يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

22/01/2019

"الشرق الأوسط" السعودية تبرئ ساحة "اسرائيل" وتتهم المقاومة!

ميساء مقدم

عبد الرحمن الراشد، "اعلاميّ ومثقّف سعوديّ، رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشّرق الأوسط" والمدير العام السابق لقناة العربيّة"، هكذا تٌعرّف عنه صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، حيث يكتب مقالاته. معروف عن الرجل أنه لا يمثل نفسه ولا آراءه، فالآراء الخاصة غير محبذة في "بلاد المنشار". الراشد هو بطبيعة الحال، ومن خلال منصبه "الإعلامي"، يعتبر من بين المنظّرين الأوائل للسياسة السعودية والمروّجين لها.

لذلك، لا يبدو غريباً أن تتكرر في مقالاته لغة التهجم على إيران وسوريا، وحزب الله، وكل من يحالف هذه القوى في المنطقة، من دول وشعوب وأحزاب أو حتى مواطنين. يقول الراشد في مقال تحت عنوان "مَن يُلام في قمة بيروت؟" (بتاريخ 22 كانون الثاني / يناير 2019)، إن "حزب الله هو مشكلة اللبنانيين مدى العمر لا الجامعة العربية"، زاعماً أن الحزب يتحكم بالدولة وبمطارها، وهو ما دفع العرب الى الخوف من القدوم الى لبنان خلال القمة العربية الأخيرة، متناسياً جولات وصولات سفيره في الداخل اللبناني، تارة في استعراضات على "الدراجة الهوائية" متمتعاً بطبيعة لبنان، وتارة أخرى في جلسات "فناجين قهوة" لأهل "الإعلام والصحافة والقلم". فهل لبنان الذي استضاف القمة العربية هو غيره الذي يسرح ويمرح فيه سفير الرياض في لبنان بكل أريحية بفضل الأمان الذي تفرضه الدولة؟

على أي حال، هجوم الراشد والصحافة السعودية ـ بعيداً عن أي منطق ـ على حزب الله، ليس جديداً ولن ينتهي قريباً، لكن المفارقة هي ما بدأت تنحو اليه مقالاته، باتجاه تزوير التاريخ واللعب على ما يفترض أنها "ثوابت قومية عربية، لناحية العداء للكيان الاسرائيلي، وتبرئته من كل الجرائم طوال 40 عاماً مضت، ونزع صفة العدوانية عنه بوصفه: لم يعد "دولة مواجهة"!

يضيف الراشد في معرض مقاله الهجومي "لا أحد يستطيع أن يساعد لبنان على أن يستقر ويزدهر بوجود عامل الاضطراب الخارجي المستمر في تغذية الميليشيات المسلحة المتورطة في حرب سوريا، والتي ورَّطت لبنان في نحو أربعين سنة تقريباً مع إسرائيل التي منذ تصفية حساباتها مع منظمة التحرير الفلسطينية (!!) لم تعد دولة مواجهة". الخلاف مع السعودية إذاً لا يدور حول الحرب في سوريا، ولا يرتبط بتفاصيل اللعبة الداخلية اللبنانية، ولا حتى العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، المشكلة هي في مقاومة العدو الاسرائيلي طوال 40 عاماً مضت. المشكلة أيضاَ، في أصل النظرة السعودية الى هذا الكيان. فالعدو الأول للشعوب العربية، وأصل البلاء في هذه المنطقة، والمحتل للأراضي الفلسطينية، والمنتهك لحرمة القدس، هو بوصف الكاتب و"المثقف" السعودي ليس "دولة مواجهة".

أزمة السعودية مع حزب الله في لبنان باتت واضحة وجليّة، هي باعتراف عبد الرحمن الراشد تتمثل في مقاومة الاحتلال والتصدي لمخططاته وإفشال مشاريعه في المنطقة، في وقت تتحضر فيه "المملكة" للتطبيع مع هذا "العدو" في خطوة علنية بعد خطوات كثيرة لم يُعلن عنها.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف