طوفان الأقصى

خاص العهد

هل يُنظرَ في شَكاوى ترامب في المحكمة العليا الأميركيّة؟
05/11/2020

هل يُنظرَ في شَكاوى ترامب في المحكمة العليا الأميركيّة؟

مهدي قشمر

لا يزال السّباق الإنتخابي مُحتدِمًا في الولايات المتّحدة بين المرشّحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن، في وقتٍ ما زالت نتيجة الإنتخابات غير محسومة حتّى الآن، حيث تتواصل عمليّات فرز الأصوات في خمس ولايات (كارولاينا الشماليٍة، بنسلفانيا، جورجيا، نيفادا، ألاسكا)، وفي حال تمكّن بايدن_ بحسب أرقام النّتائج الأوليّة_ من الفوز بولاية نيفادا فإنّه سيَضمن بذلك فوزه بالإنتخابات الأمريكيّة، أمّا ترامب فيحتاج إلى الفوز بهذه الولايات الأربع معًا (كارولاينا الشماليّة، بنسلفانيا، جورجيا، نيفادا).

في غضون ذلك، ندّد دونالد ترامب بوجود عمليّات "تزوير" خلال الإنتخابات الرّئاسية الأمريكيّة مؤكّداً أنّه سيلجأ إلى المحكمة العليا، لكن خبراء يُفيدون أنّ النّتائج ينبغي أن تكون متقاربة للغاية وأن تتوافر أدلّة متينة لتقبل أعلى هيئة قضائيّة في البلاد بالتدخّل. فمتى تتدخّل المحكمة العليا في حسم نتيجة الإنتخابات الأميركيّة؟

موقع "العهد" الإخباري قارَب هذا الموضوع في حديثٍ مع أستاذ التّاريخ والعلاقات الدوليّة الدّكتور جمال واكيم حيث اعتبر أنّ المحكمة العليا تتدخّل في المسائل الخِلافيّة الكُبرى، والإنتخابات تُعدّ قضيّة أساسيّة خاصّةً عندما يحدُث نزاع بسبب التّشكيك بنتائج الفَرز.

ولفت إلى أنّ المحكمة العليا هي أعلى هيئة قضائيّة يُمكن الإحتكام إليها في الولايات المتّحدة وهي "تبتّ في النّزاعات الفعليّة" التي وصلت للمحاكم الإبتدائيّة التّابعة للوِلاية ونظرت فيها وأصدرت فيها حُكمًا، ممّا يعني أنّها تتدخّل في مُراجعة ما قرّرته محاكم أدنى منها، مع الإشارة إلى أنّ المحكمة العليا غير مضطرّة إلى القبول بالملفات التي تُرفع إليها.

وشرح واكيم أنّ المحكمة العُليا تنظر في البَداية إلى طبيعة الدّعوى أو الشّكوى إذا كان لها سند مادي مثلًا، وأوضح ذلك بمثال أنّه "إذا شكّك طرف بعمليّة التّصويت التي جرت عبر البَريد، هنا المَحكمة تنظُر هل فِعلًا حدث التّزوير؟، وهل أنّ أحدًا ما صوّت عبر البريد ثمّ  انتخب في مركز الإقتراع؟".

وأضاف واكيم "إذا وجدَت المَحكمة أنّ التّصويت في وِلاية بنسلفانيامثلاً له القُدرة على حَسم النّتيجة النهائيّة للإنتخابات، وإذا وجدَت أنّ بِطاقات الإقتراع المتأخّرة يُمكنها ترجيح الكفّة، فقد تتدخّل المَحكمة العُليا لحَسم النّزاع".

ولفت إلى أنّه في الإنتخابات الأمريكيّة التي جرت في العام 2000 تمّت إعادة فرز الأصوات في أربع مناطق في ولاية فلوريدا بناءً على شكوك قدّمها المُرشّح الديموقراطي آل غور مقابل المرشح  حينها جورج دبليو بوش حيث كان الفارق 537 صوتًا مع بوش في الولاية برمّتها.

وحول أسباب الجوّ المَشحون الذي تَشهده أميركا في الإنتخابات الحاليّة، قال واكيم أنّه يعود إلى عدّة أمور أبرزها "الإستقطابات الإنتخابيّة الموجودة خصوصًا أنّنا نَشهد صِدامات في الشّارع بين جمهور الفريقين (الجمهوري والديمقراطي) والتي قد تؤدّي، بحسب واكيم، إلى دخول أميركا في أزمةٍ عميقةٍ خصوصًا مع تصاعُد التّوتّر العِرقي (قصة جورج فلويد) وإلى استفحال الأزمة الإقتصاديّة التي يُعاني العالم وأميركا من تردّداتها.

وخلص واكيم إلى أنّ السيناريو المتوقّع لِما بعد انتهاء الإنتخابات الأمريكيّة في حال فاز بايدن بنسبة أصوات قليلة، فإنّ ترامب سوف يشكّك ويلجأ للمحكمة العُليا، والعَكس صَحيح.

دونالد ترامبجو بايدنالانتخابات الاميركية 2020

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة