نصر من الله

خاص العهد

27/01/2021

"داعش" يستعيد نشاطه الارهابي: ورقة ضغط على سوريا

محمد عيد

عاد تنظيم "داعش" التكفيري ليستهدف مجددًا عناصر الجيش السوري على طريق تدمر - دير الزور، وهو السلوك الذي ربطه محللون بوصول إدارة جو بايدن إلى البيت الأبيض. والادارة الأميركية هي المسؤولة تاريخيًا باعتراف السيدة كلينتون نفسها عن إيجاد هذا التنظيم، الذي تزامنت عملياته العسكرية الجديدة ضد الجيش السوري مع حصار قوات سورية الديمقراطية لمدينتي الحسكة والقامشلي في الوقت الذي يقطع الأتراك المياه عن محافظة الحسكة.

يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء حسن حسن أن تنظيم "داعش" لقيط يتبناه كل آبائه لكن دون أن يجرؤوا على الاعتراف به، وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري رأى حسن أن عودة التنظيم التكفيري لاستهداف قوات الجيش العربي السوري وخصوصاً على طريق تدمر دير الزور وانطلاقاً من عمق البادية جاء بدعم لوجستي واضح وجلي من القوات الأمريكية المتواجدة في قاعدة التنف والتي تسهم في تدريب وتسليح مقاتلي التنظيم ونقلهم عبر الحوامات إلى عمق البادية التي باتت منطلقا لهجماتهم.

ويؤكد اللواء حسن كذلك أن حوامات أمريكية تقوم بنقل مقاتلي التنظيم التكفيري من العراق إلى سوريا من أجل إشغال الجيش السوري بعمليات عسكرية تضرب الاستقرار في المنطقة، لافتا إلى أن "داعش" هو الأب الاستخباراتي للحزب الديموقراطي الحاكم حالياً في البيت الأبيض ورغم أن ترامب استعمله وكان بمثابة "العم" له إلا أن "الأب" يبقى أكثر خبرة في التعامل مع ولده من العم وعليه فإن إدارة بايدن الديمقراطية تعتقد اليوم أن الفرصة مؤاتية لإعادة إستخدام "ولدها البار داعش" على نحو أفضل من السابق وتوظيفه للضغط على دمشق من أجل تقديم التنازلات بالتزامن مع ممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية أخرى.
 
تحرك قسد المشبوه

بالتوازي مع ما يحصل من عودة محمومة لنشاط "داعش"، اقدمت قسد على حصار مواقع الجيش السوري والمدنيين في مدينتي القامشلي والحسكة التي تعيش حالة من العطش الشديد نتيجة قطع الجيش التركي مياه الشرب عنها.

وفي هذا السياق يرى المدير العام لمؤسسة القدس الدولية الدكتور خلف المفتاح في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن تحرك قسد هذا جاء بمثابة  تقديم أوراق اعتماد جديدة للمحتل الأمريكي الذي يرغب كذلك في تفعيل ورقة قسد بالتزامن مع تفعيل ورقة "داعش".

مدير عام مؤسسة القدس الدولية لفت إلى المطالب الأمريكية الحالية من قوات سورية الديمقراطية والمتمثلة بوقف التوريدات النفطية بشكل نهائي نحو دمشق ووقف حالة العداء تجاه تركيا التي تقطع مياه الشرب عن مواطني الحسكة في تناغم مريب بين العدوين اللدودين أنقرة وقسد وإجراء مصالحة وحوار كردي - كردي يبلور موقفا موحدا تجاه التسليم للاحتلال بكل شيء.

المفتاح أشار كذلك إلى أن الغاية الحالية من التصعيد ضد دمشق سواء عبر استعمال "داعش" أو تحريك قسد لا ينفصل عن إجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف والتي يريد هؤلاء من خلالها وضع دستور غير وطني للبلاد يمهد كذلك لحكومة مرتهنة للخارج بشكل كامل وهو الأمر الذي سبق للرئيس بشار الأسد أن حذر منه في إحدى خطاباته حين قال بأنه لا يمكن أن يسمح بوجود عناصر غير وطنية في حكومته.
مدير مؤسسة القدس الدولية دعا قوات سورية الديمقراطية إلى أن التفكير مليا وإعادة النظر في العلاقة مع الإحتلال فهو زائل فيما التاريخ سيبقى يذكر بفخر من حارب الاحتلال وسينبذ من تعامل معه.
 

الارهابقسد

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة