يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

كتلة الوفاء للمقاومة تحتجّ رسميًا لدى الخارجية اللبنانية اعتراضًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية
13/07/2020

كتلة الوفاء للمقاومة تحتجّ رسميًا لدى الخارجية اللبنانية اعتراضًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية

سلّم نواب كتلة الوفاء للمقاومة وزير الخارجية اللبنانية ناصيف حتي عريضة احتجاجًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية للأصول والأعراف الدبلوماسية.

وبعد تسليم وزير الخارجية العريضة، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إن "احتجاجنا هو على التدخل بشؤوننا الداخلية بدءا من التعيينات ووصولا الى إطلاق موقف تحريضي ضدّ فئة من اللبنانيين".

وأشار رعد الى "أننا طلبنا من وزير الخارجية اتخاذ الاجراءات بحقّ السفيرة الأمريكية"، لافتًا الى أن التدخل بشؤوننا يوجب على السفيرة الأمريكية أن تكفّ عنه، مؤكدًا أن "السفير مهمّته المخاطبة بلغة دبلوماسية".
 
وأضاف "نعوّل على حضورنا الاحتجاجي اليوم لكي لا نسمع مجددا تدخلات بشؤوننا".

 

وهنا نصّ العريضة:

 

كتلة الوفاء للمقاومة تحتجّ رسميًا لدى الخارجية اللبنانية اعتراضًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية

كتلة الوفاء للمقاومة تحتجّ رسميًا لدى الخارجية اللبنانية اعتراضًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية

كتلة الوفاء للمقاومة تحتجّ رسميًا لدى الخارجية اللبنانية اعتراضًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية

كتلة الوفاء للمقاومة تحتجّ رسميًا لدى الخارجية اللبنانية اعتراضًا على تجاوزات السفيرة الأمريكية

وهنا نصّ العريضة: 

إِنّنا في كتلة الوفاء للمقاومة.. لا نريدُ أن تُثير تجاوزات الماضين من رؤساء أو أعضاء البعثات الدبلوماسيّة لا سيما الأمريكيّة، إلا أنَّ تحسسنا اليوم بخطر الدور والأداء اللذين تمارسهما السفيرة الأمريكيّة دوروثي شيا منذ بدأت مهامها في لبنان، وبخروج تصريحاتها ومواقفها عن اللياقات والأعراف والاتفاقيات الدولية، الأمر الذي يأخذ منحى تحريضياً للبنانيين ضدَّ بعضهم بعضاً ويستفز شريحة كبيرة من شعبنا العزيز والمضحّي، ويدفعنا بالتالي لرفع صوت الاحتجاج والإدانة ومطالبة معاليكم باعتباركم وزيراً لخارجيّة بلدنا لبنان، أن تضبط سلوك هذه السفيرة وفق أحكام اتفاقيّة فيينا الموقعة في 18 نيسان 1961؛ والتي توجب على الدبلوماسيين "احترام قوانين ولوائح الدولة المعتمدين لديها، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية لتلك الدولة" كما جاء في المادة 41 من الاتفاقيّة.

إِن التعيينات الماليّة وغيرها في بلدنا شأنٌ لبناني داخليّ صرف.

وإنَّ الحكومة اللبنانيّة ومكانتها وعمرها وخططها وأداءها هي شؤون لبنانية داخلية صرف أيضاً.

ومن المستهجن جداً أن تتدخّل السفيرة الأمريكيّة في لبنان لتدلي بتصريحات حول هذه المسائل تُحرَّض بها اللبنانيين ضدّ بعضهم بعضًا؛ علماً أنَ إثارة الفتنة والتحريض مخالفة موصوفة لما ينص عليه البند "ه" من المادّة الثالثة من الاتفاقيّة المُشار إليها أعلاه.

 وللأسف فإنَ عدم لفت نظر السفيرة الأمريكيّة إلى خرقها للأصول والأعراف وللاتفاقات الدولية ذات الصلة؛ منذ أن أدلت بأول تصريحاتها المستهترة والمستفزّة والخارجة عن اللياقات والتي شكّلت إهانة للدولة اللبنانيّة ولمسؤوليها، لا سيما للدبلوماسيّة اللبنانيّة، جعلها تتمادى في تجاوزاتها وتصريحاتها دون قيدٍ أو مسؤوليّة أو مساءلة، غير عابئةٍ بالحكومة والدولة ومسؤوليها، كما جعلها توغل في إثارة الفتنة وتحريض البنانيين ضدّ بعضهم بعضاً وغايتها من ذلك كله إيجاد الشرخ بين صفوفهم، محمّلةٌ فريقاً وطنيًاً مقاوماً مسؤوليّة الوضع الشاذ في لبنان ومتهمة إياهُ كذباً وزوراً بالسيطرة على الدولة والإمساك بالحكم، وكلّ ذنبه أنّه فريقٌ مقاومٌ شريك حرّر الأرض من المحتل الإسرائيليئ ويرفض سياسة التسلّط والهيمنة الأمريكيّة وإملاءاتها وقراراتها التعسفيّة الظالمة.

 تعلمون جيّداً لو أنَّ تصريحاً واحداً مماثلاً أو مشابهاً لتصريحات السفيرة الأمريكيّة شيا أدلى به سفيرٌ ما في دولةٍ معتمدٍ لديها، لاتخذ بحقه إجراءٌ سريع، أقلّه الاستدعاء ولفت نظره والاحتجاج على ما أدلى به، وتسليمه مذكّرة رسميّة شديدة اللهجة.

إنَ المادّة التاسعة من اتفاقيّة فيينا أعطت الحقّ للدولة المعتمد لديها السفيرة أو أي شخص من أعضاء البعثة الدبلوماسيّة، وفي أيّ وقت، ودون ذكر الأسباب، أن تبلّغ الدولة المعتمدة أنَّ رئيس البعثة أو أيّ عضو من طاقم بعثتها الدبلوماسيّة أصبح شخصاً غير مقبول.

إنّه وبعد غضَّ النظر عن التصريحات العديدة للسفيرة شيا والمسيئة للدولة وللشعب اللبناني، وبعد إصدار الحكم من قبل القاضي محمد مازح في هذا الشأن، وهو قاض وطنيّ وشريف، وبعد استدعاء السفيرة شيا لاحقاً إلى قصر بسترس، توقعنا احتجاجاً لبنانيًاً رسميًاً شديد اللهجة، فإذا بالسفيرة الأمريكيّة تتمادى في غيّها وعنجهيتها لتدلي بعد ذلك بتصريح جاء فيه: "سفيرة الولايات المتحدة لن تسكت... سمعنا اعتذاراً عن قرار القاضي"!!!... فتساءل اللبنانيّون باستغراب: ترى من اعتذر مِن مَن؟!

إنَ كتلة الوفاء للمقاومة تدين هذه التصريحات المتمادية من قبل السفيرة شياء والتي يجب أن تتوقف عند حدّها. فللدولة سيادتها وللشعب كرامته، ولا يجوز مطلقاً التراخي أو التباطؤ حيال هذه التصريحات المستفرّة التي تضرب في الصميم النسيج الوطني اللبناني، وتعمل على إيجاد الشرخ بين أبناء الشعب الواحد وأطيافه السياسيّة.

فلنتصرّف كما تتصرّف الدول التي تحترم نفسها وتحترم سيادتها وكرامة شعبها مهما كان حجمها ووزنها.. فعندما يُصِرّ أي سفيرٍ كان على تجاوز الأصول والاتفاقّات الدولية التي تحدّد ضوابط عمله؛ لا بدّ عندها للدبلوماسيّة اللبنانية أن تحفظ كرامتها وكرامة الدولة باتخاذ الإجراءات المناسبة التي كفلتها الاتفاقيّات الدولية ذات الصلة، وإلا سيتبيّن للبعثات الدبلوماسيّة العاملة في لبنان، وللعالم كله، مدى تخاذل بلدنا وضعفه وَهَوَانِه ممّا سيشجع الآخرين على أن يسلكوا نفس النهج الوقح للسفيرة الأمريكيّة إزاء الدولة اللبنانيّة ومسؤوليها، وإزاء الشعب اللبناني وحياته السياسيّة.

إن اعتزازنا بشعبنا الذي أولانا تمثيله وصون كرامته وحماية سيادته، وحرصنا على الأمن والاستقرار في بلدنا، يوجبان علينا أن نلفت عنايتكم ونحثّكم على إفهام السفيرة الأمريكيّة احتجاج اللبنانيين الشديد على تصريحاتها وخرقها للأصول الدبلوماسيّة تاركين لكم اتخاذ الإجراءات المناسبة لإبلاغها بلزوم انضباطها بالقوانين المرعيّة الإجراء ومتابعة ذلك من قبلكم.
 

كتلة الوفاء للمقاومة

إقرأ المزيد في: لبنان