طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

17/01/2021

"سنخدمكم بأشفار عيوننا": عبارة تثير تساؤلات فتنوية في مستنقعات LBC‎

ليلى عماشا
أصبح من أساسيات نشرة أخبار المؤسسة "الأميركية" للإرسال، المعروفة والمرخصة تحت اسم "المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC"، محطة ثابتة تهاجم فيها حزب الله عبر تقرير مصوّر أو "غرافيكي"، يتناول إما إحدى مؤسّسات الحزب، كالقرض الحسن، أو بيئته، أو نشاطاته وحين يعييها الإفلاس تصل حدّ بث تقرير، ركيك وخاوٍ، يسلّط الضوء على علامات استفهام وتعجّب وارتياب وحيرة وارباك وقعت بهم المؤسسة، كشخص معنوي، حيال مبادرة حزب الله لحل أزمة الكهرباء في بلدة الطفيل.

"لا يمكن لما حصل في بلدة الطفيل أن يمرّ مرور الكرام..."بهذه العبارة تحديدا، يبدأ التقرير على المحطة المتخصّصة بالتحريض على حزب الله، والتي كما ذكرنا حين لم تجد ما تحرّض عليه، آثرت أن تحوّل مبادرة إنسانية أخلاقية تتجاوز كلّ اختلاف مذهبي وطائفي وسياسي، مبادرة أجمع أهالي البلدة المعنيين بها وكلّ من عرف بها على استحسانها وشكرها والثناء عليها، إلى جملة من تساؤلات مشبوهة وفتنوية وتحريضية لم ترد إلا في بال المؤسسة المذكورة وما تمثّل، دون أن يسقط طبعًا دسّ اسم "مَن ثمثّل"، أي المدعوّة دوروثي شيّا، السفيرة الأميركية في لبنان، كفاعل خير وعد بمنح الدولة اللبنانية استثناءات من قانون قيصر كي لا يختنق لبنان على حدّ مزاعم التقرير المذكور. إذن بحسب الإنبطاح الواضح بالتقرير، وجب على أهالي بلدة الطفيل الإنبطاح بدورهم والتعبير عن امتنانهم العميق لسيدة عوكر وستديوهات LBC وسائر الإعلام المدولر، كونها نظرت إليهم بنظرة عطف ووعدت باستثناء قد لا يتحقّق. وهذا ليس غريبًا على هواة الإنبطاح الذي هو ترجمة السيادة في معجم اللغة الذي أعدّته عوكر ويعتمده سائر لئام البلد.

ما الذي حصل في بلدة الطفيل؟

"سنخدمكم بأشفار عيوننا": عبارة تثير تساؤلات فتنوية في مستنقعات LBC‎

وقعت الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية منذ ما يقارب ٢٦ عامًا عقدًا لاستجرار الكهرباء الى بلدة الطفيل من الدولة السورية. ومع تراكم المستحقات إلى حوالي ٦٠٠ مليون ليرة لبنانية وحدوث اعطال في المحولات ومع صدور قانون قيصر للعقوبات على سوريا ومسارعة "الحكومة اللبنانية" إلى الإلتزام المخزي به، أصبحت بلدة الطفيل مهددة بالغرق في العتمة وبالعيش بدون كهرباء. في أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي زار وفد من البلدة مكتب تكتل نواب بعلبك ـ الهرمل والتقى النائب الدكتور حسين الحاج حسن والنائب السيد ابراهيم الموسوي وعرض معهما وضع البلدة بالتفصيل. وعلى قاعدة "سنخدمكم بأشفار عيوننا"، تلقى الوفد وعدًا من حزب الله ببذل كلّ المستطاع لحلّ المشكلة.. وهذا ما حصل.

بهذه البساطة، بهذا العلو الأخلاقي الذي يتجاوز كلّ الإعتبارات الفتنوية التي أنفق الأميركيون كلّ ما أمكنهم لتغذيتها وفشلوا، بهذا البذل "البسيط" إذا ما قورن ببذل الدم والروح الذي قدمه هذا الحزب على محراب كلّ البلاد ولأجل الكلّ دون أي تفرقة، بهذه الروح الخالية من رجس عوكر والتي لا يمكن أن يفهمها الملوثون بالحقد المتأمرك والباحثون خلال إعداد كل نشرة أخبار عن "موضوع" ينالون عليه نقطة إضافية من معلميهم في مادة التحريض وإشعال الفتن..

يقول مثل شعبي مصري "امشِ عدِل، يحتار عدوّك فيك"، ومن الواضح أن الشيطان الأميركي محتار حيال طهر حزب الله، محتار حدّ الوقوع في كلّ مرة في شرّ أفعاله. فحين سلّط أدواته كي تهاجم مؤسسة القرض الحسن، شكّل الهجوم دعاية عابرة للحدود عادت على المؤسسة بالكثير من إنكشاف متانة رصيدها من الثقة المستحقة.. وحين كلّف من يتنمّر على نموذج ابن البيئة الحزب اللهية، وجدنا أن تمّ تسليط الضوء على علو أخلاقيات هذا النموذج حتى اضطروا إلى اختلاق نموذج "متخيّل" كي يخفوا النموذج الحقيقي. والآن، حين بثّوا سمّ أوهامهم فيما يتعلّق بمبادرة حزب الله تجاه أهله في الطفيل، عرّفوا أهالي كل البلدات الذين قد يعانون من مظلومية ما، أن في لبنان حزب دينه وسياسته الحب، وشعاره "سنخدمكم بأشفار عيوننا".

الطفيل

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف