يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

ما هي المعادلة المقابلة لـ
19/06/2020

ما هي المعادلة المقابلة لـ"الخبز مقابل السلاح"؟

حسن المقداد - مهندس من جبيل

اسمح لي سماحة الأمين العام أن أقول لك ما قاله لي أحد العمال السوريين ممن كان يعمل معنا في مسجد الامام الصادق "ع" في قرية فرات -  أصغر قرية في لبنان، تقع على حرف سفح جبل النمرود في وادي نهر ابراهيم في جرود جبيل - حينما سألته "ألا تخشى المبيت في هذا المكان المقفر ليلا وانت العامل في ورش حزب الله حيث كان البعض يتعرض للاخوة السوريين بالأذى؟"، فكان الجواب "كيف أخشى وأنا العامل مع مؤسسات حزب الله، الذي أمينه العام هو أول قائد عربي تحلق طائراته فوق فلسطين؟ أنا أنام ملء جفوني دون خوف او وجل لان السيد يحمينا".

فاجأني ولم يفاجئني في آن كلام العامل. ما فاجأني هو وعيه وثقته المتينة بعناصر القوة والمقاومة لدينا، أكثر بكثير مما يمتلكه أكثر حكام العرب وبعض فلاسفتهم ومطبعيهم وبعض أصحاب المقامات السياسية ممن لا يعرفون من الحرف الا أبجدية الذل والهوان. ولم يفاجئني لأنّه العربي الآتي من سوريا الأسد، التي تقول عنها سماحتك إن فيها قيادة لم تساوم على المقاومة وسلاحها وإن لها أصدقاء لن يسمحوا لقيصر أن يمر فيها، ففي سوريا ليس هناك شيء لقيصر.. كل ما فيها لله ورجال الله.

هذا ما قاله ذاك العربي الآتي من صوب آلاف الكيلومترات وقد استشرف ما لم يستشرفه أكبر حكام العرب "السيد يحمينا"، فكيف بنا يا سيدي ونحن الذين نجاورك ونعيش طوع نَفسك والهامك ونستشعر نبض صدقك وصلابتك؟ كيف لنا نحن الذين عرفناك وعايشناك وقدر الله لنا ما لم يقدّره لغيرنا وأنعم بوصل لم يصله غيرنا من عموم العرب، أن لا نعلم سر المعادلة التي لم تفصح عنها؟

هذه المعادلة صارت خبزنا وصارت نحن وصرنا هي. المعادلة واضحة وواضحة جدًا، وهي "أنتم". سماحتكم هي المعادلة، بنانكم، اشارتكم، غضبكم، بأسكم، سر التقاء الحاجبين، لا بل ما يجول في خاطركم هو فعل أمر ينتظره عشرات آلاف العشّاق الاستشهاديين ممن تركهم خلفه عماد مغنية.
 
اسمح لي يا سيدي أن أبوح بسر معادلتك التي لم يعد "ما بعد بعد حيفا" آخرها، فمدى رمشك كل الساحات وجول خاطرك كل الأماكن. خض بحرا خُض برا خُض حتى الاخير.. فلو قطِّعنا وقطِّعنا ثم ألف مرة لن نحيد، شُدّ برا شُدّ بحرا شُدًّ الى أيّ تُشير، قُلْ، دُلّ، أشِرْ، مُرْ، الى حيث أمرك الكل يسير.  

فاليك واليك وحدك نقول أيها الأمين، ليس الخبز سر حياتنا، وليس الموت عدمها، وفلذات أكبادنا متاريس فخرنا وعزنا وكل أمجادنا نصد بهم جوعًا لن يصير وذلًا هيهات منه دم الحسين(ع)، وارادة الرجال وصلابة النساء وصبر زينب(ع) وايثار العباس فمع هؤلاء إن متنا قاهرين وان عشنا فأعزاء منتصرين نقتل عدو الله وعدونا فعزمنا معك أبدًا لا يلين.
فاليك اليك أيها السيد الأبي العصي العربي الأمين، أمض بنا خذ بيدنا فليس عنوان حياتنا كيس طحين.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف