يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

التضليل وقلب الحقائق
10/08/2020

التضليل وقلب الحقائق

د.جمال شهاب المحسن - إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي

بدل التركيز على ضحايا الانفجار الرهيب والشهداء والجرحى والأضرار الجسيمة والكارثة والنكبة التي وقعت من جرّاء  تدمير وحرق مرفأ بيروت، واستباقاً للتحقيق، ذهبت قنوات الفتنة اللبنانية والأعرابية وفي مقدمتها محطات الجديد والـMTV  وLBC  و"العربية" السعودية إلى " نصب المشانق" الدعائية والسياسية لاستجرار ردود أفعال تؤدّي إلى تأجيج اندلاع الحرائق اللبنانية على المستويات كافة.

إن هذه "الحركشات" الاستفزازية ليست من "بنات أفكارهم"، ولكن وراءها مخطط كبير وغرف عمليات سوداء معادية لاستغلال واستكمال ما جرى لبيروتنا الحبيبة ولمرفئها العالمي.

ولقد استوقف المتابعين لمجريات الأحداث ما جرى في العمليات "الإعلامية" المنسّقة والمبرمجة مع خطوات احتلال وزارة الخارجية اللبنانية وبعض الوزارات والمؤسسات العامة الأخرى، مما كان يستدعي التحرك القضائي والأمني السريع لمعاقبة ومحاسبة مفتعليها.

إن قنوات الفتنة وأصحابها الفاسدين المفسدين يعملون في كل شيء ما عدا الإعلام، وذلك في سياق "خدماتهم" القذرة في التضليل وقلب الحقائق ليبدوَ الأسوأَ وكأنّهُ الأفضل.

وتغطيات هذه القنوات الفتنوية لا تهدف الى نقل الحقيقة وانما هيَ تمعن في الابتعاد عن الحقائق وتزوير الوقائع، ولذلك علينا التمسك بالنَّبَاهَةِ المنقِذة في مواجهةِ الدِّعايةِ المغرِضة، والنباهةُ تدعونا إلى أن نسألَ بعض الأسئلة عن مُطلِقِ أيّة دعاية ومنها: مَن هوَ وما هيَ مصلحتُه وما هي أهدافُه وارتباطاتُه وهل هو صادقٌ أم كاذبٌ في ما يقولُ ويدّعي؟. و(إنْ جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبيَّنوا) صدق الله العلي العظيم.

وفي موضوع المساعدات لم تركز هذه القنوات الفتنوية ولم تُعِرْ اهتماماً للمساعدات السورية والإيرانية والعراقية والروسية والصينية والجزائرية ولا سيّما أن سوريا فتحت حدودها وذراعيها للجرحى والمصابين مع العلم أن مواطنيها في لبنان قد سقط منهم 43 شهيداً كحصيلة غير نهائية وعدد كبير من الجرحى.

ما هكذا تورد الإبل يا مدّعي الإعلام.

 

بيروت الكبرى

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة