يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

موجة غضب عراقي استنكارًا لإساءات ماكرون لرسول الانسانية
02/11/2020

موجة غضب عراقي استنكارًا لإساءات ماكرون لرسول الانسانية

بغداد- عادل الجبوري

تواصلت ردود الافعال والمواقف العراقية الغاضبة والمستهجنة لاساءات وتجاوزات الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون ضد الاسلام ونبيه الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم. وطالب الاف العراقيين في تجمعات ومسيرات احتجاجية بعدد من المحافظات باتخاذ خطوات رادعة بحق كل من يسيء لرسول الانسانية وللدين الاسلامي، معتبرين ان تصريحات ماكرون الاخيرة، يمكن ان تعزز مشاعر الكراهية وتغذي الاحقاد وتوسع دائرة الصراعات بين المجتمعات.     

وفي هذا السياق، شهدت محافظة النجف الاشرف، التي تعيش هذه الايام اجواء ذكرى ولادة الرسول الكريم (ص)، عصر يوم الجمعة مسيرة جماهيرية جابت عددا من شوارع المحافظة، شارك فيها مئات الرجال والنساء والشباب، وبحضور شخصيات دينية علمائية وعشائرية ونخب ثقافية واجتماعية، فضلا عن ممثلين لبعض مراجع الدين واعضاء من مجلس النواب العراقي.

وعبّر المشاركون عن غضبهم واستيائهم من تصريحات ماكرون من خلال حرق صوره ووضع العلم الفرنسي على الارض، ورددوا شعارات منددة بالاساءات الفرنسية وممجدة بالرسول الاكرم (ص) وانسانيته.

وشهدت محافظات اخرى في وسط وجنوب العراق خلال الايام القلائل الماضية تجمعات مماثلة، علما انه في وقت سابق احتشد المئات من المواطنين الغاضبين امام السفارة الفرنسية وسط العاصمة بغداد، واستنكروا عبر شعارات وهتافات باللغات العربية والانجليزية والفرنسية، وصور ساخرة، ما صدر عن الرئيس الفرنسي ضد الدين الاسلامي، واثار حفيظة وغضب اكثر من مليار ونصف المليار مسلم، وطالبوا بالاعتذار من المسلمين جراء الاساءات والتجاوزات على دينهم ونبيهم.  

موجة غضب عراقي استنكارًا لإساءات ماكرون لرسول الانسانية

المفوضية العراقية لحقوق الانسان

بموازاة ذلك، أدانت المفوضية العراقية لحقوق الانسان بأشد عبارات الاستنكار تصريحات ماكرون العنصرية ورفضت المفوضية في بيان لها "الإساءة إلى الرسول الأعظم محمد نبي الرحمة والإنسانية بنشر الصور المسيئة لشخصه الكريم وما صدر من تصريحات عنصرية على لسان الرئيس الفرنسي ماكرون.

وشددت المفوضية على أن "الاستمرار في هذه الأعمال المشينة يعتبر إهانةً وتجاوزا لمشاعر المسلمين في العالم، وانتهاكا لحقوقهم التي نصت عليها مبادئ حقوق الإنسان في حرية الأديان واحترام العبادات والرموز الدينية"، مشيرة الى أن "العالم الذي يواجه تحديات صعبة ومعقدة في مواجهة التطرف الديني، يحتاج من الجميع إلى التكاتف وتوحيد الجهود في مكافحة بواعث العنصرية ومنع الإساءات لكل المعتقدات والديانات في العالم أجمع".

ودعت مفوضية حقوق الانسان وزارة الخارجية العراقية الى "التحرك عبر قنواتها الرسمية لاستنكار هذا العمل غير ألاخلاقي لدى الدول التي صدرت منها تلك الإساءات، وطالبت بتشريع قانون دولي يجرم الإساءة للأديان، لافتة إلى أن ترسيخ حقوق الإنسان ينبع من احترام وتقديس الديانات والرسالات السماوية".

تحالف الفتح

وفي السياق نفسه، قال تحالف الفتح (الكتلة البرلمانية الاكبر) في بيان له إن العالمين الإسلامي والعربي وأصدقاء الشعب الفرنسي فوجئوا بتصريحات ماكرون المسيئة ضد الإسلام ورسوله الكريم (ص) وأحكامه، معتبرا ان ما تحدث به يعد "إساءة بالغة للقيم الإنسانية والحضارية والعناصر الحافة بالمركب الثقافي للأمم ومنها الأمة الاسلامية التي تعتز بإسلامها وتقدس رسولها الكريم وتعتقد برسالته الخاتمة وتعدها رحمة ونعمة على العالمين".

وأشار تحالف الفتح الى أن "تصريحات ماكرون المسيئة تدل على جهله بالإسلام، وهو بذلك، خسر العالم العربي والإسلامي، وخسرت فرنسا حليفا استراتيجيا من الشعوب العربية والإسلامية ومنها الشعب العراقي، وإن أقل رد على هذا التجاوز السافر على النبي الأكرم هو مقاطعة المنتجات الفرنسية، وعلى الحكومة استدعاء السفير الفرنسي وتوجيه رسالة احتجاج شديد اللهجة للحكومة الفرنسية".

حزب الدعوة الاسلامية

حزب الدعوة الاسلامية طالب فرنسا بتقديم اعتذار رسمي لتطويق واحتواء اثار وتبعات تصريحات ماكرون الاستفزازية.

وأوضح الحزب في بيان له بهذا الشأن أن "تصريحات ماكرون ضد الاسلام تعكس عقده النفسية وهزيمته الداخلية ونزقه كصغير يريد ان يكون كبيرا بالتطاول على الكبار، وتأتي ضمن منهج متعمد للنيل من الاسلام واستهداف مقدساته".

تحالف عراقيون

من جانبه، استنكر تحالف عراقيون موقف الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون  بالإساءة للنبي محمد(ص)، معتبرا انه يشكل تعديا سافرا على جميع الرسالات الحقة والأديان الإلهية.

وأكد التحالف في بيان صحافي أن الرسول الأعظم محمد شخصية إنسانية عالمية يجلها أكثر من مليار إنسان وأي إساءة له تمثل إساءة للإنسانية جمعاء واستخفافا بمشاعر اتباعه في العالم، وان لغة الحوار والعقلانية والحكمة تستدعي من الجميع احترام مقدسات الاخرين ومشاعرهم حفاظا على الأخوة الإنسانية والسلم الاجتماعي والأمن الدولي، مشددا على "ان حرية التعبير عن الرأي يجب أن تكون ضمن إطار احترام مشاعر ومقدسات الآخرين، مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم".

  وتجدر الاشارة الى ان اعضاء في البرلمان العراقي كانوا قد لوحوا بقيام البرلمان باتخاذ خطوات واجراءات عملية ردا على اساءات وتجاوزات الرئيس الفرنسي، مؤكدين، "أن ما قام به ماكرون، من اساءة لرسول الانسانية والعدالة والرحمة، يمثل رسالة سيئة لكل شعوب العالم، وليس الاسلامية فقط، وهو امر للأسف يتكرر بين فترة وأخرى، ويشعرنا بخيبة امل من دول تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان".

وفي محاولة منه لامتصاص موجة الغضب التي اجتاحت كل انحاء العالم الاسلامي، صرح ماكرون بأنه يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتورية، وان الاخيرة ليست مشروعا حكوميا بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة، وهناك أناس يحرّفون الإسلام وباسم هذا الدين يدّعون الدفاع عنه"!.

ايمانويل ماكرونالنبي محمد

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة