طوفان الأقصى

لبنان

قرار بعزل 111 قرية وبلدة.. وجمود على المستوى الحكومي
03/10/2020

قرار بعزل 111 قرية وبلدة.. وجمود على المستوى الحكومي

في الوقت الذي كان خبر إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا يستحوذ على نسبة كبيرة من الاهتمام عالميا، دخل لبنان مرحلة جديدة من مواجهة الجائحة باللجوء إلى عزل عدد من البلدات والمناطق التي تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الإصاباتن وبلغ عددها 111، على أن يكون الاقفال تاما.
أما في الشأن الحكومي، فلا جديد على الأرض، وبانتظار إعادة تفعيل المبادرة الفرنسية لمحركاتها، وسط حديث عن طرح اسم سعد الحريري مجددا من قبل باريس، بانتظار موافقة الرياض عليه أو على أحد قريب منه قد يكون نجيب ميقاتي.
وكان لافتا أيضا الحديث عن عدم جاهزية المدارس الرسمية لاستقبال العام الدراسي على أعتاب بدايته خلال أيام، فمدارس الدولة لا تمتلك الإمكانيات للتعليم عن بعد أو عن قرب حتى الآن.


"الأخبار": «صفر جاهزية» للتعليم عن بعد... وعن قرب

تناولت صحيفة "الأخبار" الشأن التربوي، واعتبرت أنه فيما تحوّل مديرو المدارس الرسمية إلى «متسوّلين» يراضون خواطر الدائنين لتسيير أمور مدارسهم وتجنيبها الإقفال، تتجه الأنظار إلى تصويب آلية الصرف في وزارة التربية وإعادة توجيه الهبات والقروض التي تأتي من منظمات دولية ولا تخضع لرقابة أي من ديوان المحاسبة أو التفتيش المركزي، وتُصرف في مجالات لا منفعة فيها، فيما تترك المدرسة الرسمية لتواجه مصيرها بصناديق فارغة وأبنية وتجهيزات مهترئة

ليس في معطيات المدارس والثانويات الرسمية ما يشي بأن العام الدراسي سينطلق طبيعياً في 12 تشرين الأول الجاري. المديرون متروكون لمواجهة كل التحديات التربوية، والمادية خصوصاً، على «التساهيل وبالدفع الالهي ومن دون الاسترشاد بأي خطة أو رؤية واضحة»، على ما يقول أحدهم، إذ «تصر وزارة التربية على تحويلنا إلى متسولين»، في إشارة إلى تأخير دفع المستحقات الواجبة لصناديق المدارس. وهنا، يمكن تخيّل حرج مدير مدرسة رسمية يسلك في طريقه إلى عمله دروباً «ملتوية» لتفادي مواجهة الدائنين من أصحاب محطات الوقود أو المكتبات أو المحال التي يبتاعون منها المستلزمات الضرورية حالياً، ولا سيما الكمامات وأدوات التعقيم.
أكثر من الحرج، لم يتردد رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، أخيراً، في تأييد توجه لدى بعض المديرين في الجنوب الى إقفال المدارس وإيداع مفاتيحها لدى وزارة التربية إذا بقيت الصناديق خاوية، لكون هذا الواقع سيشكل خطراً على الصحة العامة للتلامذة والمعلمين.
«على بعل»، عاشت صناديق المدارس في السنتين الماضيتين. وقبل أيام قليلة فحسب، «أنعم» برنامج التعليم الشامل المعني بتعليم اللاجئين السوريين على المدارس ببعض «المواد الصحية» للوقاية من كورونا.

المستحقات على الصناديق تفوق المداخيل، ما يتسبب في عجز، فما هو مطلوب من هذه الصناديق تحديداً؟
كل ما يمكن أن يخطر في البال من مصاريف لتسيير أمور المدارس الرسمية. فالصناديق تغطّي رواتب الحراس والعمال في المدرسة، وما يستحق عليهم للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومستحقات عمال المكننة، وكلفة تأمين التلامذة في الحوادث الطارئة، وتكاليف الكهرباء والتدفئة والمياه والصيانة والقرطاسية والطبشور ومواد التنظيف والأدوات المكتبية والإلكترونية وتصوير الأوراق والمستندات والانشطة اللاصفّية والرياضية. وفي زمن «كورونا»، أضيفت إليها الكمامات ومواد التعقيم وموازين الحرارة.

الدراسة تنطلق في ظل ظروف صعبة جداً، بحسب مديرة مدرسة لا يحتوي صندوق مدرستها على أكثر من 17 ألف ليرة فقط! وتقول إن تسديد جزء من المستحقات لن يكفي لوقت طويل لسداد الديون المتراكمة، أو تأمين الاحتياجات الضرورية الملحّة بسبب غلاء الأسعار.
«دبروا حالكم»، هي أكثر عبارة يسمعها المديرون أثناء الاستعداد لعام دراسي غير واضح المعالم. يقولون إن الإدارة التربوية تعيش في عالم افتراضي مفصول عن الواقع، «وهو ما يفسّر مطالبتهم لنا بتوفير مقعد لكل تلميذ يلجأ إلينا، ونُمنع في الوقت نفسه من تشعيب الصفوف بحجة أن ذلك يرتّب تعاقداً مع أساتذة جدد. أما إذا كان لا بد من تعاقد جديد، فعلينا أن نؤمن ذلك على حساب صناديق المدارس أو البلديات أو الجمعيات الأهلية، وليس على حساب الوزارة»، كما يشرح أحد المديرين الذي يستبعد، وسط الإقبال الشديد للتلامذة على المدرسة الرسمية، تطبيق التباعد الاجتماعي الذي تفرضه «كورونا».

يبدو المدير مقتنعاً بـ«أننا متروكون لمصيرنا في عام دراسي سيولد ميتاً». والمشكلة لا تنحصر في صناديق «مكسورة» على عشرات الملايين فحسب، بل في انطلاقة العملية التعليمية نفسها، إذ يؤكد مدير مدرسة كبيرة أنه «لم تصلنا أي توجيهات في ما يخص البرامج المستخدمة في التعليم الحضوري وأون لاين، ولم يخضع معلمونا وتلامذتنا لأي تدريب، ولم تكن النسخة الالكترونية للكتاب المدرسي الرسمي تفاعلية وعلى قدر الآمال، إذ تعترض الوصول إليها معوقات كثيرة».

التعليم الحضوري استجابة الوزارة لرغبة المدارس الخاصة لتبرير استيفاء الأقساط

بعض المديرين متيقن من صعوبة اعتماد التعليم عن بُعد في المدارس الرسمية لاعتبارات شتى، أبرزها عدم توفر أجهزة التابليت والتلفون وانقطاع الكهرباء والانترنت، وكل نداءات الاستغاثة التي أطلقها الوزير في هذا الخصوص لا تزال حتى الآن صراخاً في الفراغ. كما أنّ التعليم الحضوري يقلقهم أيضاً لجهة تطبيق البروتوكول الصحي الذي ينطوي على تعقيدات كثيرة، ليس في القاعات الدراسية فحسب، بل أيضاً على الطرقات، فلا سلطة للمدير على صاحب الباص الخاص الذي يقل التلامذة من المدرسة واليها. وليس بين أيدي الطلاب نسخ ورقية من الكتاب المدرسي. أحد المديرين بدا جازماً: «لسنا جاهزين لا للتعليم أون لاين ولا للتعليم الحضوري»، لافتاً إلى أن اعتماد التعليم الحضوري لا يتجاوز استجابة الوزارة لرغبة المدارس الخاصة في الحضور إلى الصفوف، لتبرير استيفاء الأقساط. وفي الوقت نفسه، لا يخفي المديرون صعوبة تعاطي تلامذة المدرسة الرسمية مع منصة «microsoft teams التي تعتمدها وزارة التربية، ما جعلهم يعتمدون مبادرات فردية يجري الاتفاق عليها بين الإدارة والمعلمين والأهل، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من التلامذة، ولا سيما «الواتساب» والأنشطة الورقية.

 

"اللواء": إستئناف المشاورات الاسبوع المقبل
من جهة أخرى، استفحل الداء، وتناقص الدواء، وضجت البلاد بسوء  الاداء، هذا ما ينطبق، بموضوعية، على المشهد الصحي، وتبعاته في البلاد، بعدما تفشى وباء فايروس كورونا، وحل في المحافظات والاقضية والمنازل والمؤسسات التربوية، والقضائية والادارية، وحتى الصحية، وفاقم من الخلافات، سواء في ما خص الاجراءات او الاستثناءات.

فصحياً، نشرت وزارة الصحة  جدولاً يظهر توسع انتشار الفايروس، واعلنت في تقريرها اليومي عن تسجيل 1291 اصابة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي الى 42159، اضافة الى وفاة واحدة.

ادارياً، شمل قرار وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال العميد محمد فهمي على خلفية تفشي كورونا، بعد الاصابات المرتفعة فيها بالفايروس 111 قرية وبلدة، في محاولة لضبط الانفلات، وسط اعتراض مؤسسات وبلدات سألت عن معيار الاقفال، واعلنت عدم الالتزام.

وفي هذا الاطار، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي في تصريح لصحيفة اللواء ان قرار اقفال بعض المناطق التي تشهد ارتفاعا في  الاصابات بكورونا  سليم ورأى ان الوضع لامس الخط  الاحمر ولم يكن في  الامكان التساهل معلنا انه كان يؤيد خيار وزير الصحة ب الاقفال ١٥يوما انما بشرط تطبيق إجراءات قاسية بحق المخالفين بعد ذلك.

وقال انه رفع الصوت في الجلسة العامة لمجلس النواب محذرا من امكانية سير لبنان في النموذج  الايطالي بالنسبة الى كورونا واشار الى وجود مرضى في قسم الطواريء يتم علاجهم بفعل اشغال ٩٠بالمئة من  الاسرة وهذا امر خطير. واذ اعلن ان القطاع الطبي في لبنان منهك بفعل غياب اي حماية كافية له من وباء كورونا كما الحوافز دعا المستشفيات الخاصة الى  الالتزام بتعهداتها لجهة اقسام لكوفيد ١٩. 

واشار الى ان هناك مسؤولية فردية ايضا تتصل بالمواطنين الذين عليهم  الالتزام ب الاجراءات الوقائية كما ان هناك مسؤولية لدى الدولة والوزارات  لجهة فرض  الاجراءات الصارمة والتشدد وقمع المخالفات.

وسط هذا الارباك المتزايد، الذي احدثته تداعيات كورونا  توقعت مصادر رسمية إعادة تنشيط الاتصالات المتعلقة بالملف الحكومي، الاسبوع المقبل، بالتوازي مع التحضير لمفاوضات تحديد الحدود في 14 الشهر الحالي، «بعدما اخذت القوى السياسية فترة اسبوع لتقييم تجربة تكليف الدكتور مصطفى اديب بإيجابياتها وسلبياتها»، ورجحت ان يتم التركيز في الاتصالات على اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل حكومة تكنو- سياسية من عشرين وزيراً بينهم ستة وزراء سياسيين يمثلون الطوائف والقوى السياسية الست الكبرى».

وذكرت مصادرمتابعة للملف الحكومي، ان المشاورات المرتقبة تتركز على محاولة الاتفاق على اسم الرئيس المكلف  وبرنامج الحكومة حتى لا تحصل قفزة في المجهول، وان ثنائي «امل» وحزب الله سيبدآن الاسبوع المقبل اتصالات مع الحلفاء (تيار المردة والحزب القومي واللقاء التشاوري للنواب المستقلين والحزب الديموقراطي اللبناني) لبلورة وجهة نظر موحدة وواضحة حول الملف الحكومي قبل الاتصال بالتيار الوطني الحر للغاية ذاتها. 

وسُجّلَت زيارة السفير الفرنسي برونو فوشيه  يوم الاربعاء الماضي الى مسؤول العلاقات الدولية في «​حزب الله»​عمار الموسوي في الضاحية الجنوبية، وصِفَتْ بانها زيارة وداعية  قبيل مغادرة فوشيه لبنان (غادر امس بيروت).

وحسب معلومات «اللواء»، جرى خلال اللقاء البحث في الموضوع الحكومي وظروف ما احاط بالمبادرة الفرنسية وعدم تمكن الرئيس اديب من تشكيل الحكومة ومواقف الاطراف وفرنسا مما حصل.

 مصادر في فريق 8 اذار اطلعت على بعض مضمون الزيارة إكتفت بالقول لـ «اللواء»: ان السفير الفرنسي المح الى ما يمكن وصفه «ان المبادرة الفرنسية ضُرِبَت من بيت ابيها فتعرقلت مهمة اديب، وان فرنسا اخطأت بحصر ملف التشكيل بيد فريق واحد»، فيما أشارت قناة «او.تي.في» وقناة «الجديد» إلى أن فوشيه «حاول خلال لقائه الموسوي ان يُفسّر ما الذي حصل مع الفرنسيين بالنسبة للمبادرة، ومصادر مطلعة تقول بأن السفير قال بأن الفرنسيين شعروا بخيانة من اطراف مقربة منهم».


"البناء": مشروعان حكوميّان على الطاولة
وفي الملف الحكومي أيضا، قالت مصادر على صلة بما يجري تداوله في الكواليس من سيناريوات، إن الأمور بين خيارين حكوميين، ينتظر الحسم بينهما موقف أميركي يترجم بموقف سعودي وحراك فرنسي. والخياران هما، حكومة وحدة وطنية وفقاً للصيغة الأولى للمبادرة الفرنسية. وفي هذه الحال يكون الرئيس سعد الحريري هو المرشح لترؤس الحكومة. أو حكومة تكنوسياسية تضم وزراء دولة سياسيين ووزراء تقنيين بخلفية سياسية. وفي هذه الحالة يكون الرئيس نجيب ميقاتي صاحب الطرح هو المرشح بدعم من الرئيس الحريري.

على مستوى التحركات الفرنسية كان اللقاء الوداعيّ الذي جمع السفير الفرنسي برنار فوشيه ومسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي، فرصة لتنقية العلاقات بين الطرفين وإعادتها إلى نصابها بعد كلمتي الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وقالت مصادر أتيح لها الاطلاع على أبرز ما دار في الاجتماع إن الاتجاه لتفعيل وتزخيم المبادرة الفرنسية شكّل عنوان اللقاء.

لقاء فوشيه – الموسوي
مع غياب الملف الحكوميّ بشكل تام وبعد إعلان الرئيس نبيه بري عن اتفاق الإطار لترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، سيطرت حالة من الاسترخاء السياسي على المشهد السياسي وسط ترقب داخلي – خارجي لأمرين: حركة اتصالات جديدة تبدأها فرنسا مع الدول الفاعلة في الساحة اللبنانية ويواكبها رئيس الجمهورية ميشال عون بمروحة مشاورات مع الرئيس برّي والكتل النيابية، والثاني انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي في الناقورة برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية منتصف الشهر الحالي.

وخرق رتابة المشهد لقاء متوقّع بين السفير الفرنسي برونو فوشيه ومسؤول العلاقات الدولية في ​حزب الله عمار الموسوي في حارة حريك، لقاء وصفته مصادر مطلعة بالبروتوكولي قبيل مغادرة فوشيه لبنان.

وأشارت قناة «أو تي في» إلى أن فوشيه حاول خلال لقائه الموسوي أن يفسّر ما الذي حصل مع الفرنسيين بالنسبة للمبادرة، مشيرة إلى أن السفير قال بأن الفرنسيين شعروا بخيانة من أطراف مقرّبة منهم.

جمود حكوميّ

ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى أن الملف الحكومي لم يخرج من دائرة الجمود الكلي حيث لم يرصد أي اتصال أو لقاء على هذا الصعيد»، مشيرة إلى أن «لا اقتراحات ولا مبادرات جديدة سوى اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي بتأليف حكومة تكنوسياسية من 20 وزيراً 14 تكنوقراط و6 وزراء دولة يمثلون الطوائف والكتل النيابية»، لكن مصادر في فريق المقاومة توضح بأن «الطرح لم يتبلور بعد ولم يطرح جدياً ولم يعرف إذا كان مجرد طرح شخصي من ميقاتي أو من رؤساء الحكومات السابقين الأربعة»، لافتة إلى أنه من «المبكر الحديث عن حلول والأمور معقدة».

عين التينة

وفيما علمت «البناء» أن المبادرة الفرنسيّة في طور التفعيل وهي الوحيدة القابلة لإيجاد الحل، يجري ترطيب الأجواء على خط الضاحية – قصر الصنوبر – عين التينة التي لفتت أوساطها لـ»البناء» إلى تمسّكها بالمبادرة الفرنسيّة وتطلّعها لاستئناف الفرنسيين دورهم على قواعد وأسس ومعايير جديدة بالتكليف والتأليف لعدم تكرار الأخطاء والالتباسات في تجربة مصطفى أديب».

قبلان

واعتبر المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان أن «المبادرة الفرنسيّة التي رأينا فيها بصيصاً من الأمل، لا نزال نعوّل عليها، على الرغم من كل الافتراءات الظالمة وغير العادلة التي ساقها صاحبها باتجاه الثنائي الوطني الشيعي، واتهمه بالعرقلة ووضع العصي في الدواليب، آملين من صاحب المبادرة أن يكون واقعياً وغير منحاز، وعلى مسافة واحدة من الجميع، وليس لديه أي توجّهات خفيّة سوى تعافي لبنان وإنقاذه، والحفاظ على وحدته».

بيت الوسط

أما مصادر بيت الوسط، فأعادت التأكيد بأنها غير معنية بأي اقتراحات كاقتراح ميقاتي، مشيرة إلى أن «الحريري أكد في بيانه الأخير أنه ليس مرشحاً لرئاسة الحكومة ولن يسمّي أحداً مع تمسكه بالمبادرة الفرنسية والتعاون مع أي مسعى جديد يؤدي إلى إنقاذ البلد».

بعبدا

فيما لم يرصد في بعبدا أي توجّه لبدء مشاورات سياسية في عطلة نهاية الأسبوع، مرشحة أن يطول «أمد الدعوة إلى الاستشارات النيابية الملزمة على أن عون سيعمل على ضمان اتفاق كامل يسبق استشارات التكليف»، وتعوّل مصادر سياسية على زيارة مرتقبة لوزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف إلى لبنان نهاية الشهر المقبل وعلى مؤتمر الدعم الفرنسي الذي تعتزم فرنسا عقده لدعم لبنان وعلى بدء مفاوضات الترسيم منتصف الحالي، مشيرة إلى أن التوصّل إلى اتفاق على الترسيم سيفتح الباب على انفراجات اقتصاديّة في لبنان.


"الجمهورية": الحكومة تنتظر «أرنب الحلّ»
من جهتها قالت "الجمهورية" إن الاجواء المرتبطة بملف التكليف والتأليف، يتجاذبها توجهان متناقضان، يؤشر تصلّبهما حيال بعضهما البعض الى صعوبة أن يلتقيا بإرادتهما، على مساحة مشتركة تُبنى عليها الحكومة الجديدة؛ الأول، فريق الرئيس سعد الحريري المنكفئ بعيداً من خط التكليف والتأليف، تاركاً كرة التخبّط في ملعب من يسمّيهم هذا الفريق برافضي التسوية والمعطلين للمسار الحكومي، عبر شروط استعلائية، ومحاولة فرض اعراف جديدة تطيح الدستور والطائف. والمقصود هنا ثنائي حركة «امل» و»حزب الله». والثاني، هو ثنائي الحركة والحزب، اللذان يعتبران انّ كرة الاستفادة من فشل «التجربة الفاشلة» مع تكليف مصطفى اديب، هي في ملعب الحريري وفريقه.
 
وفيما تعتبر «أمل» انّ التفاهم هو الاساس الذي يفترض ان تُبنى عليه الحكومة الجديدة، يبدو «حزب الله» لا يزال يحتفظ بنبرة عالية تجاه هذا الفريق، ويتهمه بـ»محاولة إحداث انقلاب في البلد، عبر محاولة تشكيل حكومة موظفين يديرهم هذا الفريق كيفما يشاء، ويأخذ البلد في الإتجاه الذي يريده سياسياً واقتصادياً ومالياً، فكان لا بدّ من إفشال هذا الانقلاب».
 
من أين سيخرج الارنب؟

لكن أمام انسداد الأفق على الخط الحكومي، وإنكفاء الأطراف السياسية المعنيّة، وخصوصاً السنيّة منها، الى خلف المشهد، في ما بدا انّه يشبه انتظاراً لتطورات ما، تدفع في اتجاه اعادة فتح المرشحين لرئاسة الحكومة، يستلقي على الخط الحكومي السؤال التالي: من أيّ كمّ سيخرج أرنب التكليف والتأليف؟

اذا كان مجرّد اعلان اتفاق اطار مفاوضات الترسيم، قد مرّر في الأجواء الداخلية نسمة ايجابية، كانت انعكاساً للايجابية البالغة التي عكستها الجهات الدولية المعنية بهذا الاتفاق، وتأكيدها على اهمية انجاز ملف الترسيم، وفق خريطة الطريق المحدّدة في «اتفاق الاطار»، فإنّ بعض المقاربات السياسية لهذا الاتفاق، تعاكس التوجهات الصدامية الثابتة على الخط الحكومي على ضفتي الحريري وفريقه، وثنائي «أمل» و»حزب الله»

فهذه المقاربات، ترى انّ الفرصة اللبنانية مؤاتية للاستثمار على هذا الحدث المتمثل باتفاق الاطار، وما له من بعد اممي واميركي، والانتقال من مرحلة فقدان التوازن السياسي السائدة حالياً جراء الشلل الكامل في السلطة التنفيذية، الى مرحلة ضبط هذا التوازن وتثبيته بـ»قطف» الحكومة في هذا الوقت بالذات، وإخراجها من المغارة السياسيّة التي تحتجزها داخلها، توجّهات متناقضة وطروحات متصادمة تعطل ولادتها.

الحاجة مضاعفة

وبحسب تلك المقاربات، فإنّ حاجة البلد الى التوافق السياسي على حكومة سريعة، باتت مضاعفة في هذا الوقت، أولاً، لجهة مهمتها الانقاذية والاصلاحية والتي سبق ان حدّدتها المبادرة الفرنسية، فضلاً عن انّ الفراغ في السلطة التنفيذية، وكلما طالما أمده، يستحيل ولّادة لمزيد من الاهتراء، وسلاحاً قاتلاً لكلّ أمل بالنهوض بالبلد من هذا الاهتراء. وثانياً، لجهة ضرورة وجودها كسلطة كاملة المواصفات والصلاحيات، في موازاة حدث ينطوي على اهمية استثنائية بالنسبة الى لبنان، فمن جهة يعزز وجودها موقع وموقف المفاوض اللبناني، وعدم وجودها حتماً سيربكه، ومن جهة ثانية تلعب الدور المطلوب منها في مواكبة مفاوضات الترسيم، التي بدأت الاستعدادات منذ الآن لإقامة احتفالية ضخمة لانطلاقتها في مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة منتصف الشهر الجاري.

اسبوع التزخيم

وبحسب ما تجمّع لـ»الجمهورية» من الجهات المعنيّة بملف تأليف الحكومة، فإنّها تعوّل على الأسبوع المقبل في أن يكون أسبوع تزخيم المشاورات السياسية للاتفاق على شخصية الرئيس المكلّف، وبالتالي بناء الحكومة الجديدة على أرضية توافقية. ذلك أنّ المناخ الدولي، مع الاعلان عن اتفاق اطار المفاوضات، صار اكثر دفعاً في هذا الاتجاه، وهو ما اكّدت عليه نصائح دولية تلقّاها مسؤولون لبنانيون في الساعات الماضية، تعتبر أنّ من الافضل للبنان ان تنطلق مفاوضات الترسيم في ظلّ وضع هادىء ومستقر سياسياً وحكومياً، وليس كما هو الآن في حال اللااستقرار.

وفي هذا السياق، كشف أحد كبار المسؤولين، انّ شخصيّة امميّة، نقلت اليه ما يفيد عن رغبة أميركية في تشكيل حكومة بصورة عاجلة في لبنان، تلتزم بإجراء الاصلاحات التي ينادي بها الشعب اللبناني.
 
ويأتي ذلك بالتزامن مع ما نقلته مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية، عن رصد فرنسي حثيث لمجريات الداخل اللبناني.

وتلفت هذه المصادر، الى «أنّ التواصل لم ينقطع بين باريس وبيروت، منذ المؤتمر الصحافي الناري للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون»، وهو ما اكّدته مصادر سياسية واسعة الاطلاع، التي تحدثت عن تواصل فرنسي مع «حزب الله» بعد خطاب الرئيس الفرنسي. من دون ان توضح هذه المصادر ما دار بين الجانبين.

وكشفت المصادر الديبلوماسية من باريس، «انّها تملك معطيات جديّة تفيد بأنّ لدى الرئيس ماكرون توجّهاً جديًّا لتفعيل مبادرته في القريب العاجل»، ولكن من دون ان توضح ماهية هذا التفعيل.

وبحسب معطيات المصادر عينها، فإنّ مهلة الستة اسابيع، التي حدّدها الرئيس ماكرون لتشكيل حكومة في لبنان، والتي انقضى منها اسبوع حتى الآن، لا تعني ان يتمّ هذا التشكيل في الاسبوع الخامس او السادس، بل أنّ باريس راغبة في أن تتشكّل الحكومة قبل ذلك، وهي ستدفع في هذا الاتجاه، الّا انّ ذلك بالتأكيد رهن تجاوب الاطراف في لبنان، الذين يفترض ان يكونوا قد استفادوا من التجربة السابقة التي انتهت بالرئيس المكلّف مصطفى اديب الى الاعتذار.

ورداً على سؤال عن صحّة ما تردّد عن انّ الرئيس ماكرون سيرسل موفداً الى لبنان ليواكب تشكيل الحكومة قالت المصادر: «لبنان بند اساس في اجندة الايليزيه، والرئيس ماكرون لن يترك مبادرته، وهذا أمر ثابت بالنسبة اليه، وسيكون حاضراً حتماً في لبنان لإنجاحها، سواء عبر موفدين شخصيّين او ديبلوماسيّين. وأما بالنسبة الى التوقيت فهو خاضع بالتأكيد لروزنامة الرئيس الفرنسي».

وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية، استقبل السيد مخائيل بوغدانوف الممثل الخاص لرئيس روسيا الإتحادية في الشرق الاوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي في ٢ تشرين الاول السيد جورج شعبان الممثل الخاص لرئيس الحكومة اللبنانية السابق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري.

وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمعيشية في لبنان، بما في ذلك ما يمكن بذله من جهود من أجل تجاوز الأزمة الحكومية في هذا البلد الصديق، وكان التأكيد من الطرف الروسي على الموقف الروسي المبدئي والثابت في دعم وتأمين الإستقرار السياسي الداخلي في لبنان، من خلال تأمين حوار وطني على مبدأ الإلتزام بوحدة واستقلال لبنان.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: لبنان