طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

يوم عرّى أنيس النقاش
22/02/2021

يوم عرّى أنيس النقاش "عدالة" فرنسا: العمل في سبيل الله لا يعرف الحدود

"مجاهد" هي النشرة الشهرية (ثمانية أعداد) التي أصدرتها لجان العمل الإسلامي في لبنان. وفي ما يلي، اقتباس من العدد الرابع في 11 آذار 1982، ويتناول

الأخ المجاهد "أبو مازن" يفضح "عدالة فرنسا" الجائرة

..." تعجب وفوجيء البعض، من ان أقوم أنا المسلم اللبناني بتنفيذ حكم صادر عن محكمة اسلامية منعقدة في ايران، إلى هؤلاء أقول أو أذكر إن العمل في سبيل الله لا يعرف الحدود وإن وحدة الامة الاسلامية واقعة، على الأقل في روح وقلب وحياة جميع المؤمنين".

هكذا، افتتح الأخ المجاهد أبو مازن، قائد عملية إعدام بختيار، رسالته الى المحكمة الفرنسية، مجسدًا بذلك وحدة المسلمين الحقيقية التي تتجاوز المذهبية والاقليمية ومحققة اللحمة النضالية لمستضعفي العالم الاسلامي في وجه الاستكبار العالمي وأذنابه، ولئن رفضت المحكمة الاستماع الى هذه الكلمات كما رفضت أن يذاع نصها على هيئة المحلفين وحرّفت ما نشر منها في الصحف الفرنسية.

ولم تنشر هذه الكلمات في الاعلام المحلي والسبب في ذلك بسيط وهو أن هذا الإعلام تابع وببغاء في أكثر حالاته، لهذا كان لزاما علينا ان نؤدي واجبنا الاسلامي في هذا المجال وهذه هي الرسالة نعرضها في الوقت الذي بدأت فيه جلسات المحاكمة في باريس وما زالت مستمرة..
نصّ الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

عبر هذه المحكمة التي أرفض أن أحاكم أمامها وأرفض قضاتها ومستشارييها، أتوجه أولًا إلى ولدي الذي يود أن يعرف دوافع عملي والأسباب التي توجه حياتي، وأتوجه أيضًا إلى عائلتي وإلى اخوتي في الاسلام الذين انقل اليهم تحياتي القلبية...
فيما يتعلق بالرأي العام المخدوع بأكاذيب أعدائنا والذي يفضل إغماض عينيه أمام الحقائق، أرجو أن تسهم كلماتي بإثبات ما يعاني منه شعبنا وإيجابية إيماني..

لقد نسب البعض موضوعنا الى الإرهاب العالمي، ولكن أين هو الإرهاب ومن هم الإرهابيون العالميون؟

أيصح مقارنة عملنا المتواضع العادل وفعالية سلاحنا مع القدرات الارهابية الضخمة للاسطول السادس الاميركي مثلا، الذي يحمل التهديد الجهنمي بحمولته النووية في طول البحر المتوسط وعرضه لفرض قوانينه على الدول الساحلية...

وأيضاً غواصاتكم النووية التي تتنقل في المحيطات لإرهاب العالم بأسره؟ أو صواريخ الـ أس أس 20 الحمراء التي تهدد السلام في العالم..
أيصح الاعلان والجهر ان الحكومات التي تسلح وتحمي العدوان الصهيوني في فلسطين والضفة ولبنان والذي ينسفون منازلنا في جنوب لبنان والذي يقصفون المدنيين في خوزستان بواسطة أسلحتكم هم سياسيون مسؤولون ونحن إرهابيون؟
إذا كانت حكوماتكم ترى فائدة من حماية أشخاص امثال "بختيار" وغيره من نظام الشاه وهم مجرمون بحق الانسانية من وجهة نظر القانون الدولي وخونة للأمة الاسلامة..

 واذا كنتم ترفضون وعلى حساب الناس تسليم هؤلاء المجرمين الدوليين المدانيين أمام المحاكم والشعب على الأرض التي أرتكبوا فيها جرائمهم...

إذا كنتم تقومون بمساعدتهم وتشجيعهم على تنظيم مؤامرت ودسائس أخرى..
أنتم أذن مسؤولون أمام التاريخ وأمام الانسانية بأكملها عن اعمالهم وستتحملون نتائج ذلك..
وان رفضكم للحق والعدل هو الذي يدفع المجاهدين للقيام بتنفيذ حكم الشعب بهذه الوسيلة.
في هذه القضية، وحدها الحكومة الفرنسية تتحمل مسؤولية موت الضحيتين اللتين سقطتا خطأ أثناء "عملية العدالة الشعبية" وذلك نتيجة قيامها بحماية مجرم دولي استنادا الى احدى الحجج الواهية التي يختص بها المجتمع الغربي المتداعي..
حتما ستواجهون كل النتائج السابقة واللاحقة لسماحكم لقاتل النساء والاطفال الايرانيين "بختيار" بالاختباء وسط النساء والاطفال الفرنسيين وذلك من خلف ستار رجال شرطتكم..

إنني أرفض أعطاء الحق لفرنسا بمحاكمتنا وإصدار أحكامها علينا لأنني أرفض ذلك بشدة من البلد الذي يزود حتى الساعة المعتدين الصدّاميين بطائرات الميراج والقنابل والقذائف التي تضرب المدنيين في "خوزستان" في حرب لم يعرف مثلها العالم منذ عشر سنين...
هذا البلد "فرنسا" الذي يعلن صداقته وتحالفه مع العنصرية الهستيرية لتل أبيب في وقت تقوم فيه هذه الأخيرة بقصف شعبنا والإغارة عليه حيث لا يزال ضحايا هذا القصف من نساء وأطفال وفلاحين يرقدون في المستشفيات في جنوب لبنان..

وبكل وقاحة يعتبر هؤلاء الأصدقاء والحلفاء الغارات بأنها حرب نفسية...
هذا البلد الذي يغطي ممارسات مغتصبي فلسطين وتعذيبهم واحتجازهم لمن يعلن مقاومة هذ الاحتلال...
هذا البلد الذي يدعي لنفسه المبادىء والقيم ويزود الغاصبين بالسلاح..

أنكم باستقبالكم على أرضكم أحد مسؤولي الارهاب الذي يسعى الى قلب الحكومة الشرعية والشعبية للجمهورية الاسلامية في ايران، وضعتم انفسكم في الصف المعادي للأمم بل دخلتم أيضاً إلى ىساحة المعركة فلا تفاجؤا اذا وجدتم أيضا أنفسكم في لحظة من اللحظات عرضة للهجوم.. .
هل هي صدفة ان تستقبل "فرنسا" على أرضها أغلبية المتآمرين، من نظام الشاه السابق، الذي فروا من غضب الشعب مع اموالهم المسروقة من قوت هذا الشعب؟

هل هي صدفة ان يتم اغتيال العدد الأكبر من قادة المقاومة الفلسطينية في فرنسا؟
هل هي صدفة ان تقوم فرنسا، التي أعطت العالم ثورة مثل الثورة الأكثر دموية في التاريخ والتي تحتفل بعيدها الوطني في ذكرى مجزرة ارتكبت ضد ابرياء، بالاعتراض على أحكام المحاكم الاسلامية ضد مهربي المخدرات وممارسشي الزنى مع اولادهم وعناصر السافاك والارهابيين المتلبسين بالجريمة؟

يوم عرّى أنيس النقاش "عدالة" فرنسا: العمل في سبيل الله لا يعرف الحدود

هل هي صدفة أن يختبىء خائن الاسلام وعدو الله في فرنسا؟
هل تعتقدون انه لتغطية مسؤوليتكم ومسؤولية الغرب عن الام وعذاب شعبنا (الذي تحقرون معتقداته وتحطمون تقاليده) يكفيكم ان تقدمونا لمحلّفين لا تسمح لهم مشاكلهم اليومية بالتعرف على قضايا العالم الا من خلال صحافة تقوم بمعظمها بخدمة أعداء ديننا؟ ... هؤلاء المحلفين الذين يقال لهم ان الثورة الاسلامية دموية مع العلم انه سقط خلال ثلاثة اعاوم من الثورة أقل من 3000 ثلاثة الاف قتيل جميعهم مذنبون ومدانون وبذلك لا يمكن مقارنتهم مع الثمانية الاف (8000) بريء فرنسي حكمت عليهم محاكمكم بالموت تنفيذا لأوامر الالمان بين عامي 1945 و1946
وكأنني أريد تعليمكم تاريخكم، ولكن يبدو أنكم بحاجة لذلك.

هذا "الشيء" الذي تقدمونه لنا على أنه الضحية والذي حاولنا تصفيته، ألا تلاحظون أنه خرج من الحياة منذ مدة طويلة، منذ خيانته لشعبه وضميره إرضاء لحبه لذاته ومنذ التزامه بخدمة اعداء البشرية..

ليست جريمة أن نزيل جسدًا بلا روح، أن نزيل آلة معطّلة تنذر بالهدم وزيادة الالام اذا لم نفعل..
اذا بقي في هذه البالة التي تدعى "بختيار" شيء من الشرف والكرامة عليها أن تتخلص من نفسها بنفسها وتتقدم بالإعتذار ممن سببت لهم الآلام وربما بذلك يرحم الله روحها.

وقبل أن أنهي كلامي أود أن أشكر الرئيس (الفرنسي فرانسوا) ميتران على تمنياته من "كانكون" لثوار العالم أجمع والتي تلقيناها من خلف قضبان السجن حيث نعامل بطريقة مشينة في ظل قوانينكم..

نحن نعرف أن هذه التمنيات التي أصابتنا في القلب، ستصل الى أرواح الثوار الجزائريين من جبهة التحرير الوطنية الذين أرسلهم "ميتران" الى المقصلة عندما كان في الجيش.

هذه الطريقة البشعة في قطع المناضلين السياسيين الى قسمين، استعملها "ميتران" مرة أخرى عندما أصدر قانون العفو حيث أعفي عن بعض السجناء السياسيين واستثني آخرون..

أذكر في هذه اللحظة بالذات كيف وصف الرئيس الشهيد " محمد علي رجائي" "ميتران" بالخبيث، استطيع القول أنه نطق بالحقيقة.. ولكن لنترك هذا الرجل بمواجهة ضميره.. بالنسبة لنا، اذا استطعنا افهامكم على الاقل بماذا أنتم مدينون لرجال بلادنا، للانسان في بلادنا نكون قد اتممنا جزءا من مهمتنا..

بالنسبة للجزء الآخر الذي تحاكموننا من أجله، نلوم أنفسنا على فشلنا في تنفيذه والله هو القاضي والحاكم الأوحد.
واعلموا أن العمل الذي لم ننجح في تنفيذه سيقوم به آخرون ان شاء الله.

فرنساالإرهاب

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة