طوفان الأقصى

لبنان

الحكومة
29/10/2020

الحكومة "العتيدة" تبصر النور في أقل من أسبوع

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على موضعي تأليف الحكومة وترسيم الحدود البحرية مع العدو الإٍسرائيلي. وتشير الأجواء أن هناك تقدمًا حصل في عملية تشكيل الحكومة في ظل مناخات من التفاهم والايجابية، ومن المتوقع أن تبصر الحكومة "العتيدة" النور في أقل من أسبوع.

على صعيد ترسيم الحدود لم يصدر أي تصريحات عن إجتماع الأمس في الناقورة، على أن يستكمل البحث قبل ظهر اليوم.

"الأخبار": هيل يدعم الحريري.. استغِلوا انشغالنا بالانتخابات لتأليف حكومة

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أن لبنان، كما غيرِه من دول المنطقة دخلَ في الزمن الانتخابي الأميركي، الذي باتَ معه كل شيء يُحسب وفقَ مقياس صناديق الاقتراع في الولايات المُتحدة. وفي هذا الإطار، نقل زوار للعاصمة الاميركية عن وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، دعم بلاده لتولي سعد الحريري رئاسة الحكومة، وتفهّمها للاتصالات السياسية التي يجريها في إطار تأليف الحكومة. وقال هيل إن وزارته تعمل اليوم وفق سياسة المتابعة اللصيقة للملف اللبناني، لكن ليس هناك أحد آخر في الإدارة يهتم اليوم لما يجري في لبنان. وقال الزوار إن هيل قصد أنه يمكن للبنانيين استغلال فرصة انشغال بقية دوائر القرار الأميركي بالانتخابات لأجل القيام بعقد تسويات قابلة للعيش. وقال هؤلاء إن هيل كان حازماً حيال الملف المالي بقوله: «لا إطار للعمل خارج برنامج صندوق النقد الدولي».

محلياً، التسريبات الدائمة التي تخرُج من منزل الرئيس المكلّف في وادي أبو جميل، تشيع أجواءً تفاؤلية تستنِد، بحسب مطلعين، إلى جلساته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وتقلّل المصادر من قدر هذه الأجواء، خاصّة أن العقدة الأساسية التي يجِب على الحريري تذليلها لا تُحلّ باللقاءات مع عون، بل مع رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل. لكن مصادر في التيار الوطني الحر تشير إلى أن «معضلة» حصة التيار يمكن تجاوزها عبر حصة رئيس الجمهورية، فيما تنفي مصادر في 8 آذار ذلك، مؤكدة أن عدم وقوف الحريري على رأي باسيل، سيعرقل تأليف الحكومة.

وتعتبِر مصادر سياسية بارزة أنه «بمعزل عن الاتفاق الضمني بين الحريري والثنائي الشيعي على التسهيل، وأهم ما فيه هو تسمية الوزراء الاختصاصيين»، فإن ما ستحمِله الأيام المقبلة سيكون كفيلاً بتظهير إذا ما كانت هناك عقد أخرى أو لا. ففيما يؤكّد الثنائي، تحديداً حزب الله، أن «الحريري حتى الآن لم يتواصل معه، وأن الحزب ينتظر نتائج المشاورات مع عون، والاتفاق مع باسيل»، يبقى أحد المؤشرات على الخلافات المكتومة هو ما نُقل عن رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط الذي «رفع الصرخة» يومَ أمس تعبيراً عن استيائه من لقاءات عون مع النائب طلال أرسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب. فجنبلاط الموعود بحقيبتَي «الصحة» و«الشؤون الإجتماعية» يشتمّ من وراء هذه اللقاءات «محاولات لتقاسم الحصة الدرزية بينه وبين أرسلان»، بحسب مقرّبين منه، علماً بأن «أرسلان لا يحق له الحصول على حقيبة في حكومة عشرينية». وازداد توتر جنبلاط مع المعلومات التي تحدّثت عن إصرار الحريري على الحصول على وزارة الصحة!

وقبيل توجّه الحريري مساء أمس الى بعبدا حيث كانَ لقاءٌ أعلن القصر الجمهوري أنه «استكمال لدرس الملف الحكومي في أجواء من التقدم والتأنّي»، نقلَ مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه قوله إن «الحكومة العتيدة قد تبصر النور في غضون أربعة أو خمسة أيام إذا ما بقيت الأجواء إيجابية تسير على النحو القائم حالياً». اللقاء بين عون والحريري، الذي دامَ حوالى 45 دقيقة، لم تخرج عنه أي معلومة، إذ هناك إصرار على «إبقاء المداولات سرية»، كما تقول مصادر بعبدا التي اقتصر تأكيدها على أن «النقاش وصل الى مرحلة توزيع الحقائب». وأصدر الحريري مساءً بياناً نفى فيه كل ما يرد في الإعلام عن مشاورات تأليف الحكومة.


"اللواء": مداورة رئاسية للحقائب السيادية.. وتدوير زوايا الخدماتية في المرحلة الأخيرة

بدورها، صحيفة "اللواء" اعتبرت أن الرئيس المكلف سعد الحريري أضفى عبر البيان التوضيحي الصادر عن مكتبه الإعلامي أجواء إضافية من المصداقية حول «التقدم الحاصل في عملية تشكيل الحكومة، في ظل مناخات من التفاهم والايجابية».

وشددت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة ان التقدم متواصل بعملية التشكيل بعد ان تم التفاهم على شكل الحكومة وتركيبتها، ويتم الان البحث في كيفية توزيع الحقائب الوزارية، وتوقعت ان تنجز التشكيلة نهاية الاسبوع بحيث يكون للبنان حكومة جديدة الاسبوع المقبل. واذ اشارت المصادر المذكورة الى ان معظم الاطراف تستعجل انجاز التشكيلة الحكومية بأسرع وقت ممكن خشية حدوث متغيرات مفاجئة، ولكن هذه الرغبة مازالت تصطدم بتباينات متعلقة بتوزيع الحقائب الوزارية، وهي تتطلب مزيدا من الحوار والاتصالات لتذليلها تمهيدا لإنجاز عملية التشكيل قريبا ،متوقعا أن تعلن التشكيلة الحكومية نهاية الاسبوع الحالي.

ولئن كان من الصحيح حقاً، ان المطلعين على ملف التأليف، هما الرئيسان ميشال عون والحريري، المتفقان على منهجية عمل جديدة، تعتمد السرية وعدم التسريب، سبيلاً لمعالجة ما يستعصي على التأليف، وحماية المسار الجاري باتجاه التوصّل إلى تفاهمات، تجعل من الكتل التي سمت الرئيس المكلف، في صلب الحكومة العتيدة، لتتمكن من «انجاز المهمة» المحددة بالزمان (6 أشهر) وبالاشخاص (اخصائيين) والموضوعات (إصلاح الكهرباء، والقطاع المصرفي، ومعالجة ودائع المواطنين.. ووقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت)..

والواضح، وفقاً لأوساط مراقبة فإن اللقاءات المتتالية بين الرئيسين تشي بأن التوليفة الحكومية بشكلها النهائي، قيد الإنجاز، وربما هناك غربلة لتوزيع الحقائب بين صيغتين واحدة من 18 وزيراً يتمثل فيها كاثوليكي ودرزي فقط، وثانية من 20 وزيراً يتمثل فيها الكاثوليكي بوزيرين وكذلك الدروز.

وازاء المعلومات التي جرى التداول فيها، عبر «التويتر» وبعض مواقع التواصل، لجهة المداورة بالحقائب، على النحو التالي:

1- الداخلية والدفاع من حصة رئيس الجمهورية.

2- الاشغال والخارجية (من حصة المستقبل).

3- المالية (من حصة أمل).

4- التربية والتعليم العالي (حزب الله).

5- الاتصالات (المرده).

6- الطاقة ما يزال البحث جارٍ لمن تؤول أو يحتفظ بها التيار الوطني الحر..

إزاء ذلك صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، بيان توضيحي تضمن:

١- ان ما تتناقله وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي من معلومات وتسريبات بشأن مسار تشكيل الحكومة هو غير دقيق ولا يمت للحقيقة بأي صلة لا من قريب او من بعيد.

٢- ان موضوع تأليف الحكومة يتم بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف وهما الوحيدان المطلعان على ملف التشكيل وهما ملتزمان بعدم تسريب او بث اي اخبار تتعلق بهذا الملف قبل وصول الامور الى خواتيمها.

٣- ان الاجواء الوحيدة والحقيقية التي يعكسها فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلف هي اجواء التقدم في عملية تشكيل الحكومة في ظل مناخات من التفاهم والايجابية.

ونسب إلى مصدر في المرده ان الكتلة لم تبلغ بالحقيبة التي ستسند إليها، وإذا تبين ان وزارة الاشغال ستؤول إلى سواها بالمداورة فلا مشكلة الا إذا تبين ان هناك أكثر من خيار على هذا الصعيد.

وكانت التسريبات استمرت عن توزيعة لبعض الحقائب الوزارية على الطوائف والقوى السياسية التي لم يتأكد منها شيء حتى الان، وسط زيارة قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا عصر امس هي الرابعة له خلال ايام قليلة، حيث افادت معلومات رسمية من قصر بعبدا «ان الرئيس عون استكمل مع الرئيس الحريري درس الملف الحكومي في اجواء من التقدم والتأني»… ما يعني ان البحث لا زال قائماً حول امور كثيرة لكنه يسير بوتيرة ايجابية الى حد كبير، لكن بقيت بعض القضايا عالقة لا سيما عدد الوزراء 20 أو أقل، وحول التمثيل الدرزي وهل تُعطى حقيبة لمن يسميه رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان ام لا. فيما الآمال معلقة على ان تبصرالحكومة النور في الذكرى الرابعة لتولي الرئيس ميشال عون سدة الرئاسة التي تصادف السبت المقبل في 31 تشرين اول.

وفي حين ذكرت قناة ام تي في مساء ان الحريري حمل مسودة تشكيلة من 14 وزيرا، لكن حسب التسريبات فإن بعض الحقائب بات محسوما لبعض القوى السياسية، لا سيما حقيبة الداخلية للرئيس عون الذي يفضّل ايضا ضم حقيبتي الدفاع والعدل ليكتمل عقد الحقائب الامنية، والخارجية للحريري، والمالية للرئيس بري، اما بقية الحقائب فرهن بما يؤول اليه أمر المداورة، وإن كان المرجح ان تبقى حقيبة الصحة لمن يسمّيه حزب الله. علما ان حقيبة الاقتصاد لا تقل اهمية الان عن حقيبة المال بل هي مكمّلة لها في هذه الظروف التي تستدعي اجراءات اصلاحية اقتصادية في العمق، ولم يأتِ أحد على ذكرها.

وحاور رئيس المجلس النيابي وفدا طالبياً من جامعة القديس يوسف كشف فيه بأن الحكومة العتيدة قد تبصر النور في غضون أربعة او خمسة أيام اذا ما بقيت الاجواء ايجابية تسير على النحو القائم حالياً. وجدد الرئيس بري التأكيد على ان المفاوضات التي يجريها لبنان في الناقورة هي حصراً من أجل تثبيت حقوق لبنان بالاستثمار على ثرواته كاملة من دون زيادة او نقصان قائلاً: ليس وارداً لا من قريب ولا من بعيد القبول بأن تفضي مفاوضات الترسيم الى تطبيع مع العدو الاسرائيلي الذي يتم التفاوض معه وفقاً لآليات واضحة هي مندرجات تفاهم نيسان وبطريقة غير مباشرة تحت علم الامم المتحدة.

"البناء": بري.. الحكومة خلال أيا ولا تطبيع في التفاض وفلسطين هي الحقّ

أما صحيفة "البناء" رأت أن زيارة الوفد الروسيّ للبنان برئاسة المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترسم إطاراً حركياً للمقاربة الروسية القائمة على دعوة دول المنطقة لفك ارتباط استحقاقاتها وقضايا بدعوات الانتظار المعلّقة على حبال الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي تدخل المنطقة والعالم في سنة من الفراغ إذا تمّ اعتمادها خطاً فاصلاً في رسم السياسات، وأزمات المنطقة ومنها لبنان لا تملك ترف الوقت للوقوع في هذا الفخ. والمبادرة الروسيّة الداعية لمشاركة لبنان في مؤتمر النازحين الذي دعت إليه الدولة السورية تأتي ضمن هذا الإطار.

بالتوازي رسمت مفاوضات الناقورة في جولتها الأولى عملياً بعد الجولة البروتوكولية التي عقدت قبل أسبوعين، إطاراً لعنوان ثانٍ سيكون حاضراً في شهور الفراغ الأميركي الرئاسي مهما كانت نتائج الانتخابات، وحيث الوسيط الأميركي والراعي الأممي يبدوان ملتزمين بالسير قدماً بتسريع التفاوض غير المباشر حول ترسيم الحدود البحرية خصوصاً، حيث المطلوب في الحدود البحرية المرسمة هو إخلاء قوات الاحتلال نقاطاً لبنانية محتلة، حيث تم خلال جولة أمس التي تستكمل اليوم، تبادل العروض التقنية والقانونية، ويتم اليوم تقديم الردود على العروض التقنية والقانونية التي جرى تقديمها، لتحدّد الجولة الثالثة نقاط الخلاف التي سيبدأ الوسيط والراعي مساعيهما لتفاوض غير مباشر سعياً لصياغة نقاط اتفاق تشكل بداية مسودة محاضر الاتفاق الذي سيحتاج شهوراً لإنجازه.

بين سقفي المسعى الروسي والمناخ التفاوضي، يتقدم المسار الحكومي بصفته ترجمة لما يبدو قراراً رئاسياً يلتقي عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، مضمونه قطاف الفرصة اللبنانية الحكومية في مناخات دولية يتصدّرها المشهد الانتخابي الرئاسي الأميركي، بحيث يجري تشكيل الحكومة قبل موعد الانتخابات، أو على الأقل قبل ظهور نتائجها، كما قالت مصادر متابعة للمناخات الرئاسية المتصلة بالمشهد الحكومي والتقدم المحقق في عناوينه الرئيسية.

رئيس المجلس النيابي نبيه بري توقع انتهاء تشكيل الحكومة خلال أيام، نافياً أي منحى تطبيعي للتفاوض اللبناني، مجدداً تمسك لبنان بالقضية الفلسطينية التي سبتقى كما قال الحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه، وحيث لسان حالها «ماهر» لا ينطق عن هوى وبالعربية فلسطين ليست عبرية.

الأيام التي توقعها بري لولادة الحكومة، تحمل بشكل شبه يومي لقاءات تجمع الرئيسين عون والحريري بصورة تخطّت ما كان يجري في عمليات تشكيل الحكومات السابقة، وقد سجلت مصادر مواكبة للملف الحكومي، دقة ما كانت «البناء» قد تفرّدت به في عدد أمس لجهة اعتماد عدد 18 وزيراً وليس صيغة عشرينية للحكومة كما ساد إعلامياً، وكذلك لجهة تطبيق التبادل في حقائب مثل الداخلية والخارجية والطاقة والصحة والأشغال والتربية والاتصالات، حيث تم التفاهم على حقائب الطاقة والداخلية بين الرئيسين، من ضمن الحصة المسيحية، يختار وزراءها الرئيسان ولن تؤول لجهة خارجهما، بينما تجري معالجة الملفات الجانبية لتبادل حقائب الصحة والأشغال والتربية، سواء لجهة وجود وزير درزي واحد وحصرها بالنائب السابق وليد جنبلاط الذي رفض حقيبة التربية مطالباً بالصحة، وعرض الرئيسان لحقيبة الأشغال على حزب الله بدلاً منها، وصولاً لعقدة الحقيبة التي سيتم إسنادها لتيار المردة بدلاً من الأشغال، بعدما لم يقبل تيار المردة بالتربية، لتصير العقدة الراهنة بعنوان المردة والاتصالات التي يتمسك بها الحريري وربما تكون الحقيبة التي ترضي المردة، وهذا الملف يتولاه الرئيس الحريري، وبالتوازي قالت المصادر المتابعة إن أوساط رئيس الجمهورية تتولى السعي لإرضاء النائب طلال إرسلان، ربما بالتشارك معه بتسمية أحد الوزراء المسيحيين، مع وجود وزير درزي واحد في تشكيلة الـ18 وزيراً، على أن ينتقل البحث بعد حلّ هذه العقد لكيفية تمثيل حزب الطاشناق والحزب السوري القومي الاجتماعي على أن يلتقي الرئيسان عون والحريري يوم الجمعة مساء مع مسودة أولى بلا أسماء للحكومة الجديدة لتبدأ عملية إسقاط الأسماء عليها، وكثير من الأسماء وفق المصادر بات واضحاً، يوم السبت.

ترسيم حدود لبنان

إقرأ المزيد في: لبنان