يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

السفير السوري في طهران لـ
30/01/2019

السفير السوري في طهران لـ"العهد": أهمية استثنائية للاتفاقية الاقتصادية بين سوريا وايران

محمد عيد

قبيل لحظات من هبوط طائرة النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري في دمشق لتوقيع الاتفاقية الاستراتيجية الطويلة الأمد مع الجانب السوري، خص السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود الذي كان من جملة كبار المسؤولين السوريين الذين يستعدون لاستقبال جهانغيري في المطار موقع "العهد" الإخباري بحوار سريع. الحوار تناول "الأهمية الاستثنائية" لهذه الزيارة و"النتائج العظيمة" التي ينتظر أن تتمخض عنها في إطار تكاملية العلاقة بين البلدين الحليفين اللذين لن يعدما الحلول الخلاقة لكسر الحصار المفروض عليهما، كما قال السفير محمود.

سؤال - سعادة السفير لا شك أنكم والحلفاء الإيرانيون على أعتاب حدث اقتصادي كبير يفتح آفاقاً جديدة في العلاقات المتجذرة بين البلدين، هل لك أن تحدثنا عن الآمال والتطلعات من وراء ذلك؟

إجابة - هذه الزيارة لها أهمية كبيرة في بعدها الإستراتيجي وفي بعدها الاقتصادي وتعكس إرادة البلدين الراسخة في تعزيز العلاقات  الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والمالية والمصرفية لتعزيز صمودهما في مواجهة العقوبات الاقتصادية الجائرة. وهذه الحرب الاقتصادية المتصاعدة التي تستهدف البلدين والشعبين تأتي بعد فشل هذا المخطط الغربي الأمريكي على الجبهة الميدانية والعسكرية وعلى الجبهة الإرهابية، لذلك نقول إن هذه الزيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي ومن العلاقات الاقتصادية الإستراتيجية خاصة وأن هناك توقيعا لاتفاقية تعاون اقتصادي استراتيجي طويل الأمد وهي الاتفاقية الأولى من نوعها على صعيد العلاقات بين البلدين بالإضافة إلى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والمصرفي والمالي، هذا في الإطار الثنائي. وأيضا في الإطار الإستراتيجي تكمن أهمية ذلك في ربط شبكة خطوط النفط والغاز والكهرباء والاتصالات عبر العراق إلى سوريا وبالتالي تغيير الخريطة الاقتصادية في العلاقة بين البلدين بما يخدم التكامل الاقتصادي بين سوريا وإيران وأيضا دول المنطقة. ومن هذا المنطلق نقول إن هذه الزيارة ستحقق نتائج ملموسة على الصعيدين الاقتصادي والإستراتيجي وستعزز مقومات الصمود للبلدين ولجبهة مكافحة الإرهاب في المنطقة لتحقيق المزيد من الإنجازات في جميع المجالات.

سؤال - العراق يبدو شريكاً محتملاً ووازناً في إطار التكامل الإستراتيجي بين دمشق وطهران، هل تسير الأمور معه في هذا الإطار بشكل جيد؟

إجابة - هذه المشاريع الإستراتيجية في مجال النفط والغاز والكهرباء تمر عبر العراق وبالتالي فإن الاستفادة الاقتصادية ستكون مشتركة بين هذه الدول جميعاً، بالإضافة إلى ربط الموانئ بين البلدين وربط بحر قزوين بالبحر المتوسط وربط موانئ جنوب إيران مع البحر المتوسط، إضافة إلى إيجاد خطوط للنقل البحري ومد خطوط حديدية بين البلدين عبر العراق. كل هذا يعكس الإرادة الراسخة في تعزيز العلاقات الاقتصادية وتحقيق التكامل الاقتصادي. أيضا هناك مشاركة فاعلة للشركات الإيرانية في القطاع الحكومي والقطاع الخاص في مرحلة إعادة الإعمار وفي مرحلة إعادة تأهيل مقومات التنمية الاقتصادية في سوريا وبناء قطاعات الإنتاج التي استهدفتها الحرب الإرهابية على مدى أكثر من ثماني سنوات. هذه الاتفاقيات بكل أبعادها ستحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين من البوابة الاقتصادية هذه المرة وإن الشعبين السوري والإيراني ينتظران ويترقبان هذه الزيارة لتحقيق خطوات ملموسة على المسار الاقتصادي الذي يشكل الان أولوية متقدمة بالنسبة لشعبي البلدين في مواجهة هذا التصعيد في الحرب الاقتصادية على سوريا وعلى إيران.

سؤال - كيف ستذللون المشاكل المصرفية القائمة والمحتملة لاحقا في ظل العقوبات المفروضة على البلدين؟
 
إجابة - في المجال المصرفي، هناك اتفاقية التعاون الاقتصادي الإستراتيجي بعيد المدى، وخلال المباحثات التحضيرية والفنية على مدى خمسة أيام تم الاتفاق على التعاون في مجال التحويلات المصرفية بن البلدين، والتعامل  كذلك بالعملة المحلية للقطاعين العام والخاص بين البلدين وافتتاح فروع للمصارف بين البلدين وأيضا إقامة مصارف مشتركة في إيران وفي سوريا وهذا سيسهل الأمور لأن التعاون المصرفي هو مفتاح التعاون الاقتصادي. سيفتح ذلك آفاقا واسعة للقطاعين الخاص والحكومي في تأمين متطلبات التعاون المصرفي وأيضا التحويلات المالية في الاتجاهين والتعامل بالعملة المحلية لتسهيل انسياب حركة البضائع والسلع وتوسيع مجالات التبادل التجاري بين سوريا وإيران.
    
 

إقرأ المزيد في: خاص العهد