طوفان الأقصى

خاص العهد

جماهير ونخب المغرب العربي ترفض التطبيع: لتوحيد الجهود
16/12/2020

جماهير ونخب المغرب العربي ترفض التطبيع: لتوحيد الجهود

تونس - روعة قاسم

بعد وصول قطار التطبيع الى منطقة المغرب العربي وذلك مع اتفاق المملكة المغربية على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، تزايدت المخاوف من ارتدادات هذه الخطوة على الساحة المغاربية وكذلك على مستقبل القضية الفلسطينية. اذ ارتفعت الأصوات في تونس وبلدان المغرب العربي مطالبة بالرد على هذه الخطوات التطبيعية مع الكيان الصهيوني، وذلك بتوحيد كل الجهود والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب التقدمية للتصدي لهذا الخطر القادم.

واليوم تتجه الأنظار الى باقي دول المنطقة مثل تونس والجزائر وموريتانيا وليبيا وسط تساؤلات تُطرح حول مدى جهوزية هذه المجتمعات للتعامل مع هذا الخطر الداهم الذي يهدد الأمن القومي العربي.  

الاتحاد العام التونسي للشغل سد منيع ضد التطبيع

ويُعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل في تونس احدى أهم المنظمات الوطنية العريقة والتي لها تاريخ عريق في النضال من أجل القضايا القومية والعروبية وفي مقدمتها قضية فلسطين. ويعوّل الكثيرون على دورها الريادي من أجل مقاومة خطر التطبيع وتشكيل جبهة وطنية قوية تمانع وتقف سدًا منيعًا ضد كل الاختراقات الصهيونية. فهي تملك تأثيرًا كبيرًا على الطبقة السياسية في تونس التي تحسب لها حسابًا قبل اتخاذ أية قرارات مصيرية. ويؤكد الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل محمد علي البوغديري رفض الاتحاد وادانته لكل أشكال التطبيع المتفشية في المنطقة  "فنحن لا نرفض فقط التطبيع بل ندعو الى تجريمه في الدستور التونسي. ولكن مع الأسف لم تتوفر حتى الآن الإرادة السياسية الكافية لاتخاذ مثل هكذا قرار يدعم شعبنا في فلسطين. هذا الشعب الذي يقاوم يوميًا ويتعرض لأبشع الجرائم والتعذيب والتنكيل والحرمان من أبسط حقوقه في حياة كريمة وأمام كيان مغتصب لا يحترم القوانين الدولية ويضرب عرض الحائط بكل التشريعات الدولية". ويتابع بوغديري "لقد استنكر الاتحاد هذا التوجه من قبل الأنظمة العربية وطبعًا سوف نتصدى لكل خطوة تطبيعية يتخذها ربما أي مسؤول في تونس. سوف ننشط في كل الفضاءات للتصدي لهذا الخطر".
 
الوحدة في وجه المد التطبيعي

من جهته أكد أنيس الخليفي مدير مؤسسة لقاء للثقافة والفنون العربية في تونس وعضو التنسيقية التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع لـ "العهد" أن نجاح الصهاينة في استقطاب المغرب بعد البحرين والامارات وبعد هذا التطبيع المخزي للحكام العرب، لا بد من التحرك وبالسرعة القصوى للرد على هذه الخطوات التطبيعية، مضيفًا "ليس هناك من حل سوى بتوحيد كل الجهود والتنسيق بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب العروبية والمنظمات الوطنية للتصدي لخطر التطبيع. اذ لا يمكن مواجهة هذا المدّ التطبيعي في المنطقة خاصة في المغرب العربي الا بتكاتف كل الجهود".

وتابع محدثنا: "أعتقد أن خطر التطبيع صار على تخوم بلداننا لذلك لا بد من صحوة كبيرة والعمل الجدي المتواصل وبكامل الطرق المتاحة لمواجهة المد التطبيعي. وحان الوقت لتكوين جبهة ولا مجال للعمل الفردي والمرتجل، بل يجب تكاتف الجهود ورصّ الصفوف ومواجهة هذا الخطر بشكل جماعي وبطريقة منظّمة. فالمغرب الذي فشل في دعم وانجاح مسار وحدة المغرب العربي، يهرول الآن للتطبيع مع الصهاينة في خطوة يعتقد أنها ستحلّ مشاكله الاقتصادية ولكن وبالها على المنطقة أكبر بكثير من فوائدها إن وُجدت".

أما صبري الثابتي المحامي والناشط الحقوقي والباحث في المركز المغاربي للدراسات والبحوث فأعرب  لـ "العهد" عن أسفه لما وصلت اليه الأمة العربية والإسلامية من انحطاط اخلاقي بعد أن باتت أنظمتها تهرول وتسارع الخطى باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني. وأضاف "التطبيع يحاصرنا في كل مكان، لقد كان في منطقة الشرق الأوسط ثم انتقل الى الخليج العربي والآن هو في المغرب العربي، وعلينا أن نستعد للمعركة القادمة لأن تونس لن تكون بمنأى عن هذه التحركات".

ونوه الى انه "رغم أن الخضراء ليس فيها نظام ممانعة بكل ما للكلمة من معنى ولا تمتلك ثروات كبرى وبحاجة للدعم المالي من الصناديق الدولية، الا انها قادرة على الصمود في وجه هذا التطبيع بمجتمعها المدني القوي الذي لديه تأثير كبير على الدولة وقادر على التحرك لردع الحكومة على السير قدما والهرولة نحو التطبيع. كما أن الشعب التونسي شعب مناضل ومقاوم لكل مشاريع الهيمنة والامبريالية العالمية ولا يقبل بالذلّة والمهانة بأي حال من الأحوال واذا اقترب قطار التطبيع من تونس، فالأكيد أن الشارع التونسي سينتفض على أية حكومة أو أي طرف سيفكّر بالتطبيع مع الكيان الصهيوني".

 فاليوم تواجه دول المنطقة معركة حقيقية بامتياز في هذه الفترة المصيرية الأضعف وتبدو فيها تونس والجزائر وليبيا وموريتانيا بحاجة الى تحصين جبهتها الداخلية من أجل عدم اضعافها واخضاعها واركاعها اقتصاديا حتى تقبل بالتطبيع والمهانة.

تونسالمغربالتطبيع

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
ميلوني في تونس للمرّة الرابعة خلال عام.. ضغوط أوروبية في ملف الهجرة غير النظامية؟
ميلوني في تونس للمرّة الرابعة خلال عام.. ضغوط أوروبية في ملف الهجرة غير النظامية؟
نشطاء تونسيون لـ"العهد": "الوعد الصادق" رد مشروع على همجية العدوّ
نشطاء تونسيون لـ"العهد": "الوعد الصادق" رد مشروع على همجية العدوّ
القدس قضية كلّ الأحرار في تونس
القدس قضية كلّ الأحرار في تونس
إحياء الذكرى الـ 48 ليوم الأرض في تونس: فلسطين عربية ولا بديل عن البندقية
إحياء الذكرى الـ 48 ليوم الأرض في تونس: فلسطين عربية ولا بديل عن البندقية
ماذا وراء موجة الإقالات المتتالية في تونس؟
ماذا وراء موجة الإقالات المتتالية في تونس؟
"أوقفوا الإبادة الجماعية".. وقفة تضامنية مع غزة في الرباط
"أوقفوا الإبادة الجماعية".. وقفة تضامنية مع غزة في الرباط
"إسرائيل" المورِّد الأول للسلاح إلى المغرب
"إسرائيل" المورِّد الأول للسلاح إلى المغرب
الآلاف يتظاهرون حول العالم نصرةً لغزة
الآلاف يتظاهرون حول العالم نصرةً لغزة
نضال شعبي متواصل لإسقاط التطبيع في المغرب
نضال شعبي متواصل لإسقاط التطبيع في المغرب
دعوات لمسيرات شعبية في المغرب لوقف التطبيع
دعوات لمسيرات شعبية في المغرب لوقف التطبيع
حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" تفنّد ادعاءات منظمي مسرحية تطبيعية في بيروت
حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" تفنّد ادعاءات منظمي مسرحية تطبيعية في بيروت
خيار السلام العبثي
خيار السلام العبثي
بعد إخبار قضائي ضدّه.. منع عرض مسرحية لمُطبّع مع العدو في مسرح "مونو"
بعد إخبار قضائي ضدّه.. منع عرض مسرحية لمُطبّع مع العدو في مسرح "مونو"
السيد نصر الله: محور المقاومة ذاهب إلى انتصار تاريخي وكبير في هذه المعركة
السيد نصر الله: محور المقاومة ذاهب إلى انتصار تاريخي وكبير في هذه المعركة
"سودانيون ضدّ التطبيع" يرفضون بثّ قناة إسرائيلية من بورتسودان ويوجّهون رسالة للمقاومة الفلسطينية
"سودانيون ضدّ التطبيع" يرفضون بثّ قناة إسرائيلية من بورتسودان ويوجّهون رسالة للمقاومة الفلسطينية

خبر عاجل