يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

لبنان ينتظر ماكرون.. أقل من ثلاثة أيام والحكومة تحدّد مصيرها
27/08/2020

لبنان ينتظر ماكرون.. أقل من ثلاثة أيام والحكومة تحدّد مصيرها

ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على ملف تأليف الحكومة لجهة تحديد شخصية ترأسها قبل وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى لبنان، فيما لا يزال هناك ضبابية حول هذا الأمر خاصة بعد أعتذر الرئيس السابق سعد الحريري عن مهمة التأليف.

وفيما لا تزال أيضًا الأنظار شاخصة الى وصول ماكرون بعد ثلاثة أيام، ووسط هذه الأجواء طغى جمود كبير على مجمل المشهد الداخلي أمس ترجمه انعدام التحركات السياسية فيما لم تظهر بعد أي مؤشرات الى تحديد قصر بعبدا مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة.

ومع أن المحاولات الاميركية تجهد لتمرير مرشح المحور الاميركي الاسرائيلي الخليجي نواف سلام في سياق مشروع التطبيع الاسرائيلي العربي، ففريق المقاومة لن يقدم التنازلات على حساب مصالح الوطن وشعبه وحقوقه وارضه، فيما حذرت مصادر من استمرار الضغط الاميركي على لبنان لفرض الشروط الأميركية وذلك عبر تشديد الحصار الاقتصادي والعقوبات المالية وافتعال توترات واحداث امنية متنقلة واستحضار التنظيمات الارهابية.

"الأخبار":  تعميم جديد لسلامة: دولار قروض الشركات بـ4000 ليرة! رئيس الحكومة مطلع الأسبوع؟

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي اشارت الى انه مع تأكيد قصر «الإليزيه» حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت في مئوية إعلان دولة لبنان الكبير، جرى تداول معلومات عن تطورات إيجابية في ما يتعلّق بتأليف الحكومة، بالإمكان أن تترجم قبل الزيارة.

أجواء التوتر التي سادت أول من أمس الحدود الجنوبية، عكست مرة جديدة حالة الترقب التي يعيشها العدو الصهيوني، مُنتظراً ردّ المُقاومة على استشهاد أحد عناصرها في سوريا، الشهيد علي محسن. الحادث الأمني الذي زعم العدو حدوثه ودفعه إلى إطلاق عشرات القنابل المضيئة قبالة قرى ميس الجبل وحولا وعيترون في القطاع الأوسط من جنوب لبنان، وأخرى حارقة في محيط تلال كفرشوبا ومرتفعات مزارع شبعا، ظلّ «وهماً» تناقله إعلام العدو وسوّق له المسؤولون الإسرائيليون بهدف توجيه رسالة تحذيرية لحزب الله من القيام بأي عمل أمني. وفيما لم يصدر أي بيان عن الحزب يؤكد الرواية أو ينفيها، اكتفى الأمين العام السيد حسن نصر الله أمس باعتبار «الثوران الاسرائيلي أمر مهم وحساس». وكجزء من الحرب النفسية لم يُقدم السيد نصر الله أي موقف أو معلومة قائلاً «لن أُعلّق الآن على ما حصل، وسأعلّق عليه لاحقاً في سياقه الطبيعي والآتي».

في الشأن الحكومي، وبعد إعلان الرئيس سعد الحريري سحب اسمه من قائمة المرشحين لرئاسة الحكومة، لم يظهر، في العلن، أي تقدّم على صعيد المشاورات، لأن المعنيين بالتأليف «أبطأوا محركاتهم». لكن خلف الأبواب المغلقة «تطورات إيجابية قد تظهر قبل وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان» يوم الثلاثاء المُقبل، تقول مصادِر بارزة مطلعة على أجواء التواصل بين الداخِل والخارج، وسطَ إشارات تتحدث عن استشارات نيابية قريبة أو تفاهم أوّلي على اسم غير الرئيس الحريري. فمن هو؟
تُحاط هذه المعلومات بالكتمان إلى حين نضوج المحاولة. وفي هذا الصدد تقول مصادِر ٨ آذار أن هذا الفريق أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما الذهاب إلى حكومة تضم مكوناته، أي حكومة اللون الواحد وتكرار تجربة الرئيس حسان دياب، وإعطاء ذريعة للخصوم لاتهامها بأنها حكومة حزب الله لمحاصرتها من الخارج، وإما الذهاب إلى حكومة تراعي مقتضيات المرحلة الحالية وتلاقي مطالب الخارج لجهة تحقيق الإصلاحات البنيوية للحصول على المساعدات. والأهم أن تراعي التوازنات الداخلية، بحيث يكون رئيسها الحريري لأنه الأكثر تمثيلاً في الساحة السنية أو شخص آخر يسمّيه الحريري ويكون مقبولاً عندَ الآخرين. وتقول المصادر إن «أسهل خيار يُمكن الذهاب إليه اليوم هو تكرار تجربة الحكومة الماضية، لكنها ليسَت حلاً ولا خياراً مطروحاً حتى»، لكن كل الاتصالات التي تجري بعيداً عن الأنظار تنطلِق من الخيار الثاني، وهو خيار مدعوم دولياً، أقله من قبل فرنسا التي تحاول أن تلعَب دوراً «تسووياً»، بعدَ أن اقتنعت بأن بعض طروحاتها التي تقّدمت بها أخيراً لا يمُر، خاصة في ما يتعلق بتأليف حكومة حيادية وتكليف نواف سلام بترؤسها، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. وفي المعلومات، أعادت باريس حالياً إحياء المبادرة الأولى التي حملها ماكرون في زيارته الأخيرة بعدَ انفجار مرفأ بيروت، وقوامها تأليف حكومة وحدة وطنية، فيما يجري العمل على تفاهم حول الاسم البديل للحريري، ويبدو أن إعلانه لن يكون بعيداً، في ظل الحديث عن الدعوة إلى استشارات نيابية قبلَ عودة ماكرون.

مصادر مطلعة أكدت لـ«الأخبار» أن الجهد منصبّ حالياً على أن يكون رئيس الحكومة المقبلة قد سُمّي قبل وصول ماكرون، مشيرة الى أن هذا الأمر «يمكن أن يتحقق بقوة» في الأيام الأربعة المتبقية قبل الزيارة. وأضافت ان العمل جار على ورقة إصلاحات باتت «شبه جاهزة»، وتتضمن معظم بنود «الورقة الفرنسية» وأموراً أخرى، لملاقاة الرئيس الفرنسي بها من أجل انتزاع التزام دولي يتلاقى مع الالتزام المحلي ببرنامج إصلاحات وخطة لتنفيذه وحكومة تتولى التنفيذ. المصادر أشارت الى أن رئيس الجمهورية ميشال عون يعمل الى جانب الاتصالات المفتوحة مع جميع الأطراف على ملاقاة زيارة ماكرون بخطة جامعة تحظى بموافقة مختلف الأطراف السياسيين، مشيرة الى احتمال أن يطرح عون «مبادرة ما» تتزامن وزيارة الرئيس الفرنسي أيضاً، فيما أكدت مصادر في التيار الوطني الحر «أننا منفتحون على الجميع للتوصل الى حل، وقد بدأنا التواصل مع مختلف الأطراف، وتخطّينا كل الخلافات الشخصية والسياسية من أجل الاستفادة من الجهد الدولي الحالي للوصول الى حلول».

 في الإطار، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال لقاء تكريمي لسفير جمهورية روسيا الاتحادية الكسندر زاسبكين، «حرص حزب الله على تكليف رئيس حكومة وتأليفها بما يتناسب مع أوسع تأييد للقوى السياسية النيابية، لتتمكن من العمل معاً لإنقاذ البلد الذي يحتاج الى سواعد أبنائه كلها».

على صعيد آخر، يُنتظر أن يُصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعميماً يفرض بموجبه على المصارف استيفاء القروض الممنوحة للشركات بالدولار، بحسب السعر الذي تحدّده «المنصة» التي سبق أن أطلقها. ويبلغ هذا السعر حالياً نحو 4000 ليرة لكل دولار. خطوة سلامة الجديدة تفتح باباً جديداً لتحرير سعر صرف الليرة، مع إصرار سلامة على الإبقاء على سعر 1515 ليرة لكل دولار في التعاملات بين المصارف ومصرف لبنان، لنحو 6 أشهر. وفي حال إلغاء «الدعم» المخصص لاستيراد الوقود والقمح والدواء، سيكون سعر الصرف قد تحرر تماماً، في انتظار إلغاء سعر الـ1515 تماماً في الفصل الأول من العام المقبل.


"النهار": 48 ساعة لماكرون في بيروت: هل يحصل الاختراق؟

بدورها صحيفة "النهار" رأت أنه لم يطرأ أي جديد بارز في الساعات الأخيرة على الأجواء والمعطيات المتصلة بالاستحقاق الحكومي بما يعكس الجمود الذي زاده تفاقما اعلان الرئيس سعد الحريري عدم ترشحه للعودة الى تولي رئاسة الحكومة بما خلط الأوراق وأعاد استحقاق التكليف بمجمله الى نقطة الصفر. ومع ان المعطيات المتوافرة لـ” النهار” تشير الى ان بعض القوى النافذة في 8 آذار بدأ يسرب بعض الأسماء القريبة او الحليفة للرئيس الحريري على سبيل الاستمزاج وجس النبض ووفق قاعدة ان من يوافق عليه الحريري يرضى به الآخرون، فان ذلك لم يعكس اتجاهات جدية بعد للانخراط في مفاوضات على قاعدة البرنامج الذي يعكسه أي اسم محتمل لتولي رئاسة الحكومة المقبلة وهو الامر الذي يرصده المجتمع الدولي بدقة متناهية لان عليه ستتوقف الاجندة المصيرية لمواجهة الصعوبات والأزمات المتفاقمة في الحقبة المقبلة والتي قد تكون اشد قسوة على اللبنانيين من كل ما سبق من انهيارات ما لم تولد حكومة انقاذية بكل المعايير. ولذا ستكتسب الرعاية الفرنسية المتواصلة للوضع اللبناني أهمية متعاظمة خصوصا ان الدور الذي اضطلع به شخصيا ومباشرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الدفع نحو خطوات انقاذية للبنان خلال زيارته السابقة غداة انفجار 4 آب اثار أجواء إيجابية لدى مختلف الافرقاء والاتجاهات الداخلية اللبنانية، كما لدى اللاعبين الدوليين والإقليميين النافذين، يجري العويل على استكماله في مساعدة الأطراف اللبنانيين على إتمام الاستحقاق الحكومي من دون مزيد من التمادي في المناورات والتأخير في الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تحت ذرائع مكشوفة. ولعل اللافت في هذا السياق انه في حين اعلن قصر الاليزيه امس رسميا ان الرئيس ماكرون سيزور بيروت مجددا في اول أيلول تبين ان الرئيس الفرنسي سيمضي عمليا 48 ساعة في بيروت بين 31 آب و2 أيلول لمناسبة مشاركته في الذكرى التاريخية لحلول المئوية الأولى لاعلان لبنان الكبير من قصر الصنوبر. ومن المقرر ان يصل الرئيس ماكرون الى بيروت مساء الاثنين المقبل عشية يوم حافل سيخصصه لـ”متابعة المساعدة لاعادة الإعمار” وبحث المسائل السياسية في وقت يتعين تشكيل حكومة جديدة في لبنان بحسب ما أوضحت الرئاسة الفرنسية. ويرجح ان يتقدم ماكرون ورئيس الجمهورية ميشال عون وفق برنامج تعده السفارة الفرنسية احتفالا محدود الحضور ومقتضبا الثلثاء في قصر الصنوبر لمناسبة ذكرى مئوية اعلان لبنان الكبير، كما ستكون له نشاطات عدة غير معلنة بعد ويغادر بيروت الأربعاء. وإذ لم تتوافر أي معلومات دقيقة بعد عما اذا كان ماكرون سيجري لقاءات ذات طابع سياسي كما في زيارته السابقة فمن المسلم به ان التحضيرات الجارية لزيارته واحتمال إجرائه جولة جديدة من اللقاءات السياسية ستؤدي تلقائيا الى تزخيم الحركة السياسية الداخلية والدفع قدما نحو تنشيط البحث عن مخارج سريعة تكفل تظهير الاسم الأكثر ترجيحا لتكليفه تأليف الحكومة. وقد ترددت معلومات ليل امس ان الاستشارات النيابية الملزمة ستجرى الخميس المقبل غداة انتهاء زيارة ماكرون لبيروت.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان شدد في تصريح لمراسلة موقع “النهار” في مرسيليا زينة طراد على هامش مواكبته الثلثاء انطلاق سفينة فرنسية محملة بمساعدات إنسانية الى لبنان على “حالة الطوارئ السياسية التي يمر بها لبنان الى جانب حالة الطوارئ الإنسانية “، مكررا انه “يجب الا تستخدم الكارثة ذريعة للتعتيم على الواقع الذي كان قائما قبل الانفجار أي واقع ان البلاد تقف على حافة الهاوية وتعجز عن تحقيق الإصلاحات المطلوبة”. وأشار لودريان الى ان الرئيس ماكرون سوف يقوم بزيارة ثانية للبنان مؤكدا دعم بلاده “لتشكيل حكومة مهمة نأمل بان تسمح للبنانيين بان يصنعوا تاريخهم بأنفسهم”.

وسط هذه الأجواء طغى جمود كبير على مجمل المشهد الداخلي ترجمه انعدام التحركات السياسية فيما لم تظهر بعد أي مؤشرات الى تحديد قصر بعبدا مواعيد الاستشارات النيابية الملزمة. ومع ان المواقف المعلنة في هذا الصدد غابت امس فان معلومات تحدثت عن وساطة بذلت مع دار الفتوى وأدت الى التريث في عقد اجتماع موسع لأركان الطائفة السنية في الدار كان يجري التحضير له لاعلان موقف عنيف للغاية من رئيس الجمهورية في مضيّه بتأخير الاستشارات وتكريس عرف غير دستوري يعتمد التأليف قبل التكليف. ولكن عقد هذا اللقاء لا يزال مرجحا في الأيام القليلة المقبلة ما لم تتاكد المعلومات عن استشارات الخميس.

وقد استؤنفت المشاورات امس في لقاء عقده الرئيس نبيه بري في عين التينة مع النائب جبران باسيل والخليلين. وتبرر مصادر بعبدا عدم تحديد موعد الاستشارات بأن هناك جهات لم تعلن موقفها في ظل تسريبات تحتاج الى توضيح قبل اتخاذ القرار بالدعوة اليها. ولكن هذا لا يعني ان لا امكان للدعوة الى استشارات الاسبوع المقبل اذا توافرت عوامل توضح مواقف الكتل من هوية الشخص الذي سيتولى رئاسة الحكومة.

وكررت المصادر ان الرئيس عون يتجه الى تمثيل المنتفضين مقتنعاً بأنه يجب ان يشاركوا في ورشة الاصلاح التي ستشكل مهمات الحكومة العتيدة الى جانب مكافحة الفساد وهي عملية صعبة ولنجاحها يجب تمثيل كل الاطراف.

تقول مصادر بعبدا ان المرحلة الراهنة تتطلب تقديم المصلحة الوطنية على اي اعتبار اخر خصوصا ان الوضع في البلد من النواحي كافة ليس وضعا مريحا.

وكل حديث عن اسماء سابق لاوانه، والفرنسيون قدموا مقترحات بمثابة ورقة يعتقدون انها تفي الغرض بموضوع الإصلاحات وهذه الاقتراحات وليدة تشاور بين الرئيس ماكرون وعدد من القيادات السياسية، وتشكل اطاراً للبحث ولأن تكون الحكومة الجديدة “حكومة مهمة” متناغمة معها خصوصا انها تغطي النواحي الاقتصادية والمالية والانمائية والسياسية وتحظى بدعم المجتمع الدولي.

وتوضح المصادر ان هذه الورقة وصلت الى الاطراف ودرست وفيها نقاط كثيرة تمثل تطلعات المنتفضين ومقسمة الى اكثر من باب وتترك المجال مفتوحا امام القيادات اللبنانية لتقول كلمتها فيها.. وعندما تتوضح مواقف الاطراف من بنود هذه الورقة قد تتوضح الخطوط العريضة لعمل الحكومة الجديدة خصوصا في ما خص الاصلاحات والنهج السياسي في المرحلة المقبلة. ومن البديهي ان تحرك التزام الاطراف مؤتمر سيدر او يكون هناك مؤتمر مماثل يكون مكملا لما ورد في سيدر وقد ابدى الفرنسيون استعدادا لتنظيمه بعد الحصول على ضمانات التزام الافرقاء الاصلاحات.


"البناء": الضغط لتسريع الاستشارات من دون توافق يطرح فرضيّة حكومة مواجهة بخيارات جذريّة

أما صحيفة "البناء"اعتبرت أن فرص التسوية الداخلية اللبنانية التي لاحت في الأفق مع زيارة الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون لبيروت بعد تفجير المرفأ إنتهت إلى فيتو أميركي على المشروع الفرنسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتهت بإعلان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري كمرشح رئيسي لرئاسة هذه الحكومة عن عزوفه عن الترشيح، في ظل ضغوط أميركية سعودية لتسمية السفير السابق نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة تحت عنوانين رئيسيين، التحقيق الدولي والانتخابات المبكرة.

تداخل الوضعين الإقليمي والداخلي عند العقدة الفرنسية، التي تبدو أضعف من أن تنهض مجدداً بما تبقى من وقت قبل زيارة ثانية للرئيس ماكرون لبيروت، يلاقيه تداخل موازٍ عند التصعيد على الجبهة الجنوبية الذي بلغ ذروته أمس، ووصفه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالحساس والخطير، حيث يرتكز التصعيد على مناخ التوتر المرتبط بتوقعات رد المقاومة على الغارة التي استهدفت منطقة مطار دمشق قبل شهر واستشهد خلالها أحد المقاومين، لكنه بدا مرتبطاً بصورة عضوية بموعد تجديد مهمة اليونيفيل في ظل دعوات أميركية وإسرائيلية لتعديل المهمة بما يتيح لها مداهمة المنازل والمزارع، بناء على أي معلومات وشكوك إسرائيلية، ما يعني عودة لمضمون مهمة القوات المتعددة الجنسيات، وفق الفصل السابع التي تم طرحها خلال حرب تموز كهدف فشلت الحرب في فرضه.

مصادر متابعة لملفي التصعيد على الحدود والاتصالات الخاصة بتسمية رئيس يكلف تشكيل الحكومة الجديدة، قالت إن لبنان يدخل خلال الأيام المقبلة مراحل حرجة ودقيقة، حيث الضغط يتزايد لتعيين موعد الاستشارات النيابية سريعاً من دون منح التوافق على تسمية رئيس حكومة، يعني نية التصعيد، بإحراج رئيس الجمهورية وابتزازه باتهامات بخرق الدستور، علماً أن لا مهلة دستورية على رئيس الجمهورية في الدعوة للاستشارات النيابية، وهو ما تعتبره المصادر المتابعة دفعاً للغالبية النيابية نحو خيار المواجهة بدلاً من التوافق، وإذا كان رهان الذين يسعون لهذه المواجهة دفع الغالبية نحو حكومة تشبه حكومة الرئيس حسان دياب، أو حكومة جديدة برئاسته، فيجب وضع احتمال أن لا تتردد الغالبية بشرب كأس المواجهة كاملاً، ولا تكتفي برئيس حكومة يكلف ولا يؤلف، بجانب حكومة تصريف أعمال، في ظل أوضاع أمنية ومالية تنذر بالأسوأ، فإذا تثبتت الغالبية من سقوط المبادرة الفرنسية بسبب ضيق ذات اليد، فإن المواجهة ستعني حكومة خيارات جذرية من استيراد المشتقات النفطية من إيران بالليرة اللبنانية إلى تفاهمات استراتيجية مع الصين تطال كل شيء، من المرفأ إلى سكك الحديد، والكهرباء، وسواها، كما هو حال التوجه نحو سورية والعراق للتبادل الاستهلاكي العيني من دون المرور بالدولار الأميركي، وقالت المصادر إن الأرجح هو أن تكون الأيام الممتدة حتى منتصف شهر أيلول ساخنة ومليئة بالمفاجآت، السياسية، وربما الأمنية، إذا تصاعد الوضع جنوباً، وربما نكون عشية جولة أقل من حرب وأكبر من اشتباك.

وفيما بقي الجمود مخيماً على المشهد الحكومي لا سيما بعد انكفاء الرئيس سعد الحريري عن الترشح لتأليف الحكومة الجديدة. خطف المشهد على الحدود الجنوبية الأضواء، بعد الاعتداء الاسرائيلي الجديد على لبنان من خلال قصف عدد من القرى اللبنانية بالقنابل المضيئة والقذائف الفوسفورية.

ولم تُحرز المشاورات المكثفة بين القوى السياسية أي تقدم على صعيد الاتفاق على مرشح موحّد لتأليف الحكومة الجديدة كما لم يعلن رئيس الجمهورية أي موعد للاستشارات النيابية الملزمة، ما يؤشر بحسب معلومات “البناء” الى أن “افق التكليف مسدود حتى الساعة بانتظار مشاورات الأيام القليلة المقبلة وزيارة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون الى بيروت مطلع الشهر المقبل وما ستحمله من أفكار جديدة ودفع استحقاق التكليف الى الامام”. وأشارت اوساط نيابية في التيار الوطني الحر لـ”البناء” الى أن “رئيس الجمهورية ينتظر حصيلة المشاورات بين القوى السياسية للبناء على الشيء مقتضاه، فإن توصلوا الى اتفاق فهذا أمر جيد اما اذا لم يتوصلوا فالرئيس عون سيدعو الى الاستشارات بكافة الاحوال”. وأكدت المصادر أن “التيار ليس لديه مرشح حتى الساعة لكنه لا يمانع ترشيح السفير السابق في الامم المتحدة نواف سلام شرط ان يحظى بالتوافق السياسي”.

وعن امكانية الاتفاق بين قوى الاغلبية النيابية على مرشح موحد قبل الاستشارات لفتت المصادر الى أنه “من المبكر الحديث عن هذا الأمر ويتحدد بحسب المعطيات والتطورات”، مستغربة “الحملة الخبيثة على الرئيس عون ورئيس التيار جبران باسيل واتهامهما بتأخير الاستشارات فيما يهدف الرئيس عون من تأخيرها بعض الوقت لتسهيل انضاج اتفاق بين الكتل النيابية وبالتالي تسهيل التأليف”.

وأعلن قصر الاليزيه أمس، أن “الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيزور بيروت مجدداً في اول ايلول بعد ان كانت معطيات صحافية تحدثت عن ارجاء محتمل للزيارة”.

وأكدت مصادر متابعة للوضع الحكومي بحسب قناة “ال بي سي” أن “الاستشارات الملزمة ستحصل ولكن لم يحدد موعدها بعد وقد تكون الأسبوع المقبل ولن يكون هناك تكليف الا بالتأليف وتأجيل الاستشارات كان متفقاً عليه بين الرئيسين عون وبري”. وأضافت “من المبكر الحديث عما يعرف بتعويم حكومة الرئيس حسان دياب”. في حين أفادت مصادر عين التينة ان “الامور مجمّدة وما من جديد في الاتصالات المتعلقة بتشكيل الحكومة”.

وتحدثت مصادر أخرى عن اتصالات مكثفة مساء أمس، على خط بيت الوسط – عين التينة ورؤساء الحكومة السابقين وكتلة المستقبل في محاولة لإنجاح المبادرة الفرنسية. فيما لفتت اوساط 8 آذار لـ”البناء” الى أن “المحاولات الاميركية لتمرير مرشح المحور الاميركي الاسرائيلي الخليجي نواف سلام في سياق مشروع التطبيع الاسرائيلي العربي، لن تمر، ففريق المقاومة لن يقدم التنازلات على حساب مصالح الوطن وشعبه وحقوقه وارضه”، رابطة بين “الضغط على لبنان بموضوع الحكومة وبين العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان”، مرجحة فشل مساعي التكليف وبالتالي بقاء حكومة تصريف الاعمال حتى اشعار آخر”. وحذرت المصادر من استمرار الضغط الاميركي على لبنان لفرض الشروط الأميركية وذلك عبر تشديد الحصار الاقتصادي والعقوبات المالية وافتعال توترات واحداث امنية متنقلة واستحضار التنظيمات الارهابية”. وفي هذا السياق كشفت مصادر أمنية عن رصد أمني لخلايا نائمة لتنظيم داعش الارهابي بدأت تتحرّك لتنفيذ عمليات تخريبية في لبنان.

إقرأ المزيد في: لبنان