طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

الحوار الليبي في تونس: مفاوضات
19/10/2020

الحوار الليبي في تونس: مفاوضات "الفرصة" الأخيرة؟

تونس - روعة قاسم

تستعد تونس لاحتضان الجولة الأولى من الحوار الليبي - الليبي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وسط آمال بأن تتمكن هذه الجولات من التقريب بين وجهات النظر بين الليبيين المتصارعين وأن تكون فرصة جديدة للملمة الجراح والخلافات المتصاعدة.

وكانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت حراكًا دبلوماسيًا متواصلًا انطلق مع مباحثات بين ممثلين عن المجلس الأعلى للدولة عن حكومة الغرب بطرابلس وكذلك ممثلين عن مجلس النواب بطبرق واحتضنتها القاهرة وكذلك محادثات بوزنيقة المغربية. وهي لقاءات عُقدت تحت متابعة مباشرة من الأمم المتحدة وممثلتها في ليبيا. وبالتزامن أيضًا تستعد تونس لاحتضان المنتدى السياسي لحوالي 100 شخصية ليبية مستقلة غير معنية بأي منصب مستقبلًا وهدفها الأساسي هو مصلحة ليبيا واستقرارها وإيجاد حل سلمي بعيدًا عن منطق المناصب والمصالح، وهذا كان الشرط الأساسي للمشاركة في هذا المنتدى الحواري الأكبر منذ سنوات بين الليبيين.

تبرز أهمية احتضان تونس للحوار الليبي - الليبي في ظل المناخ الدولي الذي يبدو فيه أن هناك فرصة لتسوية سياسية للصراع المسلح بعد أن يئست الأطراف المتقاتلة وداعموها الخارجيون من الحسم العسكري. فمعركة طرابلس انتهت بفشل المشير خليفة حفتر، وفي المقابل فإن حكومة طرابلس أيضًا وصلت الى طريق مسدود ولم تتمكن كل المقاتلات التركية الداعمة لها من احراز تقدم واضح، وبقيت أوراق النفط الليبي والهلال النفطي بيد حفتر ومسانديه من قبائل الشرق الليبي.

وقد استُقبل قرار بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بعقد الاجتماع الأول المباشر بين مختلف الفرقاء الليبيين في تونس بالترحاب من قبل دول الجوار الليبي خاصة تونس الحاضنة للمؤتمر والجزائر والمغرب ومصر، فهذه الدول التي تربطها بليبيا علاقات حسن الجوار إضافة الى الترابط التاريخي والجغرافي تريد الاستقرار لليبيا ووأد الفتنة المشتعلة بعيدا عن منطق المصالح - والصراع على الثروات الليبية بين القوى الغربية المؤثرة في الصراع. فما يجمع الفضاء المغاربي، خاصة تونس والجزائر وليبيا ومصر، أكبر من مجرد حدود مباشرة وانما أمن المنطقة وسلامتها وحمايتها من كل الأطماع الغربية ومن شبح عودة الاستعمارات الخارجية بوسائل وأشكال جديدة مستحدثة منها هذا الصراع الدولي الذي يدور في ليبيا منذ سنوات دون توقف. واليوم يأمل التونسيون أن تكون بلادهم محطة هامة من محطات الحوار الليبي والتسوية العاجلة في هذا البلد الشقيق.

وتجدر الإشارة الى أن اجتماع تونس سيكون مرحلة هامة للتحضير للاجتماع الموسع الذي سيعقد في جنيف السويسرية مثلما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قائلًا في تصريح صحفي إن الهدف الأهم حاليًا هو ضمان تقدم جميع الجهود في نفس الاتجاه، ومشاركة الليبيين كلهم في العملية السياسية، حتى يتم تحقيق التوازن لكافة المناطق في ليبيا. وأوضح أن جميع الخطوات في هذا الصدد يجب أن تتخذ برعاية الأمم المتحدة، وأن التحضيرات مستمرة للاجتماعات المرتقبة في جنيف عقب اجتماعات القاهرة بين الأطراف الليبية.

ويبدو أن الجدل الدائر اليوم بين مختلف الفاعلين هو حول الكيفية التي ستخرج منها ليبيا من أزمتها وهل ستلجأ الى انتخابات عاجلة مباشرة أم ستكون هناك مرحلة انتقالية تسبق الانتخابات. فهناك دعوات للتوجه مباشرة الى انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا، خاصة أن وفدي التفاوض في مصر بين المجلس الأعلى للدولة و"نواب طبرق"، اتفقوا في ختام اجتماعهما بالقاهرة، خلال الأسبوع المنقضي "على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية والبدء في ترتيبات المرحلة الدائمة". ويشكل هذا الاتفاق المفاجئ منعرجًا حاسمًا في انهاء الأزمة الليبية الصعبة.

تونسليبيا

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة