طوفان الأقصى

خاص العهد

التفاصيل الكاملة لإدارة قطر عملية التفاوض بين
11/02/2019

التفاصيل الكاملة لإدارة قطر عملية التفاوض بين "طالبان" وواشنطن

نضال حمادة

بعد بدء الحصار السعودي الإماراتي المصري على قطر تحركت البلوماسية القطرية باتجاه أميركا طالبة المساعدة، لكن الطرف الأمريكي لم يكن متحمساً لحل الخلافات الخليجية وذلك بهدف ابتزاز جميع الأطراف في الخليج. وظهرت المصلحة الأمريكية سريعاً في صفقات السلاح الكبيرة التي وقعتها الدول أفرقاء الصراع  على حد سواء مع واشنطن والتي بلغت عشرات المليارات من الدولارات.

في المعلومات التي حصل عليها موقع "العهد" الإخباري من مصادر مقربة من "التنظيمات السلفية المسلحة"، فإن الإدارة الأمريكية طلبت من قطر إعادة تفعيل خلاياها التي تتواصل مع حركة "طالبان" منذ تسعينات القرن الماضي من أجل إجراء مفاوضات مباشرة بين "طالبان" والولايات المتحدة. وأشارت المعلومات الى أن المخابرات القطرية حركت بعض أعضاء ما عرف سابقاً بـ"خلية الدوحة" وبعض الوجوه السلفية فيها للتواصل مع حركة "طالبان" وإقناعها بجدوى التفاوض مع أميركا خصوصاً مع وصول دونالد ترامب الى الحكم، ووعده خلال حملته الإنتخابية بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان. وقد حصلت الوساطة القطرية على موافقة قيادة حركة "طالبان"، وبدأت جولة مفاوضات طويلة ومتقطعة في خريف عام 2017 بعد ثلاثة أشهر من إعلان الرباعي العربي فرض الحصار على قطر.

مصادر "العهد" أكدت أن حركة "طالبان" تصرفت منذ البداية على أنها في موقع الذاهب الى انتصار كبير، وتشير إلى قول قيادي في الحركة في إحدى جولات التفاوض مع الأمريكي "نحن نعرف انكم لا تستطيعون إبقاء آلاف الجنود على بعد آلاف الأميال من بلادكم ودفع مليارات الدولارات سنويا في حرب فاشلة أصبحتم تعرفون جيدا أنكم لن تنتصروا بها".
تضيف المصادر إن الأمريكي كان منذ البداية يفاوض على الإنسحاب من بلاد الأفعان لكن فترات هذا الإنسحاب وطريقته شكلت الجزء الأساس من جولات التفاوض، كما كانت هناك شروط لحركة "طالبان" لتوقيع أي إتفاق يتضمن عدم تدخل أمريكا جوياً أو عبر الصوريخ ضد حركة "طالبان" في حال قررت الحركة التوجه نحو كابول للسيطرة عليها بعد إتمام الإنسحاب الأمريكي من بلاد الأفغان. ويبدو أن "طالبان" حصلت على وعد أمريكي مكتوب حول هذا الأمر، مشيرة إلى وجود بنود غير معلنة تنظم العلاقة بين "طالبان" والقوات الأمريكية خلال فترة الإنسحاب التي سوف تستمر قرابة ثمانية عشر شهراً حسب الإتفاق المكتوب بين الطرفين.

البند الذي شهد جولات تفاوض مطولة أيضا و تدخلت خلالها "خلية الدوحة" لدى قيادة طالبان كان إصرار وفد حركة طالبان على الإستمرار بالعمليات العسكرية خلال فترة الإنسحاب الممتدة لثمانية عشر شهرا فيما كان الوفد الأمريكي يطالب بوقف هذه العمليات بدءاً من توقيت الإتفاق حتى إتمام الإنسحاب وقد أدت الوساطة القطرية إلى تعهد من حركة طالبان بعدم استهداف المناطق التي تغادرها القوات الأمريكية خلال مدة زمنية تسبق الإنسحاب بشهرين على أن تنفذ القوات الأمريكية الرزنامة الزمنية للإنسحاب دون تأخير او مماطلة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد