يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

هل يستطيع أردوغان تنفيذ تهديداته الأخيرة في شمال سوريا؟
07/10/2020

هل يستطيع أردوغان تنفيذ تهديداته الأخيرة في شمال سوريا؟

دمشق - علي حسن

هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا في بداية الأسبوع الجاري، بالقيام بعمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا ضد قوات "قسد"، والأخيرة استنفرت على أثر هذه التهديدات ودعت موسكو وواشنطن الى اتخاذ مواقف جدية من تهديداته، فهل هو قادرٌ فعلًا على التورط أكثر في سوريا أم أنه عاجر على فعل ما يقول؟
 
الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة قال لموقع "العهد الإخباري": "مما لا شك فيه أن أي عملية عسكرية تركية، سواء كانت جديدة أم توسيعا لعملية قديمة، تحمل في طيّاتها مروحة من المخاطر التي تهدد تركيا بأن تتورط أكثر في المستنقع السوري، وأن تصطدم بحسابات إقليمية ودولية لم تتقن التعامل معها".

وأضاف: "من الواضح أن ملفات الاستنزاف السياسي والعسكري بدأت تتزايد وتتشعب وتتسبب لأردوغان بالصداع، فهو ورّط تركيا في سوريا باحتضان مجموعات ارهابية متقاتلة فيما بينها، وعبر الغزو المباشر أيضًا، وتورط إلى حد ليس بالقليل في الصراع الليبي حيث حلفاؤه يتصارعون، وفتح جبهة للصراع أيضاً مع اليونان، واستدرج إليه العداء الفرنسي والعقوبات الاوروبية، وبات أيضاً في موقع العداء العلني مع مصر والسعودية والإمارات، ويفتح اليوم ساحة جديدة للتورط التركي في القوقاز، عبر تدخله السافر في نزاع ناغورنو كراباخ، ولذلك فإن تصريحاته حول توسيع تورطه السابق في إطار ما أطلق عليه عملية "نبع السلام" ليست إلا تهديداً بتوسيع المأزق التركي على الصعيد الإقليمي، وهو تهديد لتركيا عملياً بإغراقها في مستنقع جديد، فكلما اتسع نطاق تورط أردوغان جغرافياً، فهذا يعني استنزاف تركيا سياسياً ومالياً وعسكرياً، وزيادة حجم العداء للدور التركي الاقليمي القائم على سياسة العدوان ودعم الارهاب".

وأكد دنورة لـ"العهد" أنّه " فيما يتعلق بملف الشمال الشرقي السوري لا يخاطر أردوغان بالغرق في الوحل السوري أكثر فأكثر وحسب، بل هو عملياً يخاطر بالاصطدام بالحسابات الأمريكية والروسية في المنطقة، وبالعموم فإن التهديدات التركية، وبغض النظر عن مصداقيتها التي تراجعت باطراد نتيجة تآكل الردع التركي، فهي تهدد بوضع الالتزام الامريكي تجاه قسد على المحك، فإما أن تتراجع الولايات المتحدة عن دعم قسد تاركةً مهمة ردع تركيا لموسكو، وبالتالي تجد قسد ومسد نفسيهما في ممر إجباري يؤدي الى دمشق، أو أن يتراجع أردوغان، ويخاطر بالأمن الاستراتيجي والوطني التركي على خلفية تعزيز النزعات الانفصالية في جنوب شرق تركيا، واستمرار الاستنزاف عبر العمليات التي يعجز الجيش التركي عن ضبطها في المنطقة ذاتها".

وختم الدنورة حديثه لـ"العهد" الإخباري بالقول إنّ "التركي سيستمر في دفع ثمن مساعيه السابقة والمستمرة لنشر الفوضى في سورية، ما دام عاجزًا أو غير راغب بالاقتناع بأن الصيغة الوحيدة لضمان الأمن والاستقرار لتركيا هي صيغة الأمن الإقليمي الجماعي".

تركياالارهابقسد

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
أردوغان والمهمّة الأميركية الجديدة
أردوغان والمهمّة الأميركية الجديدة
السوداني وأردوغان يوقّعان اتفاقيات مشتركة.. ويدعوان إلى وقف العدوان على غزّة
السوداني وأردوغان يوقّعان اتفاقيات مشتركة.. ويدعوان إلى وقف العدوان على غزّة
إدانات دولية واسعة لجريمة اغتيال أبناء هنية
إدانات دولية واسعة لجريمة اغتيال أبناء هنية
تركيا: المعارضة تتقدّم في الانتخابات البلدية
تركيا: المعارضة تتقدّم في الانتخابات البلدية
صادرات أسلحة تركية إلى العدو تُثير الجدل والغضب
صادرات أسلحة تركية إلى العدو تُثير الجدل والغضب
من هو "جيش العدل" البلوشي؟ 
من هو "جيش العدل" البلوشي؟ 
إيران: اعتقال 11 عنصرًا من شبكة الاعتداء الإرهابي المزدوج في كرمان
إيران: اعتقال 11 عنصرًا من شبكة الاعتداء الإرهابي المزدوج في كرمان
وزير الداخلية الإيراني يعلن اعتقال عدد من المشتبه بهم بتفجير كرمان الإرهابي
وزير الداخلية الإيراني يعلن اعتقال عدد من المشتبه بهم بتفجير كرمان الإرهابي
الجيش السوري يسقط ويدمر عددًا من المُسيَّرات للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب
الجيش السوري يسقط ويدمر عددًا من المُسيَّرات للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب
سورية تُشيّع شهداء العدوان الإرهابي في حمص
سورية تُشيّع شهداء العدوان الإرهابي في حمص
مرتزقة سوريون إلى أوكرانيا وقودًا للصراع
مرتزقة سوريون إلى أوكرانيا وقودًا للصراع
تحرك جديد للسفارة الأمريكية على خط "قسد" والعشائر.. ما الهدف؟
تحرك جديد للسفارة الأمريكية على خط "قسد" والعشائر.. ما الهدف؟
استنفار عشائري لمواجهة "قسد" وانهيارات متسارعة لمقاتليها في شرق الفرات
استنفار عشائري لمواجهة "قسد" وانهيارات متسارعة لمقاتليها في شرق الفرات
الإرهاب يسخن غرب سوريا .. والجيش وحلفاؤه يوسعون دائرة الرد
الإرهاب يسخن غرب سوريا .. والجيش وحلفاؤه يوسعون دائرة الرد
شرق الفرات: بين المواجهة الكبرى والصفقة الكبرى
شرق الفرات: بين المواجهة الكبرى والصفقة الكبرى

خبر عاجل