يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

ملف الكيماوي: ورقة ابتزاز غربية أفشلتها دمشق
06/02/2021

ملف الكيماوي: ورقة ابتزاز غربية أفشلتها دمشق

محمد عيد

 

نجحت دمشق مع حلفائها في تحويل جلسة مجلس الأمن الدولي المتعلقة بملف أسلحتها الكيماوية، الذي يزعم الغرب أنه لم يغلق بعد، من جلسة مغلقة يمكن أن تحاك فيها المؤامرات إلى أخرى علنية بسطت فيها دمشق حجتها أمام العالم على اعتبار أنه ليس ثمة ما تخشاه في هذا الشأن.
موقف استدعى قيام الدكتور بشار الجعفري بشكر الدول التي ساندت سوريا في موقفها هذا الذي عد انتصارًا دبلوماسيًا.

ملف يستهدف الاستحقاق الرئاسي

يرى العضو السابق في الوفد الوطني السوري إلى مؤتمر جنيف الدكتور أسامة دنورة أن ملف الكيماوي هو حجة قديمة جديدة يسعى الغرب إلى تحريكها كلما تطلب الأمر المزيد من الضغط السياسي على دمشق.
 
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري يؤكد دنورة أن "المزاعم في هذا الشأن تحولت إلى ملف مزمن يتجاهل فيه الغرب كل التصريحات والدلائل التي تقدمها الدولة السورية والتي أكد عليها المندوب الدائم لروسيا الاتحادية بأن سوريا تلتزم بكل ما يطلب منها من قبل منظمة حظر السلاح الكيماوي وقد تم تجاهل كل هذه الأدلة في هذا الإطار القانوني فيما اتهامات الغرب ليس لديها أي من هذه الدلائل والغرض من اتهاماته هو إعادة تحريك هذا الملف بناء على تفاهمات مع المجموعات الإرهابية واعطائها الأوامر لكي تقوم بما يطلق عليه عمليات الإعلام الزائفة والتي تتمثل في دفع الإرهابيين إلى استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين بالتواطؤ مع أجهزة استخبارات غربية ثم يعقب ذلك قيام المستوى السياسي في الغرب بإلصاق التهمة بالدولة السورية.

وحول مشروع القرار الفرنسي الغربي الذي يسعى الغرب لطرحه في مجلس الأمن الدولي، يرى عضو وفد جنيف السابق أن هذا الملف المزمن والقابل للتحريك في أية لحظة يأتي في ظل مجموعة من الضغوط المتزامنة على الدولة السورية والتي تستهدف تطويعها كما تستهدف الاستحقاق الرئاسي المقبل وتتمثل هذه الضغوط مجتمعة في الاعتداءات المتكررة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي والمجموعات الإرهابية والأدوات التابعة لقوات الاحتلال الأمريكي في شمال شرق البلاد والتي تحاصر الحسكة والقامشلي وتجوع المواطنين هناك وما ورثته إدارة بايدن عن إدارة ترامب من عقوبات قيصر وغيرها، فهذه " الحلقه المتكاملة من الضغوط" تتطلب استكمالها عبر المنابر الدولية ليأتي دور منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي يوظفها الغرب لمصلحته والتي خرج أداؤها عن المعايير المهنية سواء على مستوى الخبراء أو سلامة الإجراءات من أخذ العينات وغيرها وتجاهل الأدلة الدامغة التي تقدمها الحكومة السورية ما أعطى الانطباع الجازم برغبتها المعلنة في تسييس أدواتها ومنها منظمة الخوذ البيضاء التي يديرها ضباط استخبارات بريطانيون.

وحول الرد السوري على ذلك يلفت دنورة إلى أن سوريا وروسيا تخوضان معركة دبلوماسية شرسة في هذا السياق استطاعت كشف الكثير من الأدلة التي تثبت تورط الإرهابيين في هذا الملف والتوظيف السياسي له مشيرًا كذلك إلى نية العدو الصهيوني فرض أجندته في هذا السياق على الإدارة الأمريكية الجديدة بغرض تقييدها وجعلها ملزمة بالرغبة الصهيونية في هذا الشأن والمتمثلة في استخدام هذا الملف لإعادة التلويح بالعقوبات على سوريا واستمرار سياسة عزلها.

ماذا كانوا يحضرون؟

المحلل السياسي السوري ابراهيم زعرور يلفت إلى النجاح الكبير للدبلوماسية السورية في تحويل جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الملف الكيماوي إلى جلسة علنية تنزع فتيل المؤامرات المبيتة.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري يشير زعرور إلى النوايا التي كان يبيتها الغرب تجاه سوريا لو قدر لهذه الجلسة أن تبقى سرية وتتمثل في اتخاذ قرارات مخالفة للقوانين والشرعية الدولية وممارسة المزيد من الضغوط بحجة السلاح الكيماوي الذي طوت دمشق ملفه منذ العام 2014.

زعرور أكد أنه رغم كل الضغوطات الممارسة على دمشق سواء في الأمم المتحدة أو عبر منظماتها المشبوهة فإن الغرب لم يستطع أن يتخذ أية قرارات تدين سوريا بسبب صلابة موقفها وموقف حلفائها ممن وقفوا صفا واحدا في وجه هذه المؤامرات.

إقرأ المزيد في: خاص العهد