يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

الانتخابات الإسرائيلية المبكرة... إعادة انتاج نتنياهو
26/01/2019

الانتخابات الإسرائيلية المبكرة... إعادة انتاج نتنياهو

محمد يونس

منذ إعلان قادة الائتلاف الحكومي في كيان العدو عن إجراء انتخابات نيابية مبكرة في التاسع من نيسان القادم بدلا من موعدها الأصلي في تشرين الثاني المقبل، والأجواء الضبابية تلف المشهد السياسي الإسرائيلي.

 فالمتابعون لهذا المشهد يجمعون على انه وفي ظل التشظي الكبير في صفوف الطبقة السياسية الإسرائيلية الذي يطال اليمين والوسط واليسار لا يمكن التنبؤ بشكل التحالفات وبالتالي الوجه الذي ستسلكه الانتخابات المبكرة معتبرين أن الأمور لن تحسم قبل الربع الأخير من شهر آذار/ مارس القادم، مع أن الجميع مقتنع بأن رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو هو الأوفر حظا في العودة إلى رئاسة الحكومة مجددا وإن كان يواجه خطر تقديم لائحة اتهام ضده بدعاوى رشى وفساد مالي.

تعتبر بعض المصادر أن نتنياهو اضطر للذهاب إلى هذا الخيار بعد الخلاف الذي استعر داخل الائتلاف الذي يقوده حول تجنيد المتدينين في الجيش الإسرائيلي وأنه قد يجد نفسه في مواجهة عدد غير قليل من الأحزاب الصغيرة التي يضطر أن يتفق معها لتشكيل ائتلافه الحكومي المقبل ما يعني أنه سيكون أمام تحالف هش يسوده الكثير من الشروط التي قد تكون متعارضة أحيانا، تذهب أخرى للقول إنه يسعى إلى خوض معركة انتخابية في أفضل الظروف بالنسبة له رابطة قراره بجملة أسباب أهمها الملف القضائي الذي يحوم حوله إذ تتهمه بأنه يسعى إلى حشر المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندلبليت الذي يحقق في ملفات فساد مالي تحوم حوله، وبالتالي التأثير على قراره ودفعه إلى عدم تقديم أي إعلان حول اتهام نتنياهو قبل الانتخابات باعتبار أنه قد يتهم بأنه يقوم بالتأثير في سير العملية الانتخابية.

كما تضيف هذه المصادر أن نتنياهو يهدف أيضا من اجراء انتخابات سريعة وخاطفة إلى منع أحزاب المعارضة من أن تتوحد حول برنامج سياسي ومرشح متفق عليه مقابل نتنياهو والليكود.

 وبحسب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بن فإن تقديم موعد الانتخابات يمنح نتنياهو فرصة لإعادة تشكيل التركيبة الحكومية، وفي الوقت نفسه يلجم خصومه من "اليمين" و"اليسار" الذين سيسعون إلى مكان أفضل في تقسيم الحقائب الوزارية في الحكومة القادمة. وتشير مصادر أخرى إلى أن الكل مأزوم في كيان العدو فالمعارضة الإسرائيلية على "يسار" نتنياهو مأزومة، مثل "المعسكر الصهيوني" و"ييش عتيد" وغيرهما، لم تستطع تقديم بديل عن الليكود ونتنياهو، فهي لم تطرح برنامجًا واضحًا ومقنعًا للجمهور، كذلك اليمين على يمين نتنياهو لا يحظى بالشعبية المأمولة بالنسبة له، رغم شعبويته ومزايدته على شعبوية نتنياهو. كذلك حال الحزب الذي قام على أساس اجتماعي (كولانو) بقيادة موشيه كحلون، فهو في تراجع مستمر، لأنه لم ينفذ تعهّداته ما يجعل الليكود ممثلا بنتنياهو المرشح الأقوى مرة أخرى لتشكيل الحكومة القادمة.

ومهما تكن نتيجة الانتخابات المبكرة فإن ما يجمع عليه الكل في كيان العدو أنها ستعيد نتنياهو إلى سدة رئاسة الحكومة لغياب أي منافس حقيقي له في أي من المعسكرات السياسية، وبالرغم من أنه يتعرض لهجمات عنيفة من أوساط اليمين إلا أن تصريحات قادة الأحزاب اليمينية تظهر انها مقتنعة بانها ستنضوي لاحقا تحت لواء نتنياهو في الحكومة المقبلة وأن جل ما تقوم به هو جهد للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد ما يحسن من شروط تفاوضها للدخول في الائتلاف القادم. حتى أن استطلاعا للرأي أجراه راديو جيش العدو أظهر أنه حتى ولو تم تقديم لائحة اتهام بحق نتنياهو فإن هذا الأخير سيتمكن من قيادة ائتلاف حكومي ولو هش وبأغلبية ضيقة.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف