ramadan2024

خاص العهد

 خوفاً من مخاطر صحية..هل من ضرورة لإخلاء مدينة بيروت؟ 
05/08/2020

 خوفاً من مخاطر صحية..هل من ضرورة لإخلاء مدينة بيروت؟ 

لا تزال الكثير من الإجابات لأسئلة عدة حول حادثة مرفأ بيروت معلّقة رهن التحقيقات. الأخيرة لا شك أنها ستكشف تفاصيل هذه القضية والجهات المسؤولة عنها. وبموازاة ذلك، يكثر الحديث عن أخطار للحادثة تتخطى الأضرار التي شوهدت، وتتعداها لتهدّد سلامة وصحة أي مواطن لمجرد تعرضه للهواء الملوّث. تحذيرات بالجملة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي أمس تُحذّر المواطنين من الخروج من المنزل، وأخرى تدعو لمغادرة مدينة بيروت.   فما صحّة هذا الكلام؟ وما المطلوب من المواطنين؟. 
 

الأمين العام لـ"المجلس الوطني للبحوث العلمية" معين حمزة يستهل حديثه لموقع "العهد" الإخباري بالإشارة الى أنّ لا أحد يملك حتى الساعة معلومات أكيدة حول طبيعة المادة التي انفجرت، وكل المعلومات التي يتم تداولها أتت بناء على ترجيح وزير الداخلية محمد فهمي انفجار شحنة من "نيترات الأمونيوم". هذه المعلومة الوحيدة الموجودة لدينا -يقول حمزة- الذي يشير الى أنه ولإعطاء معلومات دقيقة حول كمية المتفجرات ونوعيتها نحتاج الى الكثير من الوقت وهذا يحتاج الى تحقيق وتحاليل نجريها على موقع الحادثة.

 

 خوفاً من مخاطر صحية..هل من ضرورة لإخلاء مدينة بيروت؟ 

ويُشدد حمزة على أنّ مادة "نيترات الأمونيوم" التي جرى الحديث عنها هي مادة تستعملها بعض الدول كسماد للزراعة، وتُحدث هكذا انفجار خاصةً اذا لم يتم حفظها بطريقة تحترم بروتوكولات السلامة التي تنص عليها شروط تخزين المواد المتفجرة. فالأمونيوم هي مادة متفجرة وكل انفجار ينتج عنه مواد سامة ورواسب مؤذية للصحة العامة ولكن هذه الآثار قد تكون لحظة الانفجار فقط، ولا أحد باستطاعته معرفة كم تبقى في الهواء الا بعد القيام بالتحاليل اللازمة، وللأسف فإنّ محطات قياس نوعية الهواء بشكل دوري متوقفة في بيروت ولا تعمل. 

ويوضح حمزة أنّ نوعية الهواء بالأمس كانت مؤذية جداً مساء، ولكنها تحسّنت تدريجياً خلال الليل ليتغير الهواء وتتحسن نوعيته، وهذا الكلام على مسؤوليتي -يضيف حمزة- وبالاستناد الى الرائحة التي تنشقناها، مؤكّداً أنّ قضية تغيير نوعية الهواء تتم بسرعة نتيجة حدوث الكارثة في منطقة مفتوحة، مشدداً على ضرورة التركيز على الانعكاسات السلبية الأخرى بدلاً من أن نزيد همّ الناس وندعوهم الى إخلاء بيروت، فلا أحد يحق له إصدار هكذا تصريحات. 

وفيما يتعلّق بالتحاليل، يوضح حمزة أن لا أحد تمكّن من القيام بالتحاليل ليلاً، وحتى الساعة لم نتمكّن من تحريك فرق كافية للنزول الى موقع الحادثة وقياس وتحديد نوعية الهواء وما اذا كان هناك سموم حتى اللحظة. ولكن ما يمكن التأكيد عليه بعد مرور ساعات على الانفجار أن نوعية الهواء تحسنت ولا داعيَ للسير بالنظريات التي تصدر لإخلاء مدينة بيروت. برأيه، هذا الأمر ليس مزحة، وقرار إخلاء المدينة لا ينبغي أن يصدر سوى عن الحكومة وهي من تتحمل مسؤوليتها في هذا القرار. وفق قناعاته، لا أحد يخلي مدينة بناء على رأي إعلامي أو علمي أو خبير. هذا القرار تتخذه الحكومة ويجب أن يتخذ بناء على  معطيات علمية، والمعطيات العلمية غير متوفرة حتى هذه اللحظة، ونحن نحاول العمل عليها ومهمتنا ليست سهلة، يضيف حمزة الذي يكرّر أنّ نوعية الهواء أفضل بكثير مما كانت عليه ليلاً. 

ويدعو حمزة المواطنين الى اتخاذ إجراءات الحماية والسلامة، مطالباً إياهم بارتداء كمامتين، فواحدة لم تعد تكفي، كما يدعو المواطنين الذين يعانون من أمراض صدرية أو ضيق تنفس أو ربو أو حتى الحوامل الى أخذ الاحتياطات وعدم مغادرة المنازل. 

وفيما يسأل المواطنون عن أجهزة التكييف الهوائية وضرر تشغيلها وسط الهواء الملوّث، يلفت الأمين العام لـ"المجلس الوطني للبحوث العلمية" الى أنّ نظام هذه الإجهزة يختلف من مكيف لآخر، فالأجهزة التي تسحب الهواء من الخارج ولمجرد تشغيلها عندما يكون الهواء ملوثاً تؤذي  بالتأكيد، ولكن هناك مكيفات لا تسمح سوى للأوكسجين  بالمرور وهذه لا ضرر من تشغيلها. 

وفي الختام، ينصح حمزة المواطنين بضرورة الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة ومضاعفة الاجراءات المتخذة في مواجهة "كورونا" عشرة أضعاف، قائلاً "لا أعلم متى سنتعامل مع المخاطر بإدارة علمية سليمة".
 

بيروت الكبرى

إقرأ المزيد في: خاص العهد