ramadan2024

نقاط على الحروف

"أل بي سي" تهاجم القرض الحسن.. وتروّج لقروض أميركا!
15/01/2021

"أل بي سي" تهاجم القرض الحسن.. وتروّج لقروض أميركا!

ميساء مقدم

بتوجيه أميركي، أثارت المؤسسة اللبنانية للارسال بشكل منظم ومتزامن مع عدد من وسائل الاعلام، قضية جمعية القرض الحسن اللبنانية. وبدل الاضاءة على انجازاتها في اطار دعم المجتمع، ومساندة ذوي الدخل المحدود بما يرفع بعضًا من العبء عن الدولة اللبنانية المهترئة، هاجمت المحطة جمعية القرض الحسن، من باب القروض، وطرحت تساؤلات مشبوهة حول قانونية القروض الصغيرة التي تقدمها للمواطنين من دون فوائد، وهل يحق لها ذلك في حال لم تكن مصنفة كـ"مصرف"، وما الى ذلك من ادعاءات جرى تفنيدها سابقًا.

اللافت أن المؤسسة عينها، صدمت المشاهدين في حلقة ضمن نهاركم سعيد، بعد أيام من حملتها على القرض الحسن، مخصصة للترويج لمبادرة "درب النجاح" التي تعطي قروضًا ميسّرة للمواطنين!

نظرة سريعة على هذه المبادرة وقليل من المتابعة للداعم والممول لها، تظهر السبب في ازدواجية "أل بي سي" في التعاطي والترويج لـ"قروض"، بينما تهاجم "قروضًا" أخرى.

في عزّ الأزمة التي يمر بها لبنان، وتزاحم الملفات من الوضع الاقتصادي المتردي، الى الاقفال العام وتفشي "كورونا"، وإشغال معظم أسرّة المستشفيات في لبنان، ارتأى (ليس صدفة) الاعلامي العائد من "الحدث" الى "أل بي سي" في حلقة "نهاركم سعيد" بسام أبو زيد استضافة كل من السيدة مرلين ضاهر رئيسة مؤسسة ميشال ضاهر الاجتماعية، والسيدة رنا حلو خبيرة النمو الاقتصادي في الوكالة الأميركية للتنمية الدوليّة USAID، ومناسبة ذلك، الحديث عن مبادرة بدعم من (USAID) وبتنسيق مع مؤسسة ضاهر تحت عنوان "درب النجاح". ومن بين أهداف هذه "المبادرة" حسبما كررت السيدة حلو خلال الحلقة، هو اعطاء قروض ميسرة ومساعدات عينية الى المستفيدين منها في البقاع.  

تعتمد المؤسسة اللبنانية للارسال وغيرها من القنوات المحلية باستمرار الترويج لمثل هذه المبادرات الممولة أميركيًّا لأهداف سياسية، في وقت تعمل فيه على ضرب أي نموذج لبناني بحت يعمل على تدعيم المجتمع. المرجعية الأميركية وحدها المعيار لدى هذه القنوات حتى تحوز الجمعيات المدنية غير الحكومية على براءة ذمة منها، وتسلم من شرّ حملاتها. ولمزيد من فهم أجندة هذه القنوات، والتكامل ما بين الدور السياسي والاعلامي، نستفيد من بعض ما توصل اليه الكاتب السياسي الدكتور حسام مطر في كتابه "ما بعد القتال"، حيث يذكر في الفصل السادس من كتابه أن "المنظمات غير الحكومية المحلية في المجتمع العربي والاسلامي تقدم الى الولايات المتحدة فرصة لتوسيع نطاق وصولها الى صلب المجتمعات.. وتقدم على أنها محايدة، لكن الولايات المتحدة في واقع الأمر تخلق المنظمات غير الحكومية المحلية أو تستثمر فيها.. ومن المفترض أن تحفز تلك المنظمات غير الحكومية المواقف الايجابية تجاه الولايات المتحدة".

ويعدد مطر في كتابه العناوين "البراقة" المعلنة لهذه الجمعيات والتي تعمل في اطارها، وهي عناوين تنطبق على مبادرة "درب النجاح". فبحسب الموقع الالكتروني للحملة "تقوم المبادرة على تقديم ورش عمل تدريبية مجانية في مجالات ادارة الاعمال، التصوير، التواصل الاجتماعي وسلامة الغذاء، والهدف الأساسي هو دعم المناطق النائية في لبنان، والسعي إلى ترك الأثر الايجابي فيها مع التركيز على تمكين المرأة والشباب من اصحاب المهن الصغيرة لمواجهة التحديات".

ويخلص مطر في كتابه الى أن تمويل المنظمات غير الحكومية المحلية يمكن أن يخدم الأميركيين من خلال: "تقديم الاستخبارات السياقية عن أي مجتمع، وتوفير المعلومات الأمنية، وتجنيد العملاء، وتحسين صورة أميركا واحتواء التصورات السلبية، وانشاء مراكز نفوذ داخل المجال الاجتماعي في بلد معين، وتعزيز الاندماج في العولمة، ونشر القيم والثقافة الاميركية من خلال قناة مشروعة، وتحييد الشباب عن النضال السياسي وتحويل النقاش الوطني نحو القضايا الصغيرة التي يمكن أن تظهر الولايات المتحدة فيها كجزء من الحل، وأخيرا تمكين حلفائها السياسيين المحليين". ويستشهد بتصريح للسفيرة الأميركية السابقة ميشيل سيسون تقر فيه أن "توزيع المشروعات التابعة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية قد تأثر بالأجندة الانتخابية للعام 2009، وتذكر أن مشروعات الوكالة تركزت في المناطق الرئيسية المتأرجحة في الانتخابات، بما يسهم في تعزيز فرص مرشحي قوى 14 آذار".

لا يحتاج المراقب الى الكثير من الأدلة ليلحظ دور بعض الاعلام اللبناني في خدمة الأجندة الأميركية ومشاريعها، حيث يستهدف ما يضر بأميركا، ويروّج لما يبيّض صفحتها، وبالتأكيد "كلّو بحقو"..

الإعلام والاتصالالمنظمات غير الحكوميةوسائل الإعلام

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة