يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

أين أصبحت المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي؟ 
08/06/2020

أين أصبحت المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي؟ 

فاطمة سلامة

في الثالث عشر من أيار/مايو المنصرم، انطلقت أولى المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي. تلك المفاوضات ينظر اليها البعض كمخرج قد يكون الوحيد للأزمة التي يتخبّط بها لبنان. أزمة غير مسبوقة بشهادات العديد من السياسيين والخبراء الاقتصاديين، وبشواهد الأحوال المتردية على مختلف الصعد. وفي هذا الصدد، تؤمن مصادر سياسية تتابع عن كثب مسار الأزمة أنّ الأخيرة تحتاج حلولا سريعة اليوم قبل الغد. وفق قناعاتها، فإنّ كل يوم تأخير يُرتّب علينا نتائج كارثية لا تحمد عقباها. وعليه، تشدّد المصادر على ضرورة عدم انتظار مسار المفاوضات حتى تكتمل للإتيان بالحلول الموعودة. برأيها، لا بد من السير على خطين متوازييين في الوقت ذاته. أول نتابع من خلاله مسار المفاوضات مع صندوق النقد، وثان نُقدّم فيه بدائل وحلولا للأزمات الراهنة. الانتظار ريثما ننتهي من المفاوضات سينقلنا من حافة الهاوية الى الهاوية بذاتها. وعلينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي بانتظار أن تُقدّم الينا وصفات حلول جاهزة، بل علينا أن نلتفت الى البدائل والخيارات التي تُسهم بعلاج الأزمات الراهنة. 

تلك الخيارات تبدو كثيرة -وفق المصادر- وعلى رأسها الاتجاه شرقاً للاستفادة من العروضات التي تلقاها لبنان. من وجهة نظر المصادر، فإنّ المفاوضات مع الصندوق قد تطول ووضع لبنان لا يحتمل ترف المماطلة. وبالموازاة، أحد لا يعلم الى أين ستصل هذه المفاوضات، وما اذا كانت ستصل الى نتيجة ترضي لبنان، ما يُحتّم علينا طرق أبواب عدة بدل الاكتفاء بباب واحد، تختم المصادر. 

إزاء ما تقدم من كلام لمصادر سياسية، يبدو السؤال ملحاً حول آخر ما وصلت اليه المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. أين أصبحت تلك المفاوضات؟ وما الأجواء التي تغلّفها؟.

شلهوب: النقاشات مع صندوق النقد الدولي تتم بطريقة واسعة جداً 

مستشار رئيس الحكومة للشؤون المالية الدكتور جورج شلهوب يؤكّد -بصفته عضواً في الفريق اللبناني المفاوض- أنّ النقاشات مع صندوق النقد الدولي تتم بطريقة واسعة جداً، وهي لا شك تحتاج الى وقت لنتطرّق خلالها الى مختلف البنود الموضوعة على الجدول. نحن نتفاوض بكمية كبيرة من الأرقام، وهذا الأمر يتطلّب وقتاً خلال كل اجتماع يُعقد. 

أين أصبحت المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي؟ 

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يرفض شلهوب القول أننا لا زلنا في بداية المفاوضات. برأيه، قطع لبنان شوطاً كبيراً وعقد ما يفوق العشر جلسات على مدى أقل من شهر. يعيد التأكيد أنّ المفاوضات جارية على قدم وساق ضمن أجواء منفتحة، ونسير في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج وقتاً خصوصاً أنّ الجلسات تشهد الكثير من الأخذ والرد، اذ تُطرح على الفريق اللبناني العديد من الأسئلة التي يجيب عليها. كما يُطلب منه تفاصيل يضعها لاحقاً في جعبة صندوق النقد. ونحن بدورنا كفريق لبناني نبدي رأينا بالأمور التي تناسبنا ونرفض ما لا يناسبنا موضحين الأسباب.

وتعليقاً على التضارب في الأرقام بين مشروع وزارة المال ومصرف لبنان، يشدّد شلهوب على أنّ الاجتماع المالي الذي عقد اليوم الاثنين في بعبدا كان مهماً جداً، بحيث حسم الموقف بتوحيد الأرقام، وقد أصبحت الأرقام الواردة في خطة الحكومة الإصلاحية المالية منطلقاً لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد. وفق شلهوب، فإنّ كل الكلام الذي أشيع حول أن أرقامنا خطأ هو تشهير وغير صحيح، واليوم جرى الاتفاق على أن الارقام الموجودة في خطة الحكومة هي الصحيحة. 

في ختام حديثه، لا ينكر شلهوب أن لا وقت لدينا لتضييعه لأنّ الخسارة موجودة ما يُحتم  علينا السير بشكل سريع وقدر المستطاع للوصول الى الحلول المطلوبة لما فيه صالح البلد، وهو ما يؤمّل عليه بعد توحيد الأرقام.

عجاقة: للبحث عن بدائل 

من جهته، الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة يعتبر في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ على لبنان عدم انتظار المفاوضات مع صندوق النقد حتى تنتهي، بل عليه  البحث عن بدائل وخيارات في الوقت الحالي للحد من تفاقم الأزمة. يُشدّد عجاقة على أنّ الاشكالية تكمن في أن الحكومة اللبنانية وحتى الساعة لم تتخذ اجراءات لتوفير الأمن الغذائي. الأخير -وفق قناعاته- مفقود اليوم في لبنان، وعليه لا بد من فعل أي شيء لتوفيره، خصوصاً أن لا دولارات لدينا لشراء المواد الغذائية، واذا لم نبادر الى تعزيز الزراعة والصناعة سيكون لدينا مشكلة كبيرة.  

أين أصبحت المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي؟ 

 

عجاقة الذي يعرب عن عدم تفاؤله بمجرى المفاوضات مع صندوق النقد، يعيد التأكيد على ضرورة البحث عن بدائل في الوقت الحالي وعدم البقاء متفرجين على هذه المفاوضات، بل لا بد من اتخاذ قرارات جريئة تدعم الزراعة في لبنان، وتشجّع الصناعة المحلية بعيداً عن سياسة "استيراد أي كان من الخارج".

صندوق النقد الدولي

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة