طوفان الأقصى

لبنان

امتحانات جامعية من وحي التطبيع
28/09/2020

امتحانات جامعية من وحي التطبيع

هبة العنان

لا يمكن فصل التطبيع السياسي والعسكري عن التطبيع الفكري والثقافي، إذ إن أثره على المواطن العربي لا يختلف كثيًرا عن اثر اتفاقيات الذل الموقعة في الآونة الأخيرة. الترويج الفكري والثقافي لمبدأ التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يمهد تدريجيا لفكرة "السلام" والاستسلام له، بات خطرا نواجهه في نقاشاتنا اليومية وإعلامنا ليصل أخيرا إلى تعليمنا العالي.

منذ أيام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لامتحان اجراه طلاب الماستر 1 في تخصص اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية - الفرع الأول، ضمن مادة "مقاربات نصية في الفكر العربي الحديث".

في المسابقة نصٌّ للكاتب والشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر (الملقّب بأدونيس)، يتضمن موافقة واضحة على التطبيع الفكري والثقافي مع العدو، ويطرح تساؤلا غريبا: "لماذا لا يمكننا أن نحارب إسرائيل ونسالم، في الوقت نفسه، الفن والأدب الذي ينتجهما كبار الأدباء والفنانين اليهود، خارج "إسرائيل" وداخلها؟".

امتحانات جامعية من وحي التطبيع

المسابقة أثارت جدلًا كبيرًا، دفع استاذ المقرر أو المادة جوزيف لبس إلى توضيح موقفه ممّا جرى، فأكد أن المقرر يتضمن تحليل نصوص في ضوء مناهج نصية، ومناقشة اصحابها مناقشة علمية، مشددا في الوقت نفسه على موقفه المعادي للتطبيع مع العدو.

لبس تغافل في بيانه عن مسألة التوقيت غير المناسب لطرح نص كهذا على الطلاب، خاصة في ظلّ موجة التطبيع الجارفة مؤخرًا.

في هذا السياق، تحدّثت مديرة كلية الآداب والعلوم الإنسانية - الفرع الأول الدكتورة بادية مزبودي  لموقع "العهد الإخباري" عمّا حصل، فقالت إن "الامتحان فُهم بشكل خاطئ، إذ ان التوجه السياسي للنص لا يشبه مواقف استاذ المقرر، ولا يجوز المزج بين موقف الأخير وموقف كاتب النص (أدونيس)"، مؤكدة أن "المقرر يعالج المقاربات النصية للفكر العربي الحديث، إذ يستخرج خلاله الطالب من النصّ المسائل الشائكة لتجري دراستها ومناقشتها ونقدها".

مزبودي أشارت الى أن "الجامعة تدرّس نصوصًا ومبادئ لكتاب ومفكرين مؤيدين للفكر الصهيوني، كالفكر الفرويدي (بحسب سيغموند فرويد) والليفي (الذي يعود لبرنار هنري ليفي) والماركسي (بحسب كارل ماركس)، دون أن يعني ذلك موافقة الجامعة وكادرها التعليمي على مواقف الكتاب والمفكرين المتناولة في النص".

وأضافت أن "الأستاذ المقرر، الذي يشهد الجميع لمستواه العالي في مجال تخصصه، قدم النص لمقاربته ونقده على طالب متخصص تابع المادة وصفوفها"، مشيرا إلى أن "من انتقد المسابقة واتهم الدكتور لبّس بالترويج للتطبيع، لم يدركوا معنى "مقاربة" أو "نقد"".

وأقرّت بأن توقيت طرح النص لم يكن مناسبًا، لافتة إلى أنها "ستطلب من الاساتذة الانتباه إلى النصوص خلال الامتحانات، خصوصا أن المسألة تُضخّم بشكل يُسيء للاستاذ وتاريخه التعليمي".

امتحانات جامعية من وحي التطبيع

موقف الأستاذ المقرر

بدوره، أوضح لبّس لـ"العهد" أن موقفه كان ولا يزال معارضا للتطبيع مع العدو، معتبرًا أن "المسألة تضاعف حجمها، إذ لا يتجاوز الهدف الأساسي للامتحان كونه اختبارًا للطلاب، وربط الأدب والفكر بما تعانيه مجتمعاتنا راهنا، وحثّ الطلاب على الفهم وابداء الرأي، دون الإساءة".

ورأى لبّس أن "لا حدود للحرية الفكرية، وما قيل عن التوقيت الخاطئ هو وجهة نظر تعود لصحابها"، مؤكدا أن النص فهم بشكل مغاير للواقع، من قبل قراء غير متخصّصين".

الجامعة اللبنانيةالتطبيع

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة

خبر عاجل