طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

اليمن: هل بدأت المرحلة النهائية لمهاجمة مدينة مأرب؟
30/11/2020

اليمن: هل بدأت المرحلة النهائية لمهاجمة مدينة مأرب؟

شارل ابي نادر

من الملاحظ مؤخرًا، أن الانجازات الميدانية والصاروخية للجيش واللجان الشعبية اليمنية ووحدات أنصار الله، تتسابق وتتنافس بين بعضها بعضًا في معركة الدفاع ضد العدوان، وحيث تاخذ أغلبها أبعادًا استراتيجية، لِما لنتائجها من تأثيرات أساسية ومهمة في المعركة، فيما خص ما يتحقق منها داخل اليمن (تحرير معسكر ماس والاستهداف الأخير لمعسكر تداوين) أو ما يتحقق منها خارج اليمن شمالًا (استهداف ارامكو جدة بقدس 2 المجنح)، يأتي الانجاز الأخير في استهداف غرفة العمليات المشتركة لتحالف العدوان في معسكر تداوين شمال مارب، ليؤسس لمرحلة ميدانية حاسمة، ستكون حتمًا: المرحلة الأخيرة لمهاجمة مدينة مأرب.

 في الواقع، تأتي الاشارة الى عبارة "المرحلة الأخيرة من مهاجمة مدينة مأرب"، لتؤكد أن ما تم تحقيقه حتى الآن من إنجازات ميدانية في الوسط الشرقي من اليمن، وتحديدًا بين مدينة مارب ومفرق الجوف وشرق نهم، يأتي بأغلبه من ضمن التحضير الأساسي والضروري لتنفيذ عملية تحرير مدينة مارب، ويمكن القول عسكريًا وميدانيًا، إن جميع تلك الانجازات، والتي تحققت في معركتي "البنيان المرصوص وفأمكن منهم"، تشكل مراحل أساسية من عملية تحرير المدينة الاستراتيجية في وسط اليمن الشرقي (مدينة مارب)، بالاضافة طبعًا لما حققته على صعيد تحرير قسم كبير من محافظات الجوف ونهم ومأرب، أو لما حققته على صعيد تثبيت الدفاع النهائي الناجح عن مدينة صنعاء.

اليوم، ومع استهداف غرفة العمليات المشتركة لتحالف العدوان في تداوين، يمكن القول إن اشارة انطلاق المهاجمة النهائية للمدينة قد صدرت، وذلك للأسباب التالية:
 
- يقع معسكر تداوين في المنطقة الشمالية لمدينة مارب وعلى بعد حوالي عشرة كلم كحد أقصى، وحيث الامتداد العمراني والسكاني واضح ومتواصل بينه وبين المدينة، يمكن اعتباره عمليًا، بوابة مارب الشمالية.

- بعد سقوط معسكر ماس، والذي يشكل جغرافيًا امتدادًا ميدانيًا لتداوين من الجهة الشمالية الغربية، أو بوابة تداوين باتجاه مفرق الجوف وطريق مارب - صنعاء الدولية، يمكن القول إن خط الدفاع النهائي عن تداوين قد سقط، وأصبح الأخير على تماس مباشر مع وحدات الجيش واللجان وانصار الله المنتشرة في معسكر ماس.

 - ان يتم استهداف غرفة العمليات المشتركة في تداوين بشكل مباشر بصاروخ باليستي، وسقوط ضباط وجنود سعوديين بالاضافة لبعض مرتزقة العدوان من اليمنيين أو من غيرهم، فهذا يعني عمليًا، أن الوحدات اليمنية (الجيش واللجان وانصار الله) أصبحت تتحكم بشكل كامل بمفاصل الدفاع الأخيرة عن مدينة مارب، حيث استهداف غرفة العمليات الميدانية المشتركة يُفقد العدوان إمكانية القيادة والسيطرة، وأصبح من المستحيل على تحالف العدوان تنظيم دفاع فعال أو ناجح.

-  الأهم في الموضوع أيضًا، واستنادًا لما قاله العميد يحيى سريع (المتحدث العسكري اليمني في تعليقه الأخير حول استهداف تداوين): "كل تحركات الأعداء مرصودة وستطالها قواتنا أينما كانت وحيثما وجدت بقوة الله وعونه". إن الاقتراب من مارب ومداخلها، والذي تحقق بعد تحرير معسكر ماس، أعطى وحدات الجيش واللجان وانصار الله ميزة المراقبة المباشرة لمدينة مارب، وبالتالي، تصبح جميع تحركات التحالف داخل المدينة أو على مداخلها الشرقية باتجاه مفرق العبر غرب حضرموت، والجنوبية الشرقية باتجاه شبوة، مرصودة ومسيطرا عليها بنار الصواريخ الباليستية، والتي أثبتت مؤخرًا فعالية غير مسبوقة، في التوجيه وفي تركيز الاصابة المباشرة لأي هدف تختاره.

من هنا، وبعد فقدان التحالف غرفة عملياته المشتركة في تداوين، ومع تصاعد ضغط المهاجمين واقترابهم من المدينة، أصبح من الصعوبة على تحالف العدوان تأمين بديل مناسب لغرفة عمليات أخرى، لتأمين التنسيق والقيادة والسيطرة في عملية المدافعة الأخيرة عن المدينة، الأمر الذي يحرم وحداته المنتشرة على خط الدفاع الأخير عن مارب، من الامرة والقيادة الضرورية لادارة القتال والدعم والمساندة.  

 ومن جهة أخرى، ومع التقدم الناجح والثابت لوحدات الجيش واللجان وانصار الله نحو مداخل المدينة، من الشمال والشمال الغربي، من اتجاه وادي الميل أو من اتجاه طريق صنعاء مأرب الرئيسة، ومع امكانية قيام الوحدات المهاجمة (وحدات صنعاء) بفتح محور مهاجمة إضافي غرب مدينة مارب مباشرة، أي على امتداد طريق صنعاء - صرواح - مأرب، فإن هذا يزيد ويضاعف الضغوط على التحالف في مدافعته عن المدينة.

مع كل ذلك، يمكن القول إن مرحلة المهاجمة الأخيرة لمدينة مارب قد أنجزت بشكل نهائي، وان وحدات الجيش واللجان الشعبية وانصار الله أصبحت قاب قوسين من انتزاع المدينة الأهم من يد تحالف العدوان على اليمن، وبالتالي سيفقد الأخير في ذلك آخر فرصة كان يمكن أن تؤمن له امكانية استمراره في العدوان. 

الجيش اليمنيالعدوان الاميركي السعودي على اليمن

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة