الى مال لشراء الفيول، واليوم لا نصرف الاموال من موازنة عام 2021 بل نستعمل ما توفر من الـ2020 بسبب الحجر والكورونا والانخفاض الهائل بأسعار النفط العالمية التي وصلت الى حوالى 25 دولار، أما اليوم الاسعار تشهد ارتفاعا ووصلت الى 70 دولار، فنحن بحاجة الى اموال بموازنة 2021، التي لم تقر حتى الآن، في مقابل عدم امكانية تمديد السلفة بحسب قانون الموازنة، لأنها تعطى لمرة واحدة فقط. ولذلك نحن بحاجة الى قانون معجل مكرر يمنح مؤسسة كهرباء لبنان مساهمة جديدة كي تتمكن من الاستمرار".

وأكد غجر أننا "ذاهبون الى العتمة، ولكن أعتقد أن النواب لن يقبلوا أن يكونوا شهودا على هذا الأمر والحل بين أيديهم، وذلك لتزويد مؤسسة كهرباء لبنان الاموال اللازمة لشراء الفيول، فهل هم يعلمون في حال عدم التوقيع على هذه المساهمة اين سيصبح الوضع؟".

وعن المخاطر المعيشية والاقتصادية في حال عدم الوصول الى حل لهذه المسألة، أشار غجر إلى انه "لا يمكن اليوم توفير التيار الكهربائي بشكل مقبول من خلال المولدات التي لا تستطيع ان تعمل بشكل متواصل اكثر من سبع ساعات يوميا، لذلك في حال الانقطاع التام للكهرباء، فلا يمكن لهذه المولدات ان تعمل لمدة 24 ساعة بشكل مستمر"، مضيفا أن "إمداد الكهرباء بشكل مستمر بحاجة الى مؤسسة تؤمن على الاقل نصف الحاجة، لذلك نحن ذاهبون الى عدم امكانية توفير الكهرباء في المستقبل القريب، لا من المولدات ولا من مؤسسة كهرباء لبنان، ما سيكون له عواقب كارثية، إن كان على القطاع الاستشفائي والصحي والمحافظة على جودة اللقاحات وتأمين الانترنت والامن الغذائي وغيره".

وختم وزير الطاقة قائلا إن "هذا الامر بالنسبة لي شيء سريالي، لا يمكننا ان نعيش في القرن الـ21 بلا كهرباء"، مضيفًا أن "الوضع سيكون صعبًا على كل القطاعات الأمنية والصحية والوبائية والاقتصادية وغيرها والاصعب الخروج منه".

ريمون غجر

إقرأ المزيد في: لبنان