طوفان الأقصى

الخليج

فلسطين في قلب الكويت
17/09/2020

فلسطين في قلب الكويت

نشرت صحيفة "الأنباء" الكويتية مقالًا للكاتب لديها عبدالرحمن عبدالله الجاسر بعنوان "فلسطين في قلب الكويت"، تمنّى فيه أن يستمرّ الموقف الرسمي الكويتي  الرافض للاحتلال وتزداد وتيرته هذه الأيام تزامنًا مع بعض الأحداث الجارية من حولنا، وعدم الاستهانة أو التراخي في فتح الأجواء لطيران العدو الصهيوني أو السماح بدخول منتجات تجارية يكون هو منشؤها.

وفيما يلي نصّ المقال:

عبدالرحمن عبدالله الجاسر - صحيفة الأنباء الكويتية

جُبل الشعب الكويتي وتربى منذ نعومة أظفاره على رفض الاحتلال الصهيوني ومناهضة التطبيع، وعلى التضامن مع الشعب الفلسطيني في حقّه بالدفاع عن أرضه والذود عن مقدسات الأمة الإسلامية.

وتوافق الموقف الحكومي الرسمي للكويت مع الموقف الشعبي فتشكلت جبهة مقاومة قوية للعدوان على جميع المستويات.

منطلقات الشعب الكويتي، والأغلبية الكاسحة من الشعوب العربية والإسلامية، منطلقات دينية عقدية وتاريخية وإنسانية وسياسية، فإلى الأقصى أسري بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومنه كان المعراج إلى السماء، وفيه جمع الله الأنبياء، وإليه توجه المسلمون في قبلتهم الأولى.

وأما ما يدعيه اليهود من أحقيتهم في أرض فلسطين فإن هذه المزاعم لا سند لها ولا دليل، بل هي تزوير وطمس لحقائق التاريخ الثابتة، ويعلم اليهود أنفسهم أن اختيار أرض فلسطين كدولة لهم جاء كأفضل البدائل بين دول في أميركا الجنوبية وأفريقيا بعد قيام الصهيونية.

ولا يخفى على ذي عقل أن فلسطين أرض مغتصبة محتلة، ذاق شعبها ويلات القتل والتنكيل والدمار والنهب والتهجير ومحاولات مسح الهوية وإقامة للمستوطنات، فكان واجبا الوقوف مع الفلسطينيين ودعمهم وتقديم كل المستطاع لنصرتهم.

يقع البعض، جهلا أو تشويها، بالخلط بين قضية فلسطين وأفعال بعض الفلسطينيين، خاصة أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت، فيقل حماسه عند حديثه عنها، أو يتحاشى الخوض فيها أو يتساهل في نقاشها، وهو خلط خاطئ بلا شك، فنحن لا يعنينا تصرفات أشخاص بل نتعامل مع قضية مبدئية لا تقبل القسمة على اثنين.

بل وصل الحال لدى بعضهم إلى الجرأة بالحديث عن التطبيع وفوائده السياسية وعوائده الاقتصادية، وتمييع القضية ومحاولة تبسيطها وتسطيحها، دون الأخذ بالاعتبار خطورة هذا الطرح، ناهيك عن انعدام الفائدة من التطبيع على جميع المستويات، فما التطبيع إلا ذل في ذل وهوان في هوان وخسارة في خسارة، ولنا في الأحداث من حولنا شواهد.

لكل شخص يؤمن بإنسانيته ويفتخر بانتمائه للإسلام ويتمسك بعروبته دور في نصرة قضية فلسطين، يبدأ في نفسه ومحيطه، من خلال تربية أبنائه على حب فلسطين والأقصى، ووجوب الدفاع عنها، وتبيان أهميتها ومعرفة تاريخها وموقف المسلمين منها، والبعد عن تسفيه القضية أو إهمالها أو فصلها عن محيطها وحصرها على أهل فلسطين فقط، والمساهمة بكل الأشكال المعنوية والمادية في دعمها.

كما ينبغي أن يستمر الضغط الشعبي الرافض والمناهض للتطبيع، ومخاطبة السفارات وإرسال كتب الاستنكار لأفعال المعتدي الغاصب، وتفعيل دور المثقفين والمفكرين والأدباء في إبقاء ذكر هذه القضية.

ولعلّ ما يبعث على الفخر الموقف الرسمي الكويتي المبدئي الرافض للاحتلال المقاوم له، الذي نتمنى أن يستمر وتزداد وتيرته هذه الأيام تزامنا مع بعض الأحداث الجارية من حولنا، وعدم الاستهانة أو التراخي في فتح الأجواء لطيران العدو الصهيوني أو السماح بدخول منتجات تجارية يكون هو منشؤها.

إن قضية القدس قضية عقدية، غير قابلة للنقاش، وفلسطين عربية إسلامية، ستبقى حية في نفوسنا، متمثلة في أفعالنا، نورثها لأبنائنا، ونزرعها في وجدانهم حتى يتحقق الوعد، وينعم الله علينا بصلاة في المسجد الأقصى عاجلا غير آجل بإذن الله.

الكويت

إقرأ المزيد في: الخليج

خبر عاجل