يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

مواقف الأسد الأخيرة مناعة وطنية وتماسك داخلي
09/12/2020

مواقف الأسد الأخيرة مناعة وطنية وتماسك داخلي

دمشق - علي حسن

الحرب على سوريا جُيّرت لحرب طائفية، إذ استغل الغرب الجهلة من أفراد المجتمع كأدوات، وحركهم بعض شيوخ الفتنة المؤتمرين وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد ولطالما كان واضحاً من التصريحات والفتاوى المُحرّضة على القتل. ولهذا الموضوع أفرد الرئيس السوري بشار الأسد كلمةً مطوّلةً قبل يومين في الاجتماع الدوري الذي عقدته وزارة الأوقاف السورية في جامع العثمان بدمشق.

الأسد تحدّث عن عناوين هامة أبرزها كيفية النُصرَة الصحيحة للدين وأهمية معرفة العدو الحقيقي لأي عقيدة وعن القضايا الفكرية والدينية وتأثيرها على المجتمعات وكيف استخدم أعداؤها الدين لتخريبها وضرب عوامل الأمان فيها، وعن الغاية من الطروحات التي تهدف للتفريق بين العروبة والإسلام وتغيير هوية المنطقة من العربية إلى هويات عرقية وطائفية.

المحلل الاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة قال لموقع "العهد الإخباري" إنّ " توقيت كلمة الرئيس الأسد مهم جداً لتصليب الجبهة الداخلية والتي كما أشار الأسد يجب ألا يكون هناك نقاط ضعف يستغلها من يحاول الدخول من الخارج، وهذه الكلمة والمقاربة التي عبّر عنها الرئيس الأسد مهمة جداً لزيادة المناعة الوطنية وزيادة التماسك الداخلي في سوريا خاصة وأنّ هناك عدداً من الطروحات المشبوهة والتي سواء أعلم أصحابها أم لا فهي تصب في مصلحة العدوان على سوريا".

وأضاف "هذه الطروحات هي مستفزة لشرائح واسعة من السوريين وهذا الأمر قد وضحه الرئيس الأسد أيضاً بعبارات واضحة جداً وهو رد على الدعاوى التي تحاول النيل من الانتماء العربي لسوريا والنيل من اللغة العربية لغة القرآن الكريم ومن مصادقية هذا الكتاب المقدس لدى جميع المسلمين".

وتحدث الدنورة عن "دور المؤسسات الحكومية التي تعرضت بدورها للهجوم وخاصة وزارة الأوقاف التي كان لها دور في التوعية والتنوير الديني رغم كل الضغط والهجوم الذي تعرضت له وبالتالي هي المؤسس الحقيقي للصمود السوري لأن الثقافة والبعد الحضاري هو الحامل الأكثر رسوخاً للموقف السياسي والوطني ومن هنا كان تأكيد الرئيس الأسد خلال كلمته على أن هذه المُسلّمات فاتحة وبداية خطاب تأسيسي لإعادة تصليب الموقف الثابت للدولة السورية والتأكيد على بعض المفاهيم التي حاول البعض أن يصطاد بها في الماء العكر".

وأشار إلى أنّ "أول هذه المفاهيم هو مفهوم العلمانية حيث أوضح الأسد ماهية العلمانية وأنها لا تتعلق بالتضييق على الأديان أو فصل الدين عن الدولة بل على العكس تماماً هي تتعلق بحرية ممارسة الشعائر الدينية لكل الأديان وبالتالي سحب من التداول بعض المفاهيم التي كانت ملتبسة على قطاعات وشرائح من السوريين بما فيها بعض الشرائح المؤيدة للدولة وبالتالي نحن أمام جدل حُسم في الإطار السياسي والديني والهوياتي والوطني والثقافي والفلسفي أيضاً".

وتابع الدنورة أنّ " كل تلك المواضيع كانت تطرح أسئلة نوقشت على بساط البحث بالتوازي مع العدوان على سوريا خلال كلمة الرئيس الأسد وكان يدور حولها تشكيك يستهدف البعد العقائدي للدولة السورية والبعد الثقافي للشعب السوري والانتماء وهو الأهم في هذه المواجهة لأن ضرب الانتماء هو الطريق الأسهل والمضمون لدى القوى المعادية لسوريا لمسح الموقف السياسي".

وأكد الدنورة في نهاية حديثه لـ"العهد" أنّ " كل هذه الطروحات التي نوقشت تؤكد أنّ كلمة الرئيس بشار الأسد هامة جداً ووضعت النقاط على الحروف وحاسمة بتوقيت هام يفرض إعادة تصليب الجبهة الداخلية في مواجهة عدوان متكرر ومستمر ومتعدد الأشكال يتعرض له محور المقاومة من القوى الغربية والعدو الصهيوني".
 

بشار الاسد

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم