طوفان الأقصى

الخليج والعالم

هل ستبدأ العشائر تحرير الشرق السوري؟ 
11/09/2020

هل ستبدأ العشائر تحرير الشرق السوري؟ 

دمشق - علي حسن

انتهت يوم أمس المهلة التي منحتها مشيخة قبيلة العكيدات لقوات "قسد" و التحالف الدولي لتسليم قتلة شيوخ العشائر والمنطقة لأهلها لتأخذ العشائر دورها في إدارة المنطقة، والمساعي الأمريكية كانت مستمرة حتى اللحظة الاخيرة لاسترضاء الشيوخ،  وعقد صلح مع قسد خصوصا بعد المحاولات الحثيثة والتي تجلت بإعلان السفارة الامريكية بدمشق مسبقا إطلاق عدة مشاريع خدمية خاصة بريف دير الزور، فهل تنجح تلك المحاولات أم أن العشائر ستقوم بخطواتها لتحرر المنطقة الشرقية من الاحتلال الأمريكي وأتباعه؟

تصاعد للرفض الشعبي لـ"قسد"

المحلّل الاستراتيجي السوري الدكتور أسامة دنورة قال لموقع "العهد" الإخباري إنه " بات من شبه المؤكد أن الخط البياني للرفض الشعبي والمقاومة المدنية والمسلحة ضد قسد هو في تصاعد مستمر، ومما لا شك فيه أيضاً أن انتهاء مهلة تسليم القتلة سيمثل عتبة جديدة لتصاعد الرفض بأشكاله كافة، فالعصيان المدني والمظاهرات ورفض أي تعامل مع سلطات قسد الانعزالية جميعها خيارات قابلة لأن تشهد تمدداً أفقياً وشاقولياً، فضلًا عن الدعم المباشر أو غير المباشر للمقاومة المسلحة".

وأضاف إن محاولات الامريكيين لعقد المصالحة محكوم عليها بالفشل، فهم أنفسهم طرف محتل ومرفوض، وبالنسبة للعشائر هم المسؤولون عن إطلاق تغول الميليشيات الانعزالية ضد المنطقة بما تختزنه هذه الميلشيات في أفقها من مشروع للتمييز العرقي، وبعد أن شرع الأمريكيون بتخفيض قواتهم في العراق تأكد اكثر أن الاحتلال الأمريكي في كلا البلدين غير مستقر وفي طريقه إلى الرحيل، وهذا بدوره يصب في اتجاه إضعاف مصداقية الوساطة الامريكية". 

محاولات أمريكية لاسترضاء السكان المحليين

لا شك أن المشاريع الخدمية التي أعلن عنها الأمريكي تهدف لاسترضاء السكان المحليين وكسب ودهم بالدرجة الأولى، وهذا يوحي بإمكانية استخدام الضغط الشعبي على شيوخ العشائر من قبل قوات التحالف إن لم تنجح باقناعهم بالصلح مع قسد. هنا يشير الدنورة إلى أنّ " إنشاء المشاريع الخدمية في المنطقة هو طريقة لخلق مصلحة وروابط اقتصادية تدفع سكان المنطقة إلى القبول بالأمر الواقع لأنه يحقق مصلحتهم ويعتمدون عليه في معيشتهم، ولكن بالمقابل فإن تحسن الاوضاع الاقتصادية للمواطنين سيعزز دورهم في الوضع الاجتماعي والسياسي، الأمر الذي سيُقوّض لاحقا أو على الاقل سيعمل على منافسة النفوذ القسدي فالمشكلة الحقيقية لهذا المشروع أنه قائم على تصعيد الطموحات الانعزالية العرقية لشريحة تمثل أقلية عددية على حساب الاكثرية".

الحلول الوسط لا يمكن أن تكون على حساب كرامة المواطنين

وتابع قائلا إن "وضعا يشهد تحسنا ماديا لن يختلف كثيرا عن الوضع الذي يعمل فيه الأمريكي على سرقة موارد المنطقة وإفقار أهلها، ففي الحالتين من شبه المستحيل رأب الصدع المتنامي بين عملاء يريدون التحكم بأبناء المنطقة ومعاملتهم كمواطنين من درجة ثانية، والأمر نفسه ينطبق على مصير أي وساطة خليجية، فالحلول الوسط لا يمكن أن تكون على حساب كرامة المواطنين في أرضهم واعتزازهم بشخصيتهم الوطنية، ولعل الفشل المتوقع، أو على الأقل ضعف الجدوى، لهذه المشاريع قد بات مقروءاً لدى قسد ومسد الى حد دفعهما إلى وصل الخطوط المقطوعة مع موسكو ومنها إلى دمشق رغم أن ذلك يتناقض مع اعتمادهم على الامريكيين". 

وختم حديثه لـ"العهد" بأنّ "الاتفاق الأخير بين حزب الإرادة الشعبية (قدري جميل) من جهة ومسد من جهة أخرى، وبموافقة روسية، إنما يشير الى رغبة قسد بحفظ طريق العودة سالكا تجاه دمشق وموسكو، كما لو أنهم يشعرون أن طريق واشنطن محفوفة بالخداع، وأن حجم المخاطر المتصاعدة أصبح أكبر من أن يتم احتواؤه أمريكياً، وهو ما يبرر بالتحديد الرغبة بتحسين الأجواء مع موسكو ودمشق".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم